إيلاف: أرجع المخرج السعودي توفيق الزايدي تأخره في خوض تجربة إخراج الأفلام الروائية الطويلة بالسعودية إلى رغبته في تقديم مستوى معين من التقنية الفنية في الفيلم الأول الذي يقدمه مؤكداً على أن الفرصة كانت متاحة أمامه لتقديم الفيلم منذ عودة السينما بالمملكة في 2018.

وشرح الزايدي في مقابلة خاصة مع إيلاف رؤيته في تقديم الأفلام السينمائية مؤكداً على أنه يعمل على تقديم الفيلم ليشعر به أكثر من مشاهدته وهو الأمر الذي يتطلب تحقيقه عدة أمور مرتبطة بالرؤية الفنية التي تشترك فيها الكثير من العناصر التي يعمل عليها المخرج من تصوير لإنتاج وملابس ومواقع تصوير وغيرها من التفاصيل الفنية التي تجعل المشروع يخرج بشكل جيد للجمهور.

واعتبر مخرج فيلم "نورة" الذي حصد جائزة فيلم العلا كأفضل فيلم سعودي بمهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثالثة أن تصوير فيلم في الوقت الحالي بالأدوات المتاحة تحول لأمر سهل لكن صناعة الفيلم شيء آخر يحتاج لرؤية متكاملة.

وعبر المخرج السينمائي عن سعادته بردود الأفعال التي نالها الفيلم وكذلك الجائزة التي حصدها في المهرجان، فيما حرص على مشاركة تغريدات التهاني من زملائه الفنانين والمتابعين عبر حسابه على موقع (إكس).

أحداث الفيلم التي صورها توفيق الزايدي في العلا تدور حول نورة الفتاة الشابة التي تعيش مع شقيقها الأصغر حياة مستقلة بعد وفاة والديها بحادث سير خلال طفولتها ونادر الفنان الذي ترك الرسم وانتقل لتعليم الأطفال بقرية غرب السعودية.

سعى الزايدي الذي اختار اسم البطلة باسم والدته تيمناً بها لتقديم رؤيته في فيلمه الروائي الأول مما جعله يضع أكثر من 5 خيارات بكل تخصص لشركائه بالفيلم من تصوير ومونتاج، فجلس مع أكثر من مصور سينمائي ليناقشه في العمل ويستمع إليه ويعرف كيف يمكنه تقديم رؤيته وما إذ كانت بالشكل الذي يرغب فيه أم لا، وهو الأمر الذي امتد أيضاً للإضاءة وغيرها من المهام خلف الكاميرا.

يقول المخرج السعودي أن رؤيته لكافة التفاصيل كانت واضحة فأراد بالتصوير على سبيل المثال إضاءة منخفضة لكون التصوير يجري في جو مظلم لكن عندما يشاهده الجمهور بالسينما يستطيع رؤية المشاهد بشكل جيد رغم الظلام الذي جرى فيه التصوير.

وأضاف التقنية المستخدمة في الإضاءة جرى تعديلها بتقنية متطورة في "بوليوود" لافتا إلى أنه كان حريص على الاستفادة من التقنيات المتطورة في الإضاءة والموسيقى والمونتاج بعد الانتهاء من التصوير وهو الأمر الذي استلزم وقت لكي يخرج الفيلم بالصورة التي شاهده عليها الجمهور.

كان تصوير الفيلم قد انتهى في سبتمبر 2022 بعد أسابيع من التصوير وشهور من التحضيرات التي قام بها المخرج السعودي مع صناع الفيلم خلف وأمام الكاميرا.

يقول توفيق الزايدي أن التعامل مع محترفين في تخصصاتهم يجعل العمل يخرج بشكل جيد وينعكس على الصورة النهائية التي يشاهدها الجمهور وهو ما لمسه في مصممة الملابس والأزياء فيدرا التي عملت من وقت مبكر على تفاصيل ملابس نوارة بالرغم من عدم اختيار بطلة العمل عند لقاءهم الأول للحديث عن الفيلم.

وحول اختيار الأبطال لاسيما مع ظهور الفنانين يعقوب الفرحان وعبد الله السدحان في أكثر من عمل فني وظهورهم بشكل مختلف معه عن تجاربهم الأخرى، قال الزايدي أنه عمل على مخاطبة الفنان الموجود بداخلهم وليس الشكل الخارجي وملامحهم، معتبراً أن كل فنان بداخله روح إن استطاع المخرج التعامل معه سيقدمه بشكل مختلف.

وأضاف أنه جلس معهم وناقشهم في بناء الأدوار التي قدموها معتبراً أن عمل المخرج هو كيفية إدارة الممثل خلال التمثيل وهي مرحلة تأتي لاحقة لمرحلة "الكاستينج" الخاصة بالعمل والتي يقتنع فيه بملائمة الفنان للشخصية التي سيقدمها وقدرته على حكي القصة بالطريقة التي يرغب فيها.

وبينما يتوقع المخرج السعودي عرض فيلمه "نوره" بالصالات السينمائية خلال الأيام المقبلة في أعقاب رد الفعل الإيجابي الذي تلقاه مع عرضه في مهرجان البحر الأحمر ينشغل بالعمل على مشروعه السينمائي التالي الذي دخل مرحلة التطوير ويأمل ألا يتأخر في التمويل الخاص به خاصة مع حماسه للتجربة الجديدة التي يتكتم تفاصيلها.