يصادف عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) هذا العام في 10 ديسمبر/ كانون الأول، ويستمر لمدة ثمانية أيام.

ويعد حانوكا من الأعياد الدينية عند اليهود، لكنه بمثابة مهرجان للفرح، إذ يجتمعون كل ليلة لتحضير المأكولات التقليدية وأغلبها من المقالي.

ويحل عيد الأنوار أو التدشين في الخامس والعشرين من شهر كيسليف، وهو الشهر التاسع بحسب التقويم العبري.

ولهذا العيد جذر تاريخي وآخر ديني، بحسب المعتقدات اليهودية. ففي القرن الثاني قبل الميلاد، قاد اليهود المكابيّون تمرّداً على السلوقيين عام 165 ق. م. بعد محاولة الملك أنطيخوس الرابع فرض الثقافة والتقاليد الهيلينية على اليهود، وفرض عبادة آلهة الإغريق في هيكل سليمان.

ويحتفي اليهود بالحانوكا كذكرى لاستعادتهم حريّة العبادة. وبحسب المعتقد الديني، لم يكن الزيت المقدّس في الهيكل يكفي المتمرّدين لإنارة الشموع لأكثر من ليلتين، لكنّه بقي مشتعلاً لثمانية ليال.

هذا العام، ومع امتداد تأثير وباء كوفيد - 19 ستنعكس الإجراءات الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا على شعائر الحانوكا الجماعية في العديد من دول العالم، والتي تتضمن الاستماع إلى دروس ومواعظ الحاخامات ورجال الدين وإقامة الصلاة الجماعية قبيل غروب الشمس.

لكن ستتواصل تقاليد إشعال الشموع عند غروب اليوم الأول، وتلاوة الصلوات والتبريكات. وغالباً ما يوضع شمعدان المينوراه السباعي على شبابيك البيوت، لكي يظهر إلى الخارج.

وخلال أيام العيد يقبل اليهود، المتدينون منهم على وجه الخصوص، على تناول المأكولات المقلية، والتي تختلف من بلد إلى آخر، ومنها الفطائر المقلية والمحلاة، والبطاطا المقلية المهروسة.

ولأنه عيد بطابع عائلي، يمتاز الحانوكا بـ"لعبة البلبل" الذي يدوّره الأطفال على الأرض في العديد من الدول، كما يسمعون الأغاني الخاصة بالعيد، ويردّدون قصة تشييد الهيكل، والمعجزة التي شهدها بحسب المعتقد الديني.

ويعدّ المغرب من البلدان العربيّة القليلة التي يحضر فيها هذا العيد ضمن التقاليد السنوية الاحتفالية العلنية.

ولا يخلو بيت يهودي مغربي من حلوى الاسفنج التي تقلى بالزيت وتؤكل مع العسل. كذلك تقدم بعض الأسر اليهودية طبق "معقودة"، وهي عبارة عن بطاطا مهروسة بتوابل خاصة تقلى بالزيت.

يتشارك اليهود والمسلمون الاحتفال بالأعياد في المغرب وخصوصاً في أحياء الملاح (الأحياء اليهودية) في المدن المغربية. ويستقبل اليهود أصدقاءهم المسلمين وجيرانهم للاحتفال معهم والاجتماع على مائدة طعام واحدة.

إلى جانب الحانوكا، يبقى عيد الميمونة، العيد المغربي اليهودي الذي يختتم به أسبوع الفصح، أشهر مناسبات الاحتفال المشتركة، وهو رمز للتعايش بين المغاربة على مختلف أديانهم.

وتبذل الطائفة اليهوديّة المغربيّة جهداً كبيراً للحفاظ على موروثها الثقافي وتقاليدها. ولذا لم تنقطع صلة الوصل بين يهود المغرب المغتربين، وبلدهم الأصلي، إذ يعود كثر منهم إلى مدن آبائهم وأجدادهم لزيارة الأضرحة.