إيلاف: يعود "نور الرياض" أكبر احتفال للفنون الضوئية في العالم إلى العاصمة السعودية في نسخته الثالثة تحت شعار "قمرا على رمال الصحراء". ويستمر الاحتفال حتى 16 ديسمبر 2023، في 5 مراكز في العاصمة وهي: مركز الملك عبدالله المالي "كافد"، ومتنزه سلام، ووادي حنيفة، ووادي نمار، وحي جاكس بالدرعية الذي يحتضن أيضًا المعرض المصاحب للاحتفال تحت عنوان "الإبداع ينورنا، والمستقبل يجمعنا"، حتى 2 مارس 2024.

وتضم نسخة هذا العام من احتفال نور الرياض أكثر من 120 عملًا فنيًا يقدمها ما يزيد عن 100 فنان من 35 دولة، ويشارك في الاحتفال مجموعة من ألمع الأسماء العربية في عالم الفن (المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، عمان، البحرين، الكويت، قطر، مصر، المغرب، سوريا).

تشارك الفنانة السعودية هدى الناصر بـعمل فني بعنوان "آخر ظهور" وهو عمل تركيبي مصمم خصيصاً لموقعه في"كافد" ويشتمل على عدة أبواب مفتوحة جزئيًا ويشع الضوء من خلالها بما يوقظ شعور القلق الناتج عن المجهول. كما يأخذ عمل الفنان السعودي مهند شونو "سماء غائبة" الزًوار، في غرفة يٌهيمن عليها الضوء الأبيض، حيث يجدون أنفسهم تحت فراغ أسود يتحرك ويهبط ويتغير شكله ويتلاعب العمل بالضوء والغموض والفراغ والامتلاء. ويعمل الفنان السعودي أيمن يسريديدبان في عمله "بيت الشجرة"على تفكيك السرديات النمطية المتعلقة بالتراث الثقافي والهوية.

ويقدم استوديو بادية"سيمفونية النور"المكوّن من الثنائي السعودي محمد الحمدان، والعماني محمد الكندي، عمل فني يظهر فيه التقاء مذهل بين تراث المملكة العربية السعودية الغني. وتقدم الفنانة السعودية هناء الملي عملًا بعنوان "رحلة عبر تموجات الرمال" وهو عمل تركيبي غامر مكون من منسوجات ويصور ممرات عبر الصحراء ينقل الجمهور إلى عالم من التأمل.
أما الفنان السعودي محمد الفرج فيقدم عملًا بعنوان "أين أنت يا ظلي؟"، وهو تثبيت موقعي وفيلم يمتلئ بالأصوات والظلال. ويعرض مواطنه مسليمان السالم عمله "النفق"، حيث يتكون من فيديو ذي قناة واحدة، وهو نتاج تلاعب الفنان بفيديو يصور نفق المسخوطة الذي يعد أطول أنفاق جبال مكة المؤدية إلى الحرم.


كما تقدم الفنانة الإماراتية فرح القاسمي عملها "السرب" الذي يُعد عملًا فنيًا تركيبيًا بصيغة بصرية يأخذ المشاهد في رحلة مثيرة ومن زاوية فنية جديدة إلى عالم ميتافيزيقي يمزج بين الواقع والخيال.

وتشارك الفنانة الإماراتية شيخة المزروعي بعمل "تجاوز كل الحدود"،الذي جسّد رحلة استكشافية تجمع بين نظرية الألوان وجمال المواد من خلال تقنية تأكسد المعدن.

وتتكون سلسلة العمل الفني "نسيم" للفنانة الكويتية منيرة القديريمن ثلاث منحوتات مضيئة وتدعو المشاهد إلى النظر في أهمية تلك الكائنات الحية التي لا ترى بالعين المجردة.

بينما تدعو الفنانة الفرنسية ذات الأصول المغربية شروق حريشفي عملها"مدن النجوم"الزوار للتجول بين إبداعاتها، والقيام بالرحلة إلى بانكوك، والدار البيضاء، وريو دي جانيرو، والرياض عبر عينيها، حيث اختارت طائرًا لتمثيل كل مدينة: الكركيات للعاصمة التايلاندية، وطيور اللقلق للدار البيضاء، والببغاوات لريو، والصقور للرياض.


وتقدم الفنانة والكاتبة والمخرجة القطرية صافية المريّة"التخيلات الشافية" وهوعمل فني تصويري تركيبي يمثل مزيجاً من الصفحات الورقية الممسوحة ضوئياً من كتاب “طيف الرغبة” للكاتب أوجوستو بوال، بالإضافة إلى رسومات أكريليكية لأشخاص تأثروا بتطور الحياة في العاصمة القطرية الدوحة. وتنضم إليها مواطنتها آمنة البكر، التي تقدم"قصة الأرض والبحر والنجوم" الذي يُعد تجربة فنية تجمع بين فنون متعددة مستوحاة من أصول سكان شبه الجزًيرة العربية لتروي قصصًا روحانية فريدة.


كما يعرض عمل الفنانة السورية تالين هزبر بعنوان "سجلات من الأرض" سلسلة من 9 حفر رملية تستكشف قصة التكوين باستخدام المادة كقالب وهيكل قابلان للتشكل والتغير.

وتقدم الفنانة الأميركية المصرية عائدة بدر عملًا فنيًا غامرًا جديدًا بعنوان "أرجوك لا تتركني، لم نعرف بعضنا جيداً" والذي يستوحي إبداعه من خيوط الحياة المتنوعة في الإسكندرية ونسيجها النابض بالحياة وتفاعل الضوء في شوارعها.


وتعبر الفنانة البحرينيةمشاعل الساعي بعملها " بحر الدموع" عن قوة الأساطير في صنع الثقافات وتأثيرها على ذاكرة المجتمعات.


الجدير بالذكر أن احتفال نور الرياض يقام في نسخته الثالثة تحت إشراف نخبة من القيّمين الفنّيين المحليين والدوليين: الفرنسي جيروم سانس، ومن السعودية آلاء طرابزوني وفهد بن نايف، والمكسيكي بيدروألونسو.

وأما المعرض المصاحب فيقدّم لزوّاره رحلة فنية ملهمة تُعبر عن الضوء كمصدر فكري وفنيّ للفنانين المشاركين، ويشرح تفسيرهم لطبيعة الإنسان وهويته بإشراف القيّم الفنيّ البريطاني نيفيلويكفيلد، والسعودية مايا العذل، أصحاب المشاركات العديدة في أكبر المهرجانات الفنية حول العالم.

يهدف احتفال "نور الرياض" لتعزيز المواهب المحلية وتعزيز الاقتصاد الثقافي في المملكة العربية السعودية، وهو ضمن مشاريعبرنامج "الرياض آرت"، واحدة من أكبر المبادرات الفنية العامة في العالم والراميةإلى تحويل العاصمة السعودية لمعرض فني مفتوح من خلال أكثر من 1000 عمل فني يتم توزيعها في العاصمة من خلال 10 مشاريع. واستقبل برنامج الرياض آرت حتى الآن 2.8 مليون زائر وحصد 8 أرقام قياسية في موسوعة غينيس.