ترى سوزان هاتيس رولف، عضوة الكنيست السابقة وباحثة وأكاديمية، أن إسرائيل تواجه أزمة دبلوماسية كبرى في الوقت الحالي.
وقالت سوزان في مقالها بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، والذي جاء بعنوان "العلاقات الهشة بين العرب واليهود"، إن مجلس الأمن الدولي تبنى القرار رقم 2720، الذي دعا إلى زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ولم يتضمن الدعوة إلى وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار، أو "إدانة هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والفظائع التي ارتكبتها حماس في ذلك اليوم".
وأشارت إلى الأمم المتحدة رفضت إدانة حماس، في حين أن عدداً غير قليل من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أنكر بالفعل وقوع الفظائع التي ذكرت إسرائيل أن "إرهابيي حماس ارتكبوها في الأراضي الإسرائيلية، ثم في قطاع غزة فيما بعد".
وأوضحت أن جزءا من المشكلة يكمن في أن العديد من الدول والمنظمات والأفراد يصدقون حماس عندما تنكر الفظائع التي تقول إسرائيل إن الحركة ارتكبتها، معتبرة أن هذا الموقف يمثل مشكلة دبلوماسية كبرى بالنسبة لإسرائيل، نظرا لأنه حتى داخل إسرائيل هناك عرب إسرائيليون، مثل عضوة الكنيست إيمان خطيب ياسين، أنكروا كل الفظائع المزعومة، أو على الأقل جزءا منها.
وينعكس هذا الإنكار على رفض الأمم المتحدة إدانة حماس بسبب الفظائع المزعومة التي ارتكبتها، وهو ما "يخلق مشكلة دبلوماسية عامة كبرى لإسرائيل".
"أوقفوا القتل الجماعي في غزة" – في هآرتس
إغراق أنفاق حماس بمياه البحر "يهدد بتدمير متطلبات الحياة الأساسية في غزة" – الغارديان
مراسل بي بي سي في غزة: "الحياة تغلق أبوابها في وجهي"
وطالبت العضوة السابقة في الكنيست بأن تحمي إسرائيل المدنيين في غزة، على الرغم من أن حماس تجعل الأمر صعبا، رغم وجود خلافات عميقة في إسرائيل بين من ينكرون وجود أي "مدنيين أبرياء" بين الفلسطينيين بشكل عام، وسكان قطاع غزة بشكل خاص، وبين أولئك الذين يعتقدون أنه يجب مراعاة المبادئ الإنسانية رغم كل شيء.
وأشارت إلى أنه لا يمكن إنكار أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تبنى عدد متزايد من اليهود الإسرائيليين مواقف أكثر تطرفا تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك المواطنين العرب في إسرائيل.
وأعربت عن أملها في أن تهدأ المشاعر قليلا بعد انتهاء الحرب، مشيرة إلى أن "20 في المئة من سكان إسرائيل من العرب، و40 في المئة من سكان القدس من العرب، في حين أن ما يقرب من 50 في المئة من سكان إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة هم من الفلسطينيين. بطريقة ما، سيتعين علينا إعادة خلق نوع من التسوية المؤقتة الجديدة مع السكان العرب. لكن ذلك لن يكون سهلا".
"مهمات المرحلة الراهنة في مواجهة العدوان"
وفي صحيفة الوسط اليوم الفلسطينية، تحدث عمر مراد، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن "مهمات المرحلة الراهنة في مواجهة العدوان الصهيوني وتداعياته".
وقال مراد في مقاله بالصحيفة إن "العدوان الصهيو-أمريكي على قطاع غزة قد يستمر شهراً آخراً أو شهرين أو أكثر.. لكن عاجلاً أم آجلاً سيتوقف العدوان، بغض النظر عن مآلاته سواء حقق أهدافه أو فشل في تحقيق أي منها".
وأكد على أنه ما أن تصمت المدافع وتتوقف الحرب إلا وتبدأ حروب ومعارك من نوع آخر وفي جبهات مختلفة.
وأوضح أن كل أطراف الصراع سيستعدون لجولات قادمة، ولن تكون الحرب الحالية أخر الجولات، مضيفا: "سيعمل العدو الصهيوني على تعزيز قواته وقدراته العسكرية، محاولا استرداد واستعادة الثقة المفقودة ورفع المعنويات المنهارة لجيشه وأجهزته الامنية وللمستوطنين".
وأضاف: "بالنسبة للتداعيات الداخلية على الكيان الصهيوني: ستحدث الكثير من الأزمات والتي قد تبدأ بالاتهامات، ثم لجان التحقيق أو التقصي، وبعدها المحاكمات والأحكام وما سيرافق ذلك أو يتبعه من إقالات أو استقالات لقادة ومسؤولين وجنرالات. إن أي إنجاز قد يحققه العدو حتى نهاية هذه الحرب لن يستطيع أن يشغل الصهاينة عن مشكلاتهم وأزماتهم البنيوية والمستجدة".
وشدد عمر مراد على أن "الصراع الحاد بين الصهيونية الدينية والصهيونية العلمانية سوف يسيطر على إسرائيل، ليس فقط من بوابة الإصلاح القضائي بل من بوابات عديدة مثل؛ الخدمة في الجيش، والمناهج التعليمية، والموازنات، وأية امتيازات أخرى حصلت عليها الأحزاب الدينية أو قد يحصلوا عليها عبر سياسة الابتزاز التي يمارسونها عند أية تشكيلات حكومية قائمة أو قادمة".
كما سيكون للأزمة الاقتصادية وحجم الخسائر على مختلف الصعد الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية وغيرها، والتي قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وما سينتج عن ارتفاع نسب التضخم، انعكاسات سلبية على مستوى الحياة المعيشية، وكل ذلك سيطرح وبعمق أسئلة الوجود ومستقبل الكيان، على حد قول الكاتب.
وعن تداعيات الحرب الحالية على الداخل الفلسطيني، قال مراد إن "ما خلفه العدوان من قتل وخراب ودمار في قطاع غزة وصل إلى حد حرب الإبادة الجماعية، سيكون له أبلغ الأثر على الحياة السياسية والاجتماعية والنفسية، وسيكون ذلك من أولى التحديات والمهام الوطنية الفلسطينية".
وشدد على أنه "رغم حجم التضحيات وحجم التدمير والتخريب الممنهج لكل مقومات الحياة، إلا أن ذلك يجب أن يزيدنا القوة والصلابة في معركة التحدي والمصير، خاصة أن عدونا الصهيوني يعاني من صعوبات وأزمات لا حصر لها، فهو أشبه بحالة الاحتضار وبمستوى من التفكك والهلاك والعزلة الدولية، فالفرصة مواتية تماماً للوحدة الوطنية الفلسطينية".
وفي نهاية المقال أوضح عضو الجبهة الشعبية على "ضرورة وضع خطة طوارئ عاجلة تستفيد من التأييد العالمي وقوى المقاومة في المنطقة لتوجيه المزيد من الضربات الميدانية والسياسية، وإدارة المعركة بكل أبعادها وباقتدار".
الهجرة إلى إسرائيل
وفي صحيفة الديلي ميل البريطانية نطالع تقريرا عن هجرة أكثر من 200 أمريكي إلى إسرائيل، منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت روث باشنيسكي في تقرير بالصحيفة إن ما يزيد عن 2600 مهاجر وصلوا بالفعل إلى إسرائيل قادمين من الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا وفرنسا وبيلاروسيا، وجاءت هذه الزيادة على الرغم من الحرب المستمرة مع حماس.
ويقول آرون غولد، 26 عاما، الذي وصل إسرائيل من فيلادلفيا في 16 نوفمبر/تشرين الثاني: "يمكن لحزب الله أن يشن هجوما الآن، ويمكنه أن يشن هجوما بعد ستة أشهر، ويمكنه أن يهاجم في غضون ست سنوات، لا يمكنك التخطيط لذلك"، بحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأضاف، إن "الهجرة (الانتقال إلى أرض إسرائيل التي تعد أحد المبادئ الأساسية للصهيونية) كانت دائما حلما".
وقال مسؤولون إسرائيليون إن آرون واحد من 218 أمريكيا، من إجمالي 2662 شخصا انتقلوا إلى إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وجاء أكبر عدد من المهاجرين من روسيا (1635 شخصا)، ثم من الولايات المتحدة (218 شخصا)، ثم أوكرانيا (128 شخصا)، ثم فرنسا (116 شخصا)، وبيلاروسيا (106 أشخاص).
وقالت وزارة الهجرة الإسرائيلية إن الأرقام أقل من المتوسط في السنوات الأخيرة، خلال نفس الفترة من العام الماضي وصل 16 ألفا و400 مهاجر جديد إلى إسرائيل، ويرجع ذلك جزئيا إلى الحرب في أوكرانيا، وكذلك بسبب الخلافات السياسية داخل إسرائيل، والتي أدت إلى انخفاض الهجرة دون المعدل المعتاد، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام.
ومن فرنسا كانت عائلة يونا وميخائيل بينيشو تخطط للانتقال إلى إسرائيل حين يدخل الابن الأكبر الجامعة، لكن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، سرع الوالدان من خططهما للهجرة.
وتعرض أفراد الأسرة لموقف مزعج في مرسيليا عندما بصقت عليهم مجموعة من مشجعي الرغبي أثناء سيرهم في الشارع، وكانوا يرتدون ملابس يهودية.
وقالوا لوكالة التلغراف اليهودية: "لقد كنا في حالة صدمة تامة، ولم نعرف كيف نتصرف، رأى الكثير من الأشخاص ما حدث لكن لم يحاول أحد مساعدتنا".
تولت جمعية الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود، شراء تذاكر الرحلات الجوية للعائلة من فرنسا، وتبرعت بمبلغ 2000 دولار لشراء أثاث جديد لمنزلهم في مدينة بيت شيمش الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر، ساعدت المنظمة 317 شخصا على الهجرة، ويُعرف المهاجرون الجدد باسم "أوليم". يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى اليهود الذين ينتقلون إلى إسرائيل على الرغم من حالة عدم اليقين التي تنتظرهم.
وقالت رئيسة الجمعية يائيل إيكشتاين، لتايمز أوف إسرائيل، إنها تتوقع انتقال المزيد من الأشخاص إلى إسرائيل بمجرد انتهاء الحرب. هناك أيضا مخاوف بشأن الارتفاع الكبير في معاداة السامية.
وقالت إنها لاحظت "زيادة في عدد طلبات الحصول على معلومات حول عملية الهجرة من البلدان التي ارتفعت فيها حالات الحوادث المعادية للسامية".
وهناك منظمة أخرى غير ربحية تدعى "النفوس اليهودية المتحدة"، تساعد في تسهيل الهجرة من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا. ومنذ بداية الحرب، ساعدت في تسهيل عودة 384 شخصا من الولايات المتحدة وكندا.
وقالت نائبة رئيس اتصالات المجموعة، يائيل كاتسمان، إن هؤلاء الأفراد، الذين وصلوا إلى إسرائيل، بدأوا عملية الانتقال قبل وقت طويل من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار كل من إيكشتاين وكاتسمان إلى أن هناك "زيادة كبيرة" في الاهتمام بالهجرة إلى إسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما يمثل "زيادة غير مسبوقة" تزيد عن 100 في المئة في طلبات الهجرة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالا إن هذه الزيادة الكبيرة ترجع جزئيا إلى زيادة "الالتزام ببناء إسرائيل" من قبل يهود الشتات خلال "الأحداث التاريخية الصعبة".
وصرح رئيس الوكالة اليهودية، اللواء احتياطي دورون ألموغ، لصحيفة جيروزاليم بوست الشهر الماضي، بأن الوكالة تتوقع وصول مليون أوليم (مهاجر جديد) إلى إسرائيل خلال السنوات القليلة المقبلة.
التعليقات