توفي المغني الكوبي بابلو ميلانيس، الحائز على جائزة غرامي والذي كان عضوا رئيسيا في حركة "نويفو تروفا" (الموسيقى الجديدة) عن 79 عاما.

عُرف ميلانيس باسم بابليتو، واشتهر بكلماته الشعرية وغنائه العاطفي في أغنيات مثل "يولاندا"، و"يو مي كويدو" (أنا باق)، و"أمو إيستا إيسلا" (أنا أحب هذه الجزيرة).

وأعلنت صفحته الرسمية على فيسبوك عن موته "بألم وحزن شديدين".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ألغى ميلانيس عدة حفلات بينما كان يُعالج من سرطان الدم في إسبانيا.

وكتب رئيس الوزراء الكوبي مانويل ماريرو كروز على تويتر مساء الاثنين: "الثقافة في كوبا في حداد على وفاة بابلو ميلانيس".

وُلد بابلو ميلانيس أرياس في مدينة بايامو الكوبية الشرقية عام 1943، وهو الأصغر بين خمسة أشقاء ولدوا لأبوين من الطبقة العاملة.

ظهرت مواهبه الموسيقية منذ سن مبكرة، ففي السادسة من عمره بدأ يشارك في مسابقات غنائية على محطات التلفزيون والإذاعة المحلية، وكان يفوز بالكثير من هذه المسابقات. ثم درس لاحقا في معهد الموسيقى في هافانا.

وعلى الرغم من حصوله على تدريبات متخصصة في الموسيقى، فقد كان ينسب الفضل دائما إلى الموسيقيين البوهيميين في الحي الذي كان يعيش فيه بصفتهم مصدر إلهام لمسيرته المهنية المبكرة.

وعلى الرغم من أنه دعم الثورة الكوبية عام 1959، فقد استُهدف في البداية من قبل حكومة فيدل كاسترو، التي ضيقت الخناق على الثقافة "البديلة".

وأشارت تقارير إلى أن المغني الشهير قد تعرض لمضايقات بسبب تصفيف شعره على الطريقة الأفريقية. وفي عام 1965، أُرسل إلى معسكر للعمل القسري الزراعي بسبب اهتمامه بالموسيقى الأجنبية.

لكنه هرب في نهاية المطاف وانتقد المعسكرات. لكن تلك التجارب الصعبة لم تخمد حماسه للثورة، وبدأ يتطرق للجوانب السياسية في موسيقاه.

ومن خلال العمل مع موسيقيين مثل سيلفيو رودريغيز ونويل نيكولا، وبرعاية حكومة كاسترو، شارك ميلانيس في تأسيس حركة " نويفو تروفا" - التي كانت تهدف لتحديث الموسيقى الشعبية الكوبية التقليدية للمجتمع الحديث في مرحلة ما بعد الثورة.

وفي عام 1987، وصفت صحيفة نيويورك تايمز رودريغيز وميلانيس، اللذين كانا متعاونين للغاية، بأنهما "رمز لكوبا وثورتها تماما مثل فيدل كاسترو ولحيته".

ونُقل عن فيدل كاسترو قوله في حفل تكريم الفنانين عام 1984: "نجاح سيلفيو وبابلو هو نجاح للثورة".

وفي عام 1970، كتب ميلانيس أغنية الحب الشهيرة في أمريكا اللاتينية "يولاندا" - تكريما لشريكته آنذاك يولاندا بينيت، التي كانت قد أنجبت للتو ابنتهما لين.

وقال المغني الشهير إن هذه الأغنية قد طغت حتى على شهرته الشخصية.

وقال: "يولاندا تلعب دورا هائلا في مسيرتي المهنية. إنها أقوى مني، ولا يمكن التنبؤ بها أكثر مني، وأكثر إصرارا مما كنت أرغب فيه".

وأضاف: "لذلك، أعتقد أن الإبداع نفسه يفوق مقاصد الفنان".

وتشمل أغنياته الشهيرة الأخرى "يون و تي بيدو"، و"لوس أنوس موزوس" و"كوبا فا". وفاز ميلانيس بالعديد من جوائز الغرامي اللاتينية، بما في ذلك جائزة الإنجاز مدى الحياة في عام 2015.

لكن دعم ميلانيس القوي لكاسترو جعله شخصية مثيرة للانقسام، خاصة بين الكوبيين المنفيين بالخارج، لكنه أصبح أكثر انتقادا للثورة الكوبية في سنواته الأخيرة.

وفي عام 2010، دعم أحد المعارضين الذي أضرب عن الطعام وكان يطالب بالإفراج عن سجناء سياسيين.

وبعد الاحتجاجات واسعة النطاق التي اندلعت في الجزيرة في عام 2021، وقع ميلانيس وثيقة بعنوان "بيان المجتمع المدني الكوبي" تدعو إلى إصلاحات اجتماعية واقتصادية عاجلة في كوبا.

وقال أثناء توقيعه على الوثيقة: "تحتاج بلادنا الموحدة إلى إفساح المجال لأصوات جديدة وطرق تفكير جديدة تطالب بقوانين جديدة وحريات جديدة".

وأقيم آخر حفل موسيقي له في هافانا في يونيو/حزيران 2022.