إيلاف من البندقية: ضمن عروض الأفلام في المسابقة الرئيسية لمهرجان البتدقية في نسخته الحالية، عرض مساء الخميس فيلم "ماريا" وهو فيلم سيرة ذاتية يركز على الأيام الأخيرة في حياة المغنية الأسطورية ماريا كالاس، وهو من إخراج التشيلي بابلو لارين، المعتاد بمشاركته بهذه النوعية من الأفلام في مهرجان البندقية.


فالمخرج السينمائي المعتاد على تقديم قصص النساء المشهورات اللاتي عشن نهايات مأساوية حضر إلى "البندقية في عام 2016، حضر المهرجان برفقة فيلمه عن جاكي كينيدي، "جاكي"، حيث جسدت ناتالي بورتمان دور السيدة الأولى بعد اغتيال زوجها. وفي عام 2021، عاد مع كريستين ستيوارت التي جسدت دور الأميرة ديانا وهي تفكر في الطلاق خلال عطلة عيد الميلاد في فيلم "سبنسر". حصلت كلا الممثلتين على ترشيحات لجائزة الأوسكار عن دوريهما في الفيلمين.
الفيلم يروي قصة حياة كالاس خلال أسبوعها الأخير في باريس عام 1977، ويظهرها كشخصية معقدة تعيش في عزلة وتعاني من تدهور حالتها النفسية والجسدية. يتناول الفيلم جوانب من حياتها المهنية والشخصية، مثل علاقاتها العاطفية الفاشلة وإدمانها على الأدوية نظير الضغوط ، مما يجعل منه دراسة مؤثرة في حياة امرأة عانت الكثير والكثير في هذا العالم.


تعيش ماريا في شقة فخمة بجدران خشبية متميزة ولوحات قديمة بارزة، شقة تشبه القصور الملكية لكنها رغم رفاهيتها تبدو وكأنها السجن الذي صنعته لنفسها، بعدما غابت عن الغناء الأوبرالي في السنوات الأخيرة بحياتها، وأصبحت تتناول الأدوية التي تضم منشطات ومهدئات تحصل عليها بطريقة غير قانونية، مع عدم تناولها الطعام حفاظاً على وزنها النحيف وتخوفاً من السمنة التي عانت منها في طفولتها.
الفيلم الذي حصلت "نتفليكس" على حقوق توزيعه مؤخراً، يركز على العزلة الشديدة للمطربة الفرنسية، مع وجود خادمها بيرفرانشيسكو فافينو ومدبرة منزلها ألبا رورفاخر فقط لرعايتها، حيث يظهروا وهم قلقين على صحتها من تأثير المخدرات والتي نالت من صوتها.
قدم الفيلم جوانب مختلفة من شخصية المطربة ماريا كالاس، فقدم صراعها الداخلي وشغفها بالفن، بالإضافة إلى التحديات التي واجهتها في حياتها الشخصية والمهنية، ورغم التوقع بأن يقدم الفيلم سرد بصري مميز بسبب تناوله لحقب تاريخية ماضية، لكن ماعاناه الفيلم الوتيرة البطيئة في أحيان كثيرة بجانب الحوارات المسرحية في أحيانا ً أخرى وكان أداء أنجلينا في أحيان كان متفاوتا ً في تقديمها للشخصية خصوصا في موضوع الغناء ومحاولة استعادة ( ماريا ) صوتها .


في المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس في مهرجان فينيسيا السينمائي، تحدثت أنجلينا جولي عن تجربتها في تجسيد شخصية ماريا كالاس في فيلم "ماريا" إذ أعربت عن شعورها بالفخر لتجسيد شخصية ماريا كالاس. قالت إن هذا الدور كان تحديًا كبيرًا لها كممثلة، ليس فقط بسبب متطلبات الأداء الصوتي للشخصية الأوبرالية، ولكن أيضًا لأن الفيلم يستكشف جانبًا عميقًا ومؤثرًا من حياة كالاس.
وفي الأحداث كان الغناء في الفيلم مزيجًا من صوت الممثلة وصوت ماريا الأصلي، فيما تحدثت الفنانة الشهيرة عن شعورها بالقلق والخوف عندما بدأت التدريب على الغناء لكون الموضوع يتطلب الكثير من الانضباط والالتزام بتعليمات الموسيقى كما كانت تفعل كالاس، مشيدة بدعم أبناءها لها في تلك الفترة.
جولي أشارت أيضًا إلى شعورها بالتواصل العميق مع الجانب "الضعيف" من شخصية كالاس، وهو ما أثر فيها بشكل خاص. وتحدثت عن كيفية إعادة تعريفها لمفهوم "الديفا" من خلال شخصية كالاس، مشيرة إلى أن هذا المصطلح غالبًا ما يُساء فهمه، لكنه في حالة كالاس كان يعني التفاني والتميز في العمل.
وكان لافتا تهرب إنجلينا جولي من الإجابة على سؤال من أحد الصحافيين عن ما إذ كانت قد وجدت تشابهاً بينهما في إشارة لعلاقتها السابقة مع زميلها براد بيت، وهو ما جعلها ترد بأنها لن تقول أكثر مما يعرفه الناس أو يفترضونه، مؤكدة أنهما تتشاركان في المشاعر الرقيقة.
ويتنافس الفيلم مع 20 عمل سينمائي آخر ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان التي تستمر حتى السابع من سبتمبر المقبل.