إيلاف من الجونة: أقيمت ندوة نقاشية بعنوان "من الكتب إلى الشاشة: التقريب بين الأدب والسينما"ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي ،، بحضور ثلاثة من ألمع نجوم كتابة السيناريو في مصر في العصر الحديث، وهم الروائي والسيناريست أحمد مراد، والسيناريست مريم نعوم، والسيناريست تامر حبيب. وأدار الجلسة الكاتب والناقد السينمائي رامي عبد الرازق.


تامر حبيب: هناك قطيعة بين الأدب والسينما على عكس التلفزيون
طرح الناقد السينمائي رامي عبدالرازق تساؤلًا على الضيوف وهو: "هل هناك قطيعة بين الأدب والسينما؟"، والذي أجاب عنه السيناريست تامر حبيب، بالإيجاب، مشيرًا أن الدراما أكثر حظًا من السينما في الروايات التي يتم تحويلها إلى أفلامٍ، لافتًا إلى وجود بعض الأعمال السينمائية الناجحة والمستنبطة من أعمالٍ أدبية.

وأشار إلى أنه بدأ مشاهدة الأفلام في سن مبكرة وبعدما علم أن هناك أفلام يحبها مأخوذة عن أعمال أدبية، اتجه للقراءة ووجد شغفه وحبه في الروايات.

وعن تجربته في تحويل عمل أدبي لفني، تحدث عن مسلسل "لا تطفئ الشمس"، حيث قال إن الرواية كانت مليئة بالتفاصيل لذا قرر تقديمها في عمل درامي من 30 حلقة لأن ذلك أفضل لها.

أضاف أنه جدد في القصة لتناسب الجيل الجديد، والتي استمتع آنذاك بكتابتها وإضافة أفكاره لها مع الاستلهام من شخصيات في أعمال أدبية أخرى. وأكد أنه يسعى لتحويل أكثر من رواية إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية في الفترة المقبلة.

أحمد مراد: جوائز الأدب سببًا في قلة النصوص الأدبية التي تصلح للسينما
يرى السيناريست والكاتب أحمد مراد، أحد أنجح مؤلفي عصره الذي لمع اسمه كأديب وسيناريست خلال السنوات الماضية، حيث نجح بتحويل أعماله إلى أفلام حققت إيرادات عالية، مثل "الفيل الأزرق" أن السبب في العزوف عن تحويل الأعمال الأدبية إلى أفلام هو أن الكتاب أصبحوا يتسابقون على الفوز بالجوائز الأدبية مثل جائزة نجيب محفوظ، فوقعوا في فخ تجاهل اهتمامات الجمهور.

أردف أن الكتاب بدأوا في تحويل مسارهم مرة أخرى مؤخرًا لتوجيه الاهتمام إلى الجمهور، كي لا يعزف عن أعمالهم.


مريم نعوم: قيود الأدباء تثبط العزيمة نحو تحويل النصوص الأدبية لأفلا
وعن السبب في عزوف بعض كتاب السيناريو عن الاقتباس من الأدب، أوضحت السيناريست الشهيرة مريم نعوم، أن السبب هو القيود التي يفرضها الأديب على السيناريست، مما يجعل مسألة التحويل شديدة التعقيد. مشيرة إلى أن هناك جيلًا جديدًا من الأدباء متمسكًا برواياتهم، مما أدى إلى ظهور عدد من النصوص الأدبية التي يمكن تحويلها إلى سيناريو، ولكن القيود!

أوضحت "نعوم" أن مهمة السيناريست هو تقديم وجهة نظر الأديب والحفاظ عليها، دون المساس بوجهة رأيه في القضية التي يناقشها، غير ذلك فلها الحق ككاتبة سيناريو أن تحدث تعديلات وإضافات تتناسب مع العمل الفني.

وأضافت مريم أنه تواجه اتهامات بـ"الإفلاس الفكري"، حيث اعتبرها البعض غير قادرة على التأليف بل تقتبس فقط، وهو ما رأوا أنه إفلاسًا فكريًا وذلك غير حقيقي أبدًا.

وعلق تامر حبيب على ذلك، مؤكدًا أن السيناريست ليس مطالبًا بأن يكون مؤلفًا، والأهم أن يجيد كتابة السيناريو.

وعن كيفية تعاملها مع تعنت الأدباء، قالت إنها شخصية "حاسمة" حيث لا تسمح للأديب بالتدخل في مرحلة الكتابة.

وألمحت إلى تجربتها الشهيرة في الاقتباس من الروايات، ومسلسلها "بنت اسمها ذات"، أحد أنجح أعمالها، فقالت إنه حقق لها رغبة في الحكي والتأريخ الاجتماعي. لكن لم يكن من السهل أن تحكي أكثر من 60 سنة في فيلم، بل كانت شاشة التلفزيون هي الأفضل لاحتواء هذا العمل.


أحمد مراد: لا قدسية للنص الأدبي أثناء تحويله لعمل فني
وعن رأيه في مسألة السماح للسيناريست بالتغيير في النص الأدبي قال الكاتب أحمد مراد إنه لا يعترف بقدسية النص، لأن تحويل الرواية إلى سيناريو يمنح الكاتب فرصة للتجويد وخلق عناصر بصرية جديدة تضيف إيجابيًا إلى الرواية.

وعن إذا ما كان يقبل بأن يحول سيناريست آخر غيره أحد أعماله الأدبية إلى عمل فني، أكد مراد أنه متحمس لخوض مثل هذه التجربة. ولكنها سيضع بعض المعايير التي سيتفق عليها مع السيناريست مشيرًا إلى ضرورة التأكد أولًا من قدرة السيناريست الفنية على تحويل النص الأدبي، حيث يعتبر أعماله مثل أبنائه.