إيلاف من الرياض: انتهى تصوير فيلم "هجرة" للمخرجة السعودية شهد أمين، ويعد "هجرة" الفيلم الثاني لشهد أمين بعد نجاح فيلمها الطويل الأول "سيدة البحر" الذي جاب المهرجانات العالمية وحصد إحدى جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي الذي شهد عرضه الأول. كما مثل "سيدة البحر" المملكة العربية السعودية في سباق الأوسكار، وحصد أكثر من خمسة عشر جائزة عالمية، وتم عرضه في دور السينما العربية والعالمية، وما يزال عرضه مستمراً على منصات نيتفليكس وشاهد و(أو.س.ن).


وقامت شهد أمين بتطوير فيلمها الجديد "هجرة" على مدار ثلاث سنوات بالتعاون مع السينمائي العراقي محمد الدراجي كمنتج رئيسي لفيلم. ويتولى إنتاج الفيلم كل من شركة بيت أمين للإنتاج، والمركز العراقي للسينما المستقلة وشركة هيومن فيلم البريطانية وشركة أيديل استوديو للمنتج السعودي فيصل بالطيور، وستقوم شركة سيني ويفز بتوزيعه في المملكة العربية السعودية. كما يشارك في إنتاج الفيلم عبود عياش وسيد أبوحيدر عبر شركة "Three Arts"، إلى جانب المنتج المصري محمد حفظي وشركته "Film Clinic" التي ستقوم بتوزيع الفيلم في الوطن العربي. وعلاوة على ذلك يحظى الفيلم بدعم الوكالة العالمية "CAA" لعرضه في المحافل الدولية، إضافة إلى دعم مبادرة "ضوء" التابعة لهيئة الأفلام السعودية، وإثراء، ونيوم، التي قدمت حوافز الإنتاج والدعم الميداني.

كما يشترك في الإنتاج صندوق مهرجان البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائية التي قدمت الدعم لأكثر من 250 فيلماً لصناع الأفلام المحليين والإقليميين، إلى جانب شركة فيلم العلا التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا.

وتم تصوير أجزاء كبيرة من الفيلم في المواقع السينمائية والتاريخية في العلا الواقعة في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية، كما شملت المدن التي تم تصوير الفيلم فيها، بني مالك والطائف وجدة والمدينة وتبوك ونيوم وضبا.

ويروي الفيلم رحلة جدة مع حفيدتها من الجنوب إلى مكة، حيث تختفي الحفيدة الكبرى، فتسافر الجدة وحفيدتها الصغرى إلى شمال المملكة بحثاً عن الحفيدة المفقودة، ومن خلال هذه الرحلة نكتشف جماليات المملكة وطبيعتها الخلابة في رحلة ممتعة تكشف التنوع الثقافي والحضاري والعمق التاريخي للمملكة.

يشارك في التمثيل مجموعة من الفنانين البارزين في المملكة العربية السعودية، بينهم خيرية نظمي التي تقوم بدور "ستي" أي الجدة، ونواف الظفيري الذي يقوم بدور "أحمد"، مع الإطلالة الجديدة لبطلة الفيلم لامار فدان بدور "جنى"، إلى جانب براء علم الذي يظهر كضيف شرف في الفيلم.

إبراز التنوع الثقافي
وتحاول شهد أمين من خلال هذا الفيلم إبراز التنوع الثقافي والطبيعة الجغرافية المميزة في المملكة العربية السعودية عبر قصة دافئة وعاطفية تجمع بين جدة وحفيدتها في رحلة شاعرية تبرز دور النساء من أجيال مختلفة في بناء المجتمع السعودي.

وستتم عمليات المنتجة للفيلم في باريس من قبل المونتير العالمي هير في دي لوز الذي عمل على أفلام جاك، غوست رايتر ، ذا بيانيست). ويضم طاقم عمل الفيلم المصور السينمائي العالمي ميغيل ليتن مينز الذي عمل على أفلام ذا فاست أوف نايت هاندس أوف ستون ماتشوكا)، ومصمم الديكور البريطاني كريس ريتشوموند الذي عمل على (باربيرين، الرحلة، ذا سيستر). كما يضم طاقم العمل فريقاً سعودياً، كمصممة الملابس مزنة الحربي، وعربياً متنوعاً ذا خبرة كبيرة في صناعة الأفلام ليقدم هذا الفريق بقيادة شهد أمين فيلماً عالمياً ناجحاً بهوية سعودية خاصة.

وفي هذا الصدد قال المنتج محمد الدراجي: "استطاعت شهد أمين أن توظف السينما لاكتشاف جماليات المملكة العربية السعودية وإبراز البعد الثقافي والتاريخي للمملكة، منطلقة من إيمانها بأن السعودية أرض خصبة تنطوي على العديد من القصص الدرامية وأنا أثق بأننا سنتمكن من خلال صناعتنا للأفلام هنا من الارتقاء بالسينما العربية إلى آفاق جديدة".

من جانبه، قال المنتج فيصل بالطيور "كان من دواعي سروري أن أعمل مع شهد منذ أول فيلم روائي طويل لها "سيدة البحر" الذي قمنا بتوزيعه في المملكة العربية السعودية، ومن ثم التحضير لمشاركتها كمرشحة سعودية لجائزة الأوسكار لعام 2020. ومنذ ذلك الحين كنت أتابع شهد لتوسيع نطاق التعاون معها، وقد رأيت مدى جديتها في التحضير لفيلم "هجرة"، وأذهلتني المسودات الأولى للسيناريو. فمن خلال رؤيتها السينمائية، سيكون لدينا فيلم طريق عالمي ورحلة استكشاف فريدة عبر جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، تستقطب شخصيات محلية بارزة، خلال أحد أكثر المواسم ازدحاماً في العالم".

وبدوره قال المنتج المشارك محمد حفظي: "بعد تعاوننا مع شهد في "سيدة البحر" ، الذي تولينا توزيعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نشعر أن شهد تتجه نحو شيء خاص جداً وأكثر طموحاً من خلال فيلم "هجرة"، ونحن فخورون بتعاوننا ومتشوقون لإكمال الرحلة معها ومع فريق إنتاجها".

وقالت المخرجة شهد أمين: "فيلم "هجرة" من أصعب الأفلام التي عملت عليها، ونحن ما نزال في منتصف الطريق، حيث نصور في ثماني مدن مختلفة، وفي مناطق نائية تقريباً، ولكنني مع فريق العمل من الفنيين نؤمن بأهمية هذه القصة التي تروي حكاية نساء سعوديات من مختلف الأجيال والصراع الحاصل جراء ذلك. كل ذلك في حبكة فيلم طريق يبرز التنوع الثقافي والتاريخي للمملكة ويؤكد أن المملكة كانت ومازالت مأوى لجميع الناس الذين طلبوا الأمان في هذه الأرض المقدسة".