إيلاف من الرياض: مختلف عن السائد، يقدم كوميديا ساخرة وفي أحيان كثيرة جريئة بمواضيعها، يغوص في قضايا المجتمع السعودي بجميع طبقاته، ويقدم هذه الشخصيات بأسلوب ومهارة فريدة من نوعها.

صريح وواضح وربما لهذا السبب تطرق للعديد من المواضيع الحساسة في أعماله ولا زال يحصد النجاحات .

المخرج السعودي مالك نجر منذ بدء تجربته المهمة في تاريخ الإنتاج السعودي بـمسلسل "مسامير" عام ٢٠١١، كما يصفها العديد من النقاد والجماهير. عاد ليقدم لاحقاً "مسامير" و"يعرب"، وفيلم "مسامير"، ثم مسلسله الأخير ( محافظة مسامير ) والذي يعرض حالياً على منصة نتفلكس.

أيام قليلة منذ بدء العرض ولازال العمل يتصدر المسلسلات الأعلى مشاهدة على المنصة العالمية في السعودية.

إيلاف إلتقت بالمخرج والكاتب مالك نجر وكان لها معه هذا الحوار حول تجربته الأخيرة:

من اليوتيوب إلى نتفلكس رحلة طويلة جداً إستمرت قرابة العشر سنوات، مالجديد الذي سنراه هذا الموسم؟

محافظة مسامير عمل مبني على تجربة مسامير في اليوتيوب لكن مع بعض الإختلافات التي يفرضها وجوده على شاشة كبيرة، العمل أصبح موجه لفئة البالغين والكوميديا أصبحت جزء من قصة كبرى بعد أن كانت من نوعية السكيتش الكوميدي الخفيف، إضافة الى تغييرات في الإيقاع، والإخراج، وجودة الرسم والتحريك، هذه أشياء يتوقعها المشاهد.

ماهو مقدار الحرية الابداعية اللي تمتلكها في نتفليكس، هل هناك تعديلات مطلوبة أم لك الحرية تامة؟

سياستنا في ميركوت – شركة الإنتاج - هي أننا لن نقبل أي إملاءات حول مانضعه من محتوى في إنتاجاتنا، نعم نحترم رغبة الرقيب إذا أراد إزالة شيء من العمل، ولكن لا نقبل أن يفرض علينا إضافة أو وضع أجندته، وهذا الشيء يمتد لعلاقتنا مع نتفليكس، بطبيعة الحال منصة نتفليكس تتميز بهامش أعلى من الحرية الإبداعية، لكن هذا الشيء لم يكن مؤثراً في قراراتنا الإبداعية. لدينا في ميركوت خطوطنا الحمراء وقيمنا الخاصة التي لا تتبدل بتبدل المنصة.

"مسامیر" يكاد يكون المنتج الأكثر نجاحاً. في السعودية لماذا ارتبط الجمھور بشخصیات مسامیر برأیك؟

في ظني أن السبب يكمن في شخصيات العمل التي يشعر المشاهدين بأنها "حقيقية" وقريبة في لغة جسدها وطريقة حواراتها الغير متكلفة.

لوحظ وضع علامة +18 في الموسم الجديد هذه جرأة تُحسب لك ..ألا تخشى تبعاتها من الجمهور وشاهدنا بعض ردود الفعل مبدئياً على الإعلان الترويجي ؟

الحقيقة أن محافظة مسامير هي نسخة مسامير التي كنا نرغب بإنتاجها منذ سنوات، مسامير في المقام الأول عمل موجه للكبار، لكن كان لدينا خشية من دفعه لفئة عمرية أعلى بسبب سهولة الوصول إليه على اليوتيوب، هذا الشيء تغير بعد أن وضعناه وراء جدار مدفوع مثل نتفليكس، في ظني أن المشاهد السعودي أصبح لديه رغبة أصيلة في مشاهدة أعمال محلية تتسم بالجرأة، أما من ناحية ردود الأفعال السلبية فهذا شيء طبيعي وأي تغير سيأتي بنسبة من الردود السلبية، المهم أن تكون النسبة الأعلى من المشاهدين رد فعلها إيجابي.

ھل نشاھد فیلم لمالك بعیدا ً عن الانیمیشن؟

ليس لدي نية إنتاج أفلام تصوير حية، المشهد السعودي فيه الكثير من التجارب والفرق المميزة وشعوري هو أن الأنميشن لايزال تخصص أندر وفيه فرصة أكبر للنمو بعيداً عن إرهاق المنافسة.

ماهي الصعوبات الابداعية التي تواجهها في الكتابة بعد مضي سنوات عديدة على بداية عرض مسامير؟

بداياتنا كانت كوميديا السكيتش أو نصوص مبنية على مقالات صحفية، وهذه ممتازة في البدايات لكن مع تقدم الوقت أصبح من الضروري أن تكون نصوصنا "نصوص شاشة" في المقام الأول والكوميدي أكثر تعقيداً من كوميديا السكيتش، وهذا جزء طبيعي من العملية ولكنه يعتبر تحدي.

من الطبيعي ان يكون تجسيد الشخصيات الهزلية اسهل بكثير في قالب الانميشن، لكن هل يقابل ذلك صعوبة في تطبيق الافكار والنقاشات الجادة التي من الممكن ان يطرحها مسامير؟

محافظة مسامير هو محاولة لإجابة هذا السؤال، أردنا أن تكون الشخصيات على الرغن من أنها كرتونية إلا أنها أكثر واقعية من حيث القصص التي تمر بها، أعتقد أن التطرق لمواضيع جادة من خلال شخصيات هزلية ممكن، وهذه ذروة العمل في رأيي.

في ظل التطور والتغيير الدائم لذائقة الجمهور، نشاهد نجوم كثر يتغير حالهم بشكل مفاجئ ويصبحون محل انتقادات حادة، ماهو سبب هذا الأمر برأيك؟ وهل تخشى نفس المصير؟

لدي تصورات شخصية عن ما يمكن أن يؤثر على آراء الناس تجاه نجوم أو أعمال معينة وهي تتعلق في النهاية بالجمود أو غياب الرغبة في صنع شيء أفضل ومختلف كل مرة، لدينا في ميركوت فلسفة عمل تتعلق بأن كل مشروع جديد ننتجه لابد أن يكسر حواجز جديدة سواء من الناحية الإبداعية أو الإستثمارية في المجال ولعل هذا الشيء سيساعدنا على كسب اهتمام المشاهدين فترة طويلة.