إيلاف من الرياض: آخر الأفلام المصرية المشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية هو الفيلم القصير"صاحبتي" والذي شارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ ٧٩ في مسابقة آفاق للأفلام القصيرة.
وهو من إخراج كوثر يونس في ثالث تجاربها الإخراجية بعد فيلمها الروائي القصير "يوكو وياسمينا"، وفيلمها الوثائقي "هدية من الماضي" والذي الذي حقق نجاحا كبيراً وقت عرضه.

كتب السيناريو كوثر يونس وأحمد عصام السيد، أما البطولة فهي لإلهام صفى الدين، ومارك حجار، حيث تدور أحداث الفيلم حول علاقة غرامية تجمع مابين حبيبين لكن بسبب الظروف الإجتماعية تكون لقاءاتهم محدودة في محيط الجامعة فقط. فكرة مجنونة لخلق فرصة لقاء مابين الحبيبين وذلك بتحويل "علي" إلى "علياء" كي يتمكن من زيارة حبيبته في بيتها على أنه صديقة لها.

لقاء عابر ومغامرة خطيرة اقدم عليها ”علي“ للقاء حبيبته لكن المفاجأة أنه وفي وسط هذه العلاقة في هذه الليلة تحدث تحولات ومواقف عديدة تكون لها أثر على بطل الفيلم علي والذي ادى دوره الممثل الشاب مارك حجر …

هي تحولات أشبه بصراعات جندرية داخل هويته النفسية فمثلاً نجده في مشهد وهو يتبرج كالفتيات وهو في الغرفة وحيداً معجبا ً بشكله وبهيئته في المرآة وفي ذات الوقت فجأة يغضب من تعليقات حبيبته الساخرة على شكله.

هنا "علي" أو "عليا" لم يتنكر بل تحول لفتاة أو بالأصح تقمصها تماما ً وشاهدنا ذلك بعيون الآخرين بدءا ً من بواب العمارة أو حتى والد حبيبته، إذ تحول ”علي“ لفتاة مرغوبة تتعرض للمعاكسة والتحرش.

ومفارقة ذكية جدأ أن يذهب الرجل للقاء حبيبته لإشباع غريزته وإرضاء ذكوريته وينتهي به المطاف بأن يكون ملفتا ً جدا ً ومطلوبا ً ولكن كفتاة. يجب أن نلفت الإنتباه لتألق الممثلين مارك حجار وإلهام صفي الدين، فقبولهم لهذا الدور تطلب تضحية وشجاعة وذلك يحسب لوعيهم الفني والسينمائي إضافة لتميزهم الشديد في الأداء التمثيلي ممازاد في جمالية ونجاح الفيلم.

فيلم "صاحبتي" ذكي جدا ً في فكرته الجريئة ومعالجته الدرامية، هو لا يعرض لك وجهة النظر لتشاهدها وتهضمها ولا يضع لك اجابات واضحة، بل يشركك كمشاهد في القصة ويجعلك تتنبأ بمآلات أبطالها في هذه الحكاية، كما يجعلنا في ذات الوقت نفرح بميلاد مخرجة تملك وجهة نظر مختلفة وتطرح مواضيعها بأسلوب سينمائي جذاب وذكي.