ايلاف من الرياض: على الرغم من انخفاض مستوى الدراما السعودية والهجوم الكبير سواء من النقاد والجماهير إلا أن المسلسل السعودي ( أوريم) تمكن من تحقيق حقق نجاح جماهيري وثناء نقدي في الموسم الرمضاني الماضي.

حيث يواصل المسلسل الكوميدي السعودي "أوريم" للعام الثاني على التوالي نجاحه وتميزه في رمضان من خلال قناة mbc، بعد نجاحه اللافت في رمضان 2020.

وينتمي العمل إلى كوميديا السيت كوم ، وتدور أحداثه حول رجل فشل مشروعه في شركة أوريم للتوصيل، يرث عن والده فندق مهجور يسعى هو ومجموعة من أصدقائه لتحويله إلى فندق بأربعة نجوم، وذلك بعد فشهلم في العديد من المشاريع التجارية التي يدخلونها، ويخسرون أموالهم، ليواجهون العديد من المواقف والمفارقات الكوميدية والإنسانية مع النزلاء.

المسلسل من تأليف وسيناريو وحوار ورشة فيها عدد من الكتاب على رأسهم نواف الشبيلي وإخراج عدد من المخرجين عبدالله بامجبور وماجد العيسى وعبدالله ماجد

وبطولة كلا من من: خالد عبد العزيز، زياد العمري، إبراهيم الحجاج، إسماعيل الحسن، خديجة أشرف، نجلاء العبدالله، وفايز شودري.

كتابة ذكية وإخراج عصري

بداية من اختيار القصة وفكرة البدء من استلام مشروع فاشل والعمل على تطويره بحيث يكون فندق مميز كانت فكرة مميزة ومغرية للمشاهدة من خلال متابعة هذه الرحلة مع المشاهد، وفكرة أن يكون خالد عبدالعزيز هو مدير الفندق ومساعديه إسماعيل الحسن وزياد العمري كفاية بتصور الفشل الكبير الذي يلاحق هذا المشروع .

ورشة الكتابة بقيادة الكاتب نواف الشبيلي قدمت نصا وسيناريوهات ممتازة ، فكان التماسك وابتكار المواقف وعدم التكرار والحشو سمة مرافقة لهذا العمل. فكانت الحلقات مكتوبة بشكل مميز وكان التصاعد وتطور الشخصيات فيها منطقيا بشكل كبير دون استسهال .

المسلسل تطرق لعدد من المواضيع الشبابية التي تواجههم في سوق العمل كالتعامل بين النساء والشباب والذي كثر مؤخرا ً عكس سنوات مضت ، قضية عمل المرأة المنقبة في بيئة مختلطة تم طرحها بذكاء شديد ، وكيفية تهميش البنات المنقبات من بعض المؤسسات وعدم عملهم في وظائف مباشرة مع الجماهير إضافة لمواضيع عديدة تم مناقشتها في المسلسل.

العمل على كل شخصية من شخصيات المسلسل بدءاً من خالد عبدالعزيز مرورا بأبطال المسلسل زياد العمري إبراهيم حجاج إسماعيل الحسن، كان واضحاً أن هناك جهد في الإلمام بتفاصيل وبروفايل كل شخصية.

رافق هذه الكتابة إخراج عصري ومميز جداً ومختلف عن السائد في الأعمال الخليجية، بقيادة عبدالله بامجبور وعبدالله ماجد وماجد العيسى في أول تجاربة الدرامية بعد تجارب عديدة ناجحة في مجال الإعلانات والكليبات.

على الرغم من وجود أكثر من مخرج للمسلسل إلا أن الثيمة والخط لم تتأثر مابين الحلقات، فكان الرتم على مستوى عالي والأداء الفني والتطور الآدائي لجميع الممثلين على نفس المستوى، رافق تميز الكتابة والإخراج موسيقى تصويرية جميلة وإن كانت توضع أحياناً في غير مواضعها فكان المفترض العناية باختيار المشاهد المناسبة لتلك الموسيقى التصويرية.

تفاهم عالي بين الممثلين

وفق صناع المسلسل باختيار الممثلين سواء أبطال المسلسل خالد عبدالعزيز وإسماعيل الحسن وزياد العمري أو حتى ضيوف الشرف مثل حسام الحارثي أو عبدالله الحسين.

كان واضح جداً وجود تفاهم وكيمياء كبيرة بين الممثلين، فكانت هناك توافق تام واندماج كبيرة خاصة مابين أبطال المسلسل تمثلت بالعديد من المواقف والمشاهد الكوميدية.

كان خالد عبدالعزيز متألقا فوق العادة وكذلك زياد العمري، والمفاجأة الأكبر كان إسماعيل الحسن أحد أبطال فيلم "شمس المعارف" والذي توقعت أن تؤثر على أدائه في المسلسل لكنه قدم شخصية مختلفة جدا ً وكوميدية جداً تجعلنا ننتظر تألق مستمر لممثل كوميدي موهوب.

هل حان وقت التغيير ؟

على الرغم من أن مدة الحلقة في أوريم بجزئيه الأول والثاني لاتتجاوز العشر دقائق إلا أن هذا المسلسل حقق نجاحاً كبيرا ً لدى الجمهور السعودي لعامين متتالين، عكس العديد من الأعمال السعودية وأهمها "ممنوع التجول" لناصر القصبي.

عدم نجاح القصبي هذا العام والعام الماضي فسره البعض بأنه تغير جيل، وبأن جمهور القصبي كبر وأتى جيل بعده يريد التغيير ويريد كوميديا من نوع خاص وبشكل جديد، جيل جديد ليس هناك تاريخ و(عشرة) بينه وبين القصبي وجيله من الممثلين.

بدأ هذا التغيير منذ انتشار قنوات اليوتيوب الشبابية وأهمها قناة تلفاز صاحبة المشاهدات المليونية والتي بدأت بإنتاج وعمل العديد من الأفلام و المسلسلات.

تغير الأجيال وتغير الأبطال سنة من سنن الحياة، لذا يستحق هؤلاء الشباب الجدد سواء أبطال مسلسل "أوريم" أو غيرهم من المواهب المحلية منحهم فرصة ومساحة أوسع للوصول لشريحة أكبر من خلال الإنتاج السخي ومن خلال الدعم بعرض حلقات بمدة أطول وأوقات مناسبة ودعاية تساعد على نجاح هذه الأعمال.