إيلاف: "أغيبُ منذ فترة عن أعمال تطرح قصص حب وصراعات اجتماعية وعاطفية، وقررتُ خوض هذه التجربة نزولاً عند رغبة الجمهور، عبر تقديم مسلسل تتشابك فيه العلاقات الإنسانية". هكذا، يستهل النجم باسل خياط كلامه عن الدراما الاجتماعية الرومانسية "الثمن"، المقتبس عن المسلسل التركي "BINBIR GECE"، والذي انطلق عرضه على MBC1 و"MBC العراق" في 8 ينار، وتعرض الحلقات على شاهد بدون اشتراك تزامناً مع عرضها على الشاشة.
يقول خياط "سنرافق المشاهدين على مدى فترة طويلة، في حكاية بسيطة لكن مشوقة لجهة البناء الدرامي، وأعترف أن قرار الدخول في هذه التجربة، احتاج مني بعض التفكير، لكنني أشعر بالاطمئنان لأنني أعمل مع جهة محترفة ومجموعة هي الأهم في العالم العربي، وأتمنى أن يكون عملنا عند حسن ظن الجمهور".
يرصد العمل قصة رجل الأعمال الشهير زين صاحب مجموعة ضخمة من الشركات، والناقم على النساء بسبب أحداث يحملها معه منذ الطفولة، ويعطي أحكاماً ظالمة ومسبقة عليهن. يلتقي بسارة المهندسة النشيطة والناجحة التي تقدمت للعمل في شركته، وادعت أنها غير متزوجة كي يتم قبولها في العمل، خصوصاً أن من شروط الوظيفة ألاّ تكون الموظفة متزوجة، علماً أنها أرملة وتعيل ولداً مريضاً، ستدفعها ظروفه الصحية إلى طلب سلفة من الشركة لإجراء عملية طارئة له، وهو ما يعتبره زين جرأة وقحة منها، غير أن سارة وجدت نفسها مضطرة على هذا الطلب إثر رفض والد زوجها مساعدتها مادياً. يقع زين في حب سارة من النظرة الأولى، لكن العراقيل ستحول دون أن تكون هذه العلاقة وردية بينهما، خصوصاً إثر كذبة سارة، وبعدما ارتكب زين بدوره خطأ فادحاً في حقها.

باسل خياط.. ابتعدنا عن الصُدف الدرامية، لتأتي الأحداث أكثر واقعية!
يتحدث باسل خياط عن شخصية زين ونشأته وذكوريته، فيشير إلى أن "في المجتمع شخصيات كثيرة تتعامل وفق أسلوب زين نتيجة ذكوريتهم المفرطة وينظرون إلى الجنس الآخر باستعلاء، وزين هو شخص قوي الشخصية، لا ثقة له بالنساء نتيجة آراء ووجهة نظر تكوّنت لديه وتأصلت مع مرور الوقت، ولعل والدته ساعدت في تغذية هذا الأمر وتعزيزه ربما بشكل غير مقصود، لكن حينما يتعلق الأمر بشخص ليس انفعالياً بطبيعته، سيدرك أن ما سمعه خلال حياته، لم يكن ربما الوجه الصحيح للحكاية أو على الأقل ليس الصورة الكاملة لها".
اعتاد خياط القيام بدراسة شخصياته والدخول في أعماقها وتشريحها نفسياً وإنسانياً، لكنه يرى بأن "هذا النوع الدرامي لا تنطبق عليه هذه النظرية، إذ نلعب في مدرسة مغايرة". وعن علاقة زين وسارة، يعلق: "يُقال أصابه سهم الحب رغماً عنه، وثمة ما يعرف بالحب من النظرة الأولى، لا أقول إنه حب عميق بينهما، لكنه شرارة أو طاقة أو معادلة كيميائية حدثت، علماً بأنهما لا يعرفان بعضهما مسبقاً، فهل ما حصل هو حقيقة أم وهم؟
وعلى الرغم من أن العمل مقتبس من مسلسل تركي ناجح قدم قبل أكثر من 15 عاماً، يؤكد خياط أن "النسخة العربية تتناسب مع الزمن الراهن، حيث عملنا على تطوير الخطوط لتكون أكثر معاصرة، وأتمنى أن يأتي هذا التطوير في صالح العمل". ويردف بالقول "حاولنا الابتعاد عن الصدف الدرامية، أي أن تكون الانعطافات في الأحداث واقعية وليست مبنية على مجرد صدف متلاحقة".

رزان جمال.. في شخصية سارة جوانب نكتشفها في سياق الأحداث
من جانبها، تؤكد رزان جمال أنها تعتبر كل دور بمثابة تحد شخصي لها، وأكثر ما يهمها على حد تعبيرها أن أطور مهاراتي كممثلة، فأجد في كل دور تحد جديد". تشير إلى قيامها بسلسلة دورات وورشات في عواصم ومدن عالمية مثل نيويورك ولوس أنجلوس وباريس. وتقول إن "سارة تشبهني هي صادقة وشفافة، لكن ثمة جوانب خفية في شخصيتها نكتشفها تباعاً خلال الأحداث"، لافتة إلى أنها "اضطرت لأن تكذب لتحصل على الوظيفة في شركة زين، لاسيما أن حياتها صعبة، إذ خسرت أهلها وزوجها، ولم يكن مرغوباً بها في عائلة زوجها، وتعيش مع ولد مريض لوحدها، وضحت بكل شي لكي يشفى". وتضيف: "رغم أن الحياة كانت صعبة على سارة، فقد جعلتها الظروف أقوى وليس أقسى".
وترى أن "قصة حبها مع زين، ليست كغيرها وهي معقدة، لأنهما لا يشبهان بعضهما". وتقول إن "زين رجل قاس، ويضع الناس في اختبارات متلاحقة، وهي لم تكن شفافة معه، بل كذبت لتحصل على الوظيفة". وتختم جمّال بتوصيف العلاقة مع المحيطين بها، "فسارة هي مستعدة لأن تضحي بكل شيء من أجل سلامة ابنها، وتتحوّل المرأة الرقيقة والهادئة إلى لبوة شرسة للدفاع عنه. ومع زين ستجد الحب وسط الاختلافات، وصديقتها تيما، هي الداعم المستمر لها، إضافة إلى علاقتها مع ناديا والدة زوجها التي تساعدها وتحتضنها. وتبقى علاقتها مع والد زوجها إبراهيم علاقة متوترة وهو الرجل الذي ظلمها وتحامل عليها، ثم والدة زين لاحقاً التي ستكون علاقتها معها أيضاً إشكالية".

نيقولا معوض.. يواجه كرم مواقف سلبية وتحول مفصلي في تفكيره
يوضح نيقولا معوّض أن "كرم لديه طاقة إيجابية، ويواجه مواقف سلبية، تأخذ الشخصية إلى مكان آخر، وفيها تحد كبير، وأنا كممثل مستمتع جداً بتجسيدها". وعن علاقته بزين، يقول: "هما صديقان وبمثابة الأخوين، ترعرعا معاً وسيجعبان بالمرأة نفسها، فيختلفان ثم يتصالحان". يقول: "إعجابهما بسارة هو الأمر الوحيد الذي لم يخبر أحدهما للآخر به، خصوصاً أنهما يخبران بعضهما كل شيء في حياتهما، وربما لو علم كرم بما بين صديقه وسارة لتنحى جانباً، وكذلك بالنسبة لزين". ويردف بالقول: "في سياق الأحداث، ثمة تحوّل مفصلي سيغير تفكير كرم، وسلسلة أحداث سيضطر لمواجهتها، منها حدث يتعلق بحياته يجعله يعيد حساباته في كيفية التعاطي مع الناس". ويختم بالقول إن "هذا أضخم عمل درامي مقتبس ينفّذ حتى اليوم، ويضم مجموعة من الأدوار الكبيرة والمهمة، ضمن خطوط درامية متشعبة".

سارة أبي كنعان.. تيما لديها ماض يجعلها خائفة من الحب
تشيد سارة كنعان بخطوة المشاركة في مسلسل طويل، "ما يساعد الممثل على بناء الشخصيّة، لتعيش مع المشاهد لفترة طويلة، وواثقة أن نتائجها ستكون جيدة"، لافتة إلى أن "ما حمسني هو النص المُحكم والإخراج المتقن والإنتاج السخي، إضافة إلى الكوكبة الجميلة من النجوم، ما يجعلنا نتوقع مشروعاً ضخماً". وتشرح عن شخصية تيما، بالقول إنها شابة نقية وطيبة، تعاني نقصاً عاطفياً، تعطي حباً ولا تحصل على حب في المقابل، وتهتم بالآخرين أكثر من اهتمامها بنفسها خصوصاً بصديقتها المقربة سارة، لكن حظها في الحب سيء". تؤكد أنها لم تتأثر بالشخصية في النسخة الأصلية، "لأن النسخة العربية مختلفة، ومن تابع المسلسل التركي، سيكتشف أننا أمام حبكة مختلفة، فالتشابه بين العملين هو على مستوى المضمون وليس على مستوى الشخصيات". وتضيف أبي كنعان بالقول: "في سياق الأحداث نكتشف أن لتيما قصة تحملها على كتفيها وتداعياتها ما زالت موجودة في قلبها، وسنفهم لماذا تخاف من الحب".
وفي موازاة هؤلاء الممثلين، يضم العمل مجموعة من الممثلين المخضرمين منهم صباح الجزائري، رفيق علي احمد، رنده كعدي، والشباب منهم طلال مارديني، وسام فارس، نانسي خوري، ريام كفارنة، ريم خوري، وبمشاركة الفنانين القديرين عدنان أبو الشامات وريموند عازار، فيفيان أنطونيوس، ومع الضيوف ماهر صليبي، رينيه غوش، شربل زيادة وجان قسيس، إعداد حوار العمل يم مشهدي وإخراج فكرت قاضي.
الجدير بالذكر أن أغنية الشارة "ما تندم ع شي" غنتها النجمة إليسا، من تأليف علي المولى وألحان صلاح الكردي وتوزيع جمال ياسين.