ليس لدى جيمي يو، الممثلة السنغافورية وعارضة الأزياء والديجي في الراديو سابقاً، مشكلة مع التزييف العميق. فقد انخرطت فعلياً في الأمر.

وتقول جيمي يو مازحة: "إن الأمر أشبه بما حدث مع الشخصية التي لعبت دورها النجمة سلمى حايك في إحدى حلقات مسلسل بلاك ميرور".

وقد تحدثت جيمي يو إلى بي بي سي، في اليوم التالي لإصدار الحلقة من مسلسل بلاك ميرور الذي يعرض على نتفلكس، للمؤلف تشارلي بروك.

وفي تلك الحلقة وافقت الشخصية التي تؤديها الممثلة سلمى حايك على إرسال صورتها إلى شركة إنتاج لإنتاج شخصية خيالية مطابقة لها في الشكل طبعا.

تسمح الصفقة باستخدام الذكاء الاصطناعي أو نسخة التزييف العميق التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي من صورة نجمة هوليوود، في إنتاج "نجمة" في مسلسلهم التلفزيوني الجديد حيث يتحكم الكمبيوتر في كل ما تقوله وتفعله في العرض.

ومن دون أن نفسد عليكم متعة المشاهدة، إلا أن العواقب التي ستترتب على حايك ليست جيدة.

النجمة السنغافورية جيمي يو
Jamie Yeo
رحبت النجمة السنغافورية جيمي يو بتقنية التزيييف العميق وسمحت باستخدام صورتها وصوتها في الأعمال الفنية.

ترجع المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي جزئياً إلى الإضراب الأول لممثلي هوليوود منذ أكثر من أربعة عقود، مما أدى إلى توقف أعمال السينما والتلفزيون الأمريكية.

يأتي ذلك بعد فشل نقابة ممثلي الشاشة (SAG-AFTRA) في التوصل إلى اتفاق في الولايات المتحدة لتوفير حماية أفضل ضد إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي لأعضائها.

حذرت نقابة الممثلين من أن "الذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً وجودياً للمهن الإبداعية" مع استعداده للبحث في هذه القضية.

لكن لا ينتاب الفنانة يو أي شعور بالقلق حيال ذلك.

إنها واحدة من عدد متزايد من المشاهير الذين يتبنون الإعلانات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

تُقابل التكنولوجيا الجديدة بمزيج من الإثارة والخوف.

و المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي في صفوف ممثلي هوليود تعود لأكثر من أربعة عقود، أي قبل الإضراب الأخير الذي نفذوه والذي أسفر عن توقف أعمال التلفزيون والسينما الأمريكية.

يأتي ذلك بعد فشل نقابة ممثلي الشاشة (SAG-AFTRA) في التوصل إلى اتفاق في الولايات المتحدة لتوفير حماية أفضل ضد إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي لأعضائها.

وقد حذرت نقابة الممثلين من أن "الذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً وجودياً للمهن الإبداعية"، وأكدت أنها ستبحث بشكل أعمق وأدق في هذه القضية.

لكن لا ينتاب الفنانة يو أي شعور بالقلق حيال الأمر.

إنها واحدة من عدد متزايد من المشاهير الذين يتبنون الإعلانات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويبدو أن هذه التكنولوجيا الجديدة تُستقبل بمزيج من الإثارة والخوف.

وافقت يو للتو على صفقة مع شركة التكنولوجيا المالية "هوغوسيف"، تسمح للشركة باستخدام صورة يو التي تم التلاعب بها رقمياً لبيع محتواها.

عملية بسيطة نسبياً، تقضي ساعتين أمام شاشة خضراء لالتقاط معالم وجهها وحركاتها، ثم تقضي ساعتين أخريين في استوديو متخصص لتسجيل صوتها.

يقوم برنامج الذكاء الاصطناعي بعد ذلك بمزامنة الصور مع الصوت لإنشاء شخصية رقمية بديلة قادرة على قول أي شيء، ولا بد من الاعتراف بأن النتائج خارقة.

تقول يو: "أتفهم القلق الذي ينتاب البعض، لكن هذه التكنولوجيا موجودة لتبقى، لذا حتى إذا لم تتقبلها لأنك خائف، سيكون هناك أشخاص آخرون يقبلونها".

البعض قبل به بالفعل.

كجزء من صفقته مع شركة بيبسي للمشروبات الغازية PepsiCo ، سمح نجم كرة القدم ليونيل ميسي للشركة باستخدام نسخة مزيفة له للإعلان عن رقائق بطاطس لاي.

وبفضل هذه التقنية، ليس فقط بإمكان المستخدمين عبر الإنترنت إنشاء رسائل فيديو مخصصة من "ليونيل ميسي"، بل أيضا جعله يقولها باللغات الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والتركية أيضاً.

كما خاض نجم كرة القدم السابق، ديفيد بيكام، وأسطورة هوليوود، بروس ويليس، تجربة تقنية التزييف العميق - على الرغم من أنهما على عكس السيدة يو، لم يوقعا حتى الآن على كامل حقوق استخدام الصورة.

يقول كيرك بلانغر، خبير التسويق في كينغز كوليدج لندن: "أعتقد أن التزييف العميق سيصبح جزءاً من الممارسة العادية في صناعة الإعلان خلال السنوات القليلة المقبلة".

"إنه يفتح الباب أمام جميع أنواع الخيارات الإبداعية. إنه قادر على استهداف المستهلكين بشكل فائق الدقة وغالباً ما يكون مقنعا للغاية".

كما أن كفاءة العملية تجعلها جذابة من وجهة نظر تجارية.

تقول يو: "إنك لا تقوم بالكثير من العمل، مقابل المال الذي تتقاضاه".

"إنه مفيد أيضاً للعميل الذي لديه ميزانية محدودة لأنه يحصل على محتوى أكثر بكثير من التصوير العادي. لذا فهو يناسب الجميع".

وتوافق شركة "هوغوسيف" ومقرها سنغافورة، الممثلة جيمي يو الرأي.

وقال براهام جيجلي، الشريك المؤسس لشركة هوغوسيف ومدير المنتَج الرئيسي: "إن توفر هذه التكنولوجيا يعني أنه يمكننا حرفياً إنتاج مئات مقاطع الفيديو في غضون أيام. مقارنة بالطريقة التقليدية التي سنحتاج فيها لأشهر، إن لم يكن لسنوات".

وأضاف: "نحن قادرون على الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ أيضاً على اللمسة البشرية لوجه محلي موثوق به - في هذه الحالة كان وجه جيمي يو".

ولكن، كما يشير محللون مثل الدكتور بلانغر، هناك ثمة "جانب مظلم" للتكنولوجيا.

يقول: "إنه ليس شيئاً يمكننا التغاضي عنه... صناعة الإعلان بحاجة إلى التنبه لمخاطر وإمكانيات الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني التوقف والتفكير في الاستخدام الصحيح أو الأخلاقي لهذه التكنولوجيا".

أحد الأشياء التي يشير إليها بلانغر هو "أزمة ثقة" تلوح في الأفق، حيث لا يستطيع المستهلكون التمييز بين ما هو حقيقي أو مزيف. هذا شيء يتم استغلاله بالفعل من قبل المصالح الشخصية على الإنترنت ويمكن أن يتراوح من المواد الإباحية التي يتم التلاعب بها صناعياً إلى المعلومات المضللة إلى الرسائل السياسية.

تركز بي بي سي نيوز هذا الأسبوع على الذكاء الاصطناعي، وكيف تؤثر التكنولوجيا على حياتنا، بالإضافة إلى التأثيرات التي قد تحدثها في المستقبل القريب.

ولكن هناك أيضاً المزيد من المخاطر العملية التي قد تتعرض لها المواهب التي تشترك طواعية في التزييف العميق.

حالياً، لا توجد قوانين واضحة تتعلق بالذكاء الاصطناعي لضمان حماية صورتك بشكل صحيح.

على سبيل المثال، ماذا يحدث إذا استخدمت إحدى العلامات التجارية صورتك الرقمية للترويج لمنتج قد يضر بسمعتك، أو أنها على سبيل المثال تقول مزحة سخيفة؟

يقول تنغ شينغ رونغ، محامي الملكية الفكرية في "راجا آند تان" في سنغافورة: "نحن أمام منطقة مجهولة عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التزييف العميق".

"يمكن أن تبرز العديد من القضايا، من قبيل؛ من ينبغي أن يكون له حق الملكية الفكرية؟ لمن ينبغ أن تلجأ في حالة أي إشكال قانوني؟ حقيقة الأمر هي أن القوانين الحالية لا توفر إطاراً تنظيمياً متينا بما يكفي للحماية من هذه المشكلات".

قد تكون تلك هي العقبة الأخيرة أمام المعلنين قبل أن يبدأوا في شراء حقوق النسخ الرقمية لنجوم هوليوود، على سبيل المثال.

في هذه المرحلة المبكرة، تقول يو إنها واعية جداً للمخاطر، لكن قرارها كان مبنيًا بشكل أساسي على الثقة - سواء في هوجوسايف أو بالطريقة التي تتم بها الأعمال في سنغافورة.

لكن في النهاية، كما تقول، يتعلق الأمر بالبقاء في المقدمة.

"إذا كنت تريد الاستمرار في اللعبة، فعليك أن تتعلم كيف تشارك فيها. لأنك إذا لم تفعل، فقد تتقاعد بصورة مبكرة".