إيلاف من كان: دعا المخرج الإيراني المنشق محمد رسولوف، الذي هرب من إيران لتقديم فيلمه الجديد "بذرة التين المقدس" في مهرجان كان، فناني بلاده إلى مقاومة نظام طهران، قائلاً:" "لا تخافوا.. نحن بحاجة للقتال."
ونال المخرج الإيراني محمد رسولوف جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم "بذرة التين المقدس"، والذي استأثر عمله باهتمام كبير من طرف النقاد، والعديد منهم رشحوه لنيل السعفة الذهبية.
ولهذه الجائزة رمزية خاصة، تؤكد دعم المهرجان للفنانيين في إيران، الذين يتعرض الكثير منهم للمضايقة والسجن بسبب آرائهم ومواقفهم المعارضة للنظام في طهران.
وتعليقا على هذا التتويج قال رسولولوف: "اسمحوا لي أن أوجه تحية لجميع أعضاء فريقي الذين لم يتمكنوا من الحضور معي للاحتفال الجائزة. مسؤول العمليات في فيلمي، وعدد كبير من الفنيين، وهم يتعرضون للضغوط. قلبي معهم قبل كل شيء".
استغل المخرج مؤتمره الصحفي للتنديد بالنظام الاستبدادي الإيراني وحشد زملائه المخرجين للمقاومة.
وقال رسولوف: "رسالتي الوحيدة للسينما الإيرانية هي: لا تخافوا من الترهيب والرقابة في إيران". “[النظام] خائف. إنهم خائفون، ويريدوننا أن نشعر بالخوف؛ يريدون تثبيطنا. لكن لا تدع نفسك تخيف... لكن لا تخف من السلطات. عليك أن تؤمن بحريتك. علينا أن نقاتل من أجل حياة كريمة”.
قصة هروب رسولوف
فر المخرج من إيران سيرا على الأقدام قبل بضعة أسابيع، بعد أن حكم عليه النظام بالسجن 8 سنوات، وأثناء سيره على السجادة الحمراء في مهرجان كان لحضور العرض العالمي الأول لفيلم "بذور التين المقدس" ليلة الجمعة، رفع صوراً لممثلتي الفيلم الرئيسيتين، ميساج زاره وسهيلة كلستاني، اللتين منعتهما السلطات من مغادرة إيران.
في مؤتمره الصحفي، كان رسولوف متحديًا، لكنه كان أيضًا مرتاحًا وواثقًا، مازحًا بأن طاقم الفيلم يشير إلى أنفسهم على أنهم "رجال عصابات السينما" لانتهاكهم كل قواعد رقابة الدولة الإيرانية في صناعة الفيلم.
إرهاب الدولة
يتحدى فيلم "بذرة التين المقدس" جميع المحرمات الرسمية للحكومة الإيرانية من خلال انتقاد النظام علنًا، وتصوير النساء والفتيات غير المحجبات، وإظهار عنف الشرطة ضد المتظاهرين المسالمين المؤيدين للديمقراطية
ومع اعترافه، حتى الآن، بأنه يعيش تحت تهديد حقيقي بالعنف، قال رسولوف إن إرهاب الدولة في طهران هو في الواقع إظهار للضعف، وقال: النظام يصور نفسه على أنه قوة عليا، أقوى نظام في تلك المنطقة، لكنهم يخافون من السلطة". "لماذا هم خائفون جدًا من القصص التي نرويها؟ لماذا يحاولون قمع السينما المستقلة؟
جوائز كان نسخة 2024
(المخرج الأمريكي شون بيكر الحاصل على السعفة الذهبية)
فاز المخرج الأمريكي شون بيكر مساء السبت بالسعفة الذهبية عن فيلمه "أنورا"، وهو عبارة عن قصة مثيرة في نيويورك، تدور في الأحياء الفقيرة والفيلات الفاخرة للأوليغارشية الروسية بين شابة تربطها علاقة حب مع الأحد الأثرياء الروس.
"هذا الفيلم رائع ومليء بالإنسانيةلقد حطم قلوبنا"، وفق تعبير رئيسة لجنة تحكيم المهرجان غريتا غيرويغ خلال الإعلان عن الفائز بالجائزة، التي تعد أرفع تتويج يمكن أن يحصل عليه صناع السينما في العالم.
وفي تعليق على هذا التتويج، قال المخرج الأمريكي: "أهدي هذه السعفة للعاملين في مجال الجنس، في الماضي والحاضر والمستقبل"، مشيدا أيضا باثنين من المخرجين يعتبرهما مثليه الأعلى، وهما فرانسيس فورد كوبولا وديفيد كروننبرغ.
واحد من أفضل الأفلام
"هذا واحد من أفضل أفلام شون بيكر، والذي يمكن أن يكون شعاره: لا تقلل من شأن أي شخص أبدا"، قال الصحافي والناقد البريطاني جون بليسديل. وبنفس النبرة تحدث الصحفي الصيني زيو تشانغ: "هذا الفيلم يستحق الفوز لأنه قصة عاطفية للغاية يتردد صداها لدى الجميع، خارج الثقافات".
جوائز النسخة 77 من مهرجان كان:
- السعفة الذهبية: "أنورا" لشون بيكر
- الجائزة الكبرى: "آل وي إيماجن آز لايت" لبايال كاباديا
- جائزة الإخراج: ميغيل غوميس عن "غراند تور"
- جائزة لجنة التحكيم: "إميليا بيريز" لجاك أوديار
- جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "بذرة التين المقدس" لمحمد رسولوف
- جائزة أفضل سيناريو: "ذي سابستنس" لكورالي فارجا
- جائزة أفضل ممثلة: ممثلات "إميليا بيريز" لجاك أوديار: كارلا صوفيا غاسكون وزوي سالدانيا وسيلينا غوميز وأدريانا باز
- جائزة أفضل ممثل: جيسي بليمونز عن دوره في "كايندز أوف كايندنس" ليورغوس لانثيموس
- جائزة الكاميرا الذهبية: "أرمان" لهالفدان أولمان توندل
- السعفة الذهبية للفيلم القصير: "ذي مان هو كود نات ريماين سايلنت" لنيبويسا سلييبيفيتش.
- السعفة الذهبية الفخرية: جورج لوكاس
التعليقات