إيلاف من بيروت: فاز فيلم "مباركة" للمخرج المغربي محمد زين الدين بالجائزة الكبرى للمهرجان المغاربي للفيلم في وجدة الذي اختتم دورته التاسعة الأحد.

وقال المخرج المغربي عبدالسلام الكلاعي رئيس لجنة التحكيم إن الجائزة ذهبت إلى "مباركة" "لقوة أداء ممثليه، ولعمق رؤيته الإخراجية، وإتقانه التقني، ولفهمه العميق لظروف المنطقة التي صُور فيها".

ويعد فيلم "مباركة"، الذي سبق وحصد أربع جوائز من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة هي جائزة لجنة التحكيم والإخراج وجائزتي أول دور نسائي لفاطمة عاطف وأول دور رجالي للمهدي العروبي، رابع فيلم سينمائي روائي طويل للمخرج المغربي محمد زين الدين، بعد “يقظة” (2003) “واش عقلتي على عادل؟” (2008)، و”غضب” (2013).

ويحكي الفيلم قصة الشاب عبدو (المهدي لعروبي)، الذي يعيش بضواحي مدينة تجثم على ثروة معدنية ضخمة رفقة أمه بالتبني امباركة (فاطمة عاطف) التي حرمتها الظروف من نيل نصيبها من التعليم هي الأخرى، لكنها طورت مهاراتها الذاتية وتحولت إلى معالِجة لسكان الحي مما أكسبها هيبةً ووقاراً أمام الجميع.

يحاول الشاب التخلص من حالة الجمود التي يعيشها عبر الخوض في التعلم الذاتي للقراءة والكتابة. يكتشف عبدو إصابة صديقه اشعيبة (أحمد مستفيد)، البالغ من العمر ثلاثين سنة، بمرض جلدي، فينصحه بأن يقصد المدَاوِية لطلب العلاج.

يقوم الشاب الثلاثيني مكرهاً بما أملاه عليه صديقه، لكن حياته ستعرف منعطفات كثيرة نتيجة تطور العلاقة في ما بينه وبين معالجته، وارتكابه لعدة تصرفات طائشة، خصوصاً أنه تحول من بيع السمك إلى امتهان السرقة، وتعنيف الناس وشتمهم، وهي أمور عرضته للمتابعة من الشرطة، فصار شخصاً تصعب السيطرة عليه.

تتشابك العلاقات لتنتهي بجريمة قتل وتبقى نهاية الفيلم مفتوحة على جميع التأويلات.

جوائز المهرجان

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم التونسي "فترية" إخراج وليد الطايع فيما فاز المغربي حسن بنجلون بجائزة الإخراج عن فيلمه "من أجل القضية".

وأقامت جمعية (سيني مغرب) الدورة التاسعة للمهرجان المغاربي للفيلم عبر المنصات الرقمية استثنائيا بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا. وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت 12 فيلما فاز بالجائزة الكبرى فيلم "عطر" للمخرج المغربي الحسين شاني، وذهبت جائزة الإخراج إلى التونسي أمين لخنش عن فيلم "قصة حقيقية".

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم "طيف الزمكان" للمخرج المغربي كريم تجواوت. وقال رئيس المهرجان خالد سلي في كلمة الختام "كنت أظن أن فراق وتوديع الضيوف والمشاركين بعد دورة افتراضية سيكون أخف وأقل تأثيرا من لحظات الفراق بعد نهاية كل دورة من الدورات السابقة، لكن وبكل صدق عندي إحساس بأن الفراق هذه السنة أشد، لأن عدد ضيوفنا ولو على المستوى الافتراضي قد تضاعف مرات ومرات".

وأضاف "لقد كنا عائلة مغاربية صغيرة، مع تواجد بعض الأصدقاء من خارج المغرب الكبير، وقد صرنا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي عائلة كبرى تمتد إلى كل بقاع العالم".