إيلاف من الجونة: بعد 23 عامًا من عرضه الأول، أعاد مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة إحياء فيلم الرومانسية والدراما المصري "السلم والثعبان" بطولة حلا شيحة وهاني سلامة، والذي حقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه عام 2001، ولا زال يحافظ على شعبيته كأحد أنجح الأعمال الرومانسية في الألفية الجديدة، وأحد أهم أعمال أبطاله.

فبجانب عرض الفيلم في المهرجان، العرض الذي شهد إقبالًا كبيرًا من الجمهور، بمختلف الأجيال أقيمت جلسة حوارية لفريق عمل الفيلم، وأدارها الناقد السينمائي أندرو محسن، مدير البرمجة بالمهرجان وناقش فيها صناع الفيلم المخرج طارق العريان، والمؤلف والمنتج محمد حفظي، بالإضافة إلى النجمة حلا شيحة، وهشام نزيه، مؤلف الموسيقى التصويرية للفيلم.

المصداقية سبب النجاح
في البداية تحدث المخرج طارق العريان عن أسباب نجاح الفيلم من وجهة نظره، والتي أرجعها إلى "مصداقية القصة"، مُرجحًا أنها السبب في أن يعيش لأكثر من عشرين عامًا في قلوب الجمهور، وسيستمر لأكثر من ذلك.

وأوضح "العريان" أن الفنانة حلا شيحة جسدت دور "ياسمين" في الفيلم وهي لا تزال في عشريناتها، ولم تكن تمتلك خبرة في مجال التمثيل، لكن مشاعرها كانت صادقة، وأحب الجمهو العمل وظل خالدًا ومستمرًا إلى اليوم، مشيرًا إلى أنه والمنتج محمد حفظي أصابهما الإحباط وقت عرضه لأنه لم يلقَ القبول المنتظر ولم يحقق الإيرادات المطلوبة، لكنه بعد ذلك أًصبح واحدًا من أبرز الأعمال الرومانسية الباقية في الذاكرة السينمائية.

أما الفنانة حلا شيحة، فارتأت أن سبب خلود الفيلم بجانب المصداقية والعفوية كما ذكر المخرج هو أنه قدم المشاعر الرومانسية بشكل جريء لم يسبق وأن تم تقديمه في السينما من قبل، خاصة في فترة تصويره. وأشارت إلى أن طارق العريان احتضنها كثيرًا وكان يستمع إليها ويشجعها لكي يظهر الدور بهذا الإتقان.

عمرو دياب كان المرشح الأول للبطولة!
وفي مفاجأة أفصح عنها المنتج محمد حفظي لأول مرة، أن المُرشح الأول لبطولة الفيلم لم يكن الفنان هاني سلامة بل كان الفنان عمرو دياب، لكنه رفض العرض، أما عن الدور الثاني دور صديق البطل الذي قدمه الفنان أحمد حلمي، فكان المرشح له الفنان أحمد السقا، والذي رفضه أيضًا، ودور البطلة كانت المرشحة له الفنانة نادين بدلًا من حلا شيحة.

وأشار حفظي إلى أن المخرج طارق العريان شجعه على كتابة سيناريو الفيلم بعد عودته من أمريكا حيث كان يريد تقديم فيلم رومانسي بلمسة مبتكرة تجمع بين الإبداع والطابع التجاري، فكتبه لأول مرة باللغة الإنجليزية لعدم إتقانه اللغة العربية، وتمت ترجمته بعد ذلك للهجة المصرية. وأكد حفظي أن الفيلم أشبع طموحه في هذا الوقت على الرغم من التحديات الكثيرة التي واجهها.

وألمح إلى أن الفيلم كان بوابته لدخول عالم السينما، فهو لم يكن يعلم عن تلك الصناعة شيء من الأساس، ولكنه قابل طارق العريان ذات مرة في طائرة من مصر إلى أمريكا، وأعطاه قصة الفيلم ليقرأه فعاش الحالة خاصة أنه شعر بتشابه بينه وبين شخصية البطل، تلك الشخصية المترددة التي تريد النجاح والحب وكل شيء في الحياة. كما قال إن "العريان" أعطاه فرصة كبيرة في عالم الكتابة، رغم أنه كان يدرس الهندسة، وهو تخصص بعيد تماماً عن السينما.

تغيير 80 مشهدًا يُغضب الفنانين
وتطرق طارق العريان في حديثه إلى عملية الإخراج، والتغييرات الكثيرة التي أجراها في المشاهد، لافتًا إلى أنه أحدث تغييرات على 80 مشهدًا، مما أغضب أبطال الفيلم ما عدا حلا شيحة، والتي صرحت أنها كانت لا تحب دورها في الفيلم ولا تحب مشاهدته، لكنها بعد سنوات أدركت قيمته وأحبته.

وعن سبب تلك التغييرات، قال "العريان" أنه أجراها بعد مشهد الغردقة، في محاولة لتوضيح شخصية حازم (هاني سلامة) المترددة.

وعن إنتاج جزء ثانٍ من الفيلم، لاستثمار نجاحه، قال إن الفنان هاني سلامة رفض تلك الفكرة تمامًا، فهو لا يريد تكرار تجربة ناجحة، واكتفى بالجزء الأول فقط، وأشار إلى أن الفيلم واجه رفض وعدم حماسة من المنتجين لأنه كان فكرة جديدة بالنسبة لهم.

انطلاقة هشام نزيه
الموسيقار هشام نزيه الذي وقف على مسرح الجونة في أول حفل مباشر له خلال فعاليات الدورة الحالية، كان أحد عناصر نجاح "السلم والثعبان" أيضًا، بل كان الفيلم هو الانطلاقة الحقيقية له.

وأغاني "السلم والثعبان" لا تزال من بين المفضلة لدى الجماهير، حيث استخدم هشام نزيه ألحانها في الموسيقى التصويرية، مثل "أنا حبيت" و"عيش" من غناء النجم الكبير خالد سليم. وفي الختام.

وعن الفيلم تحدث "نزيه" قائلًا إن الموسيقى التصويرية كانت نقطة انطلاق جديدة له، حيث ساهمت رؤية طارق العريان المبتكرة في نجاح الموسيقى، مثل إدخال موسيقى التانجو في الفيلم.