إيلاف من الكويت: بدأ عرض المسلسل الكويتي "القفص" على منصة نتفلكس ويضمّ نخبة من أبرز نجوم الخليج، من ضمنهم خالد أمين، حسين المهدي، روان مهدي، لمياء طارق، وحصة النبهان.

تدور أحداث العمل حول استشاري في العلاقات الزوجية "يؤدي دوره الممثل خالد أمين" يعمل على مساعدة زوجين "حسين المهدي وروان مهدي" في تفهّم وجهات نظر بعضهما بعضًا لإنقاذ زواجهما.

من أولى ساعات العرض يحقق المسلسل مشاهدات عالية وانتشرت مقاطع عديدة منه على مقاطع التواصل الإجتماعي .

تكمن أهميته في أنه أول مسلسل كويتي يعرض على نتفلكس، اضافة لكونه لايتجاوز عدد الحلقات الثمان على غير عادة المسلسلات الكويتية، ايلاف التقت بأبطال العمل (خالد أمين، روان مهدي، وحسين مهدي) وكان لنا معهم هذا الحوار:

خالد أمين : ( القفص) تجربة خفيفة الظل

  • ما الذي حمسك لخوض هذه التجربة الجديدة كأول مسلسل كويتي على نتفليكس؟

"نقاشات القضايا الاجتماعية التي تخص الزوجين عادةً ما كانت تقدم لدينا إما بشكل كوميدي ساخر أو بشكل تراجيدي، ولم تكن تصل لهدفها الأساسي ألا وهو إصلاح ذات البين، ولكن لأن القضية شائكة أساسًا ومليئة بالتراجيديا قررنا تقديمها بأسلوب ليس كوميديًا صرفا ً ولكن خفيف الظل، فالقضية في بداياتها تكون مأساوية جدًا لكن بمرور الوقت قد يتذكرها الإنسان بشكل كوميدي، وهي النقطة المهمة التي انطلقنا منها.

صحيح إن القضايا الزوجية قضايا عالمية وليست محلية فقط، ولكن هدفنا من العمل إصلاح ذات البين محليًا، والتوجه عالميًا في عرض قضايانا الآن، حتى يعرف الغرب هويتنا وثقافتنا وأفكارنا فيبتعدون عن الأفكار المسبقة التي تخالف وتشوه صورة الخليجيين في مخليتهم، ويدركون أننا نتشابه في أمور عديدة وقضايا اجتماعية مختلفة، ونبحث عن حلول للأزمات بطريقة واعية.

  • الظهور الكوميدي نادر بعض الشيء بالنسبة لك.. ما الذي جذبك لتقديم الكوميديا بهذا المسلسل؟

النص بالتأكيد.. فالعمل تمت كتابته في إطار كوميدي، وقد كنت متواجدًا منذ بدايته، ولم يكن به دور الدكتور بالمناسبة، ولكن تمت إضافة الشخصية حتى تواكب العصر، فنحن لا نريد فقط الحديث عن قضية زوجين بل عن الكثير من القضايا، والذي ساعدنا في التعبير عن ذلك فكرة مسلسلات المواسم ذات الحلقات القصيرة، التي نؤمن بها إيمانًا تامًا ونرى فيها مستقبل الصناعة، فبعدما قدّمنا العديد من المسلسلات على مدار 30 حلقة أدركنا أن بها استنزافًا كبيرًا للوقت والأفكار، بل أصبحت تؤدي للابتذال في بعض الأعمال حين يحدث مط وتطويل في الأحداث من خلال مشاهد ليست مهمة. لذلك أردنا تقديم قضايا مركزة لها توجه إصلاحي مهم.

  • كم استغرق تصوير المسلسل؟

صحيح أن المسلسل ليس طويلا ً لكن تم العمل عليه لأكثر من شهرين تقريبًا، لأننا كنا دقيقين في كل شيء، فهناك فترات زمنية متباينة فيه، والعمل عليها يحتاج لوقت كبير خاصة في بناء الديكورات أو التصوير الخارجي في شوارع قديمة وأنواع السيارات وكل شيء. وبالمناسبة إنتاج عمل مكوّن من 30 حلقة لا يختلف عن إنتاج عمل مكون من 6 حلقات، بل ربما تكون الأخيرة هي الأصعب لأن الـ 6 حلقات تكون مركزة أكثر ومتعبة إنتاجيًا ومكلفة للغاية.

  • للإنصاف.. المسلسل لا يبدو كأنه عمل خليجي معتاد فيه روح مختلفة. أهمها البعد عن التطويل ..والبعد عن الميلودراما …

نعم، لأن أعمالنا التي تناقش القضايا الزوجية لا تتناولها بوضوح، بينما في المسلسل سيجد المشاهد الصراحة حتى في الأمور التافهة التي نسمع عن حالات انفصال بسببها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأخبار، والتي عندما تبحث في أصلها تجد أن هناك تراكمات منذ سنوات طويلة هي التي أدت لما حدث. لذلك أول حالة أردنا تقديمها والتي جسدها حسين وروان مرّ عليها سنوات طويلة سويًا، لكن ظلت التراكمات تزداد حتى حدث الطلاق أو كاد يحدث بسبب هذه الأمور. وبالتالي العمل يحمل فكرة أكثر من فكرة الكوميديا، وأنا عمومًا أؤيد النصوص التي تحمل كوميديا الموقف لأنها الأساس، هي الباقية، بينما كوميديا الكلمة منتهية ولا تصمد في الذاكرة.

روان مهدي: لم يخيفيني تقديم دور امرأة كبيرة في السن

  • المسلسل به العديد من المشاهد التي تعتمد على "كوميديا الموقف".. كيف كان ذلك على الورق وكيف تم تنفيذه خاصة أن الثنائية بينك وبين حسين المهدي كانت في أعلى مستوياتها؟

"هذه النقطة مهمة للغاية وكانت مسألة جوهرية بالنسبة لي، بل كانت التحدي الأول الذي جعلني أقبل هذا الدور تحديدًا، لأنني منذ فترة طويلة أطمح في تقديم عمل بسيط يدور في إطار كوميدي رومانسي، لكن لم يُعرض عليّ سيناريو يسمح بتنفيذ هذه الرؤية القائمة على كوميديا الموقف وإدراك التفاصيل الصغيرة للعلاقة بين الزوجين، والتي تجعل الجمهور يرتبط بالعمل وتجعل إيقاع القصة مشدودًا في الوقت ذاته. أما التحدي الثاني فكان في مرحلة التنفيذ، حيث نخلق أنا وحسين المهدي هذه الكيمياء بيننا بتفاصيلها ونعيشها ونطورها حتى يصدقها الجمهور ويرتبط بها للنهاية.

وساعدنا في ذلك أن الأمر تم بشكل عفوي بيننا، بالإضافة لمساهمة المخرج جاسم المهنا معنا في خلق تفاصيل الشخصيات وترتيب العلاقة وتطورها، بل أحيانا كان يضيف مواقف طبيعية تحدث في الحياة الواقعية بين أي زوجين."

  • المسلسل يتناول علاقة امتدت 30 عاما.. أليس تصرفًا جريئًا منك كفنانة شابة أن تؤدي هذا الدور أي دور امرأة كبيرة في السن؟

بلى. لكن الجميل في الأمر أنه يأتي في الإطار الدرامي للقصة وليس بمثابة تحدي للشكل، صحيح أن المشاهد يرى أشكالهم قد تغيرت، لكنهم نفس الأشخاص. كان من الضروري أن نحافظ على نفس الروح بين الشخصيات.

  • تقصدين أنه لم يكن هناك تغييرات في الشكل؟

بالطبع كان هناك تغييرات بسيطة في الشكل، من خلال خطوات معينة في المكياج وشد العيون وارتداء النظارة والشعر القصير ولونه... إلخ. أي أن كل شيء تم في إطار إظهار الوجه بعمر أكبر، لكن التركيز الأهم في النهاية حول شخصين يرويان قصتهما، وبالتالي أنت كمشاهد لا تنشغل بتفصيلة الشكل بقدر ما تهتم بالقصة.

  • هل كان لديك تخوفات من وجود تفاصيل في الديكور تحمل نوستالجيا التسعينيات؟ بمعنى أن الأعمال التي تحمل تلك التفاصيل يزداد تركيز الجمهور عليها ويلاحظون أي خطأ قد يحدث ولو بسيط.

أعتقد أنني لم يكن لدي تخوفات تجاه هذا الأمر، ربما لإدراكي بأن الخطة الإنتاجية مهتمة بتفاصيل الموضوع بشكل كبير، وبالتالي لا يوجد خطأ بالعمل،ربما تكون هناك هفوات بسيطة لكن تأكد هناك جهد عالي قدم في المسلسل .

حسين المهدي : الكويت كانت وتظل رائدة في الخليج

  • ما توقعاتك بشأن استقبال الجمهور العربي للمسلسل من منصة نتفليكس؟

"نحن كمنتجين كويتيين درسنا جيدًا تحديات المشاركة عبر منصة نتفليكس، ووعدنا الجمهور بأنهم سيشاهدون عملًا جديدًا وبطريقة جديدة، خاصة أنه كان هناك ميزانية كبيرة وتحضيرات كاملة لكل شيء. ففترة التحضير للمسلسل قاربت الشهرين، بينما تصويره تم في نحو 45 يومًا."

  • أي أن العمل كاملَا استغرق نحو 4 أشهر؟

تقريبا. وذلك نتيجة الاهتمام بأدق التفاصيل وبذل الكثير من الجهد لأجلها. لذلك أؤكد للجمهور أنهم سيشاهدون عملًا جديدًا ويستمتعون بكوميديا عفوية بسيطة، بالإضافة إلى وجود مباراة أداء في التمثيل، وتفاهم، وتناغم كبير.

  • هذه كانت أهم نقطة بالمسلسل.. التفاهم كان واضحًا للغاية.

لأن خالد البطل أستاذ لي ولتلاميذه الذي يعملون معه، وبالتالي كل نتاج سنوات الخبرة والدراسة استثمرناها في هذا المسلسل. ونحن اليوم ننطلق عبر منصة عالمية يتابعها جمهور كبير في جميع الدول، وبإذن الله سنكون في الصدارة. وتوقعاتي إيجابية للغاية تجاه هذا العمل الذي طالما انتظرته،

بالنسبة لي أنتظر يوم 23 سبتمبر حتى يدرك الجميع ما وصلت إليه الإمكانات الكويتية في الفن، وإلى أين ستصل في المستقبل، والتوقعات التي ستزداد تجاه الفن الكويتي الذي كان ولا يزال هو الرائد الأول في الخليج.