نهى احمد من سان خوسيه: من يريد العيش الى جانب الاسد عليه التخلي عن الخوف، وهذا ما يفعله السكان الذي يعيشون في محيط بركان بواس في كوستاريكا، فهم يسمعون هديره وكأنه يتحدث معهم عن مشاكلهم اليومية.

بركان بواس

في هذا الصدد يقول سانتياغو مورييو الذي ولد في بيت صغير عند سفوح البركان ويملك حاليا مطعما للسياح انه ما زال يعيش في سان خوان دي بواس ( وهي القرية التي يقع فيها البركان) كما عاش اجداده ووالده، ويضيف بصراحة لا اشعر بالخطر لأنني عشت كل حياتي هنا.

وعلى بعد امتار تسكن جارته بيليندا اوجوا التي اعترفت بانها اعتادت على سماع الانفجارات داخل البركان وهو بالنسبة لها شيء طبيعي، ولا يقلقها او يأخذ النوم من عينيها، وهي تعيش بسلام بالقرب من هذا الهائل الكبير بل انه يعجبها كثيرا.

وكهذا هي حال معظم الناس اللذين يعيشون على سفوح بركان بواس ويرفضون ما يقوله علماء الجيولوجيا وجمعيات حماية البيئة بان المنطقة من الممكن ان تكون منطقة خطرة على الرغم من انه بيوتهم على بعد 5 كلم من فوهة البركان.

ولقد كانت هذا الحوارات التي اجرتها يسيكا بلوندا عالمة البراكين الاميريكية مع 200 شخص من هذه القرى الموجودة على سفوح بركان بواس سكان، جزءا من دارسة نشرتها في صحيفة جيولوجيكا دي امريكا الوسطى، وتتعلق بكيفية ملاحظة خطر البراكين.

وعن الشطر العلمي للدراسة تقول العالمة بان هذه القرى من الممكن ان تتأثر بغيوم الرماد وبالامطار التي تحتوي على الاوكسيد وانواع اخرى من الغازات بسبب تحركات البركان. لكن الملفت ان السكان اللذين يعيشون حوله لا يرون فيه خطرا على حياتهم او اقتصادهم بل على العكس، فهم قد تعودوا على العيش عند سفوحه ويستثمرون تربته الخصبة من اجل الزراعة وهذا جعل المحاصيل اكثر وفرة ولرعاية الاغنام، ومؤخرا ادركوا اهمية التربة البركانية من اجل صنع مواد للتجميل خالية من المواد الكيمائية ، كما يستغلون التربة الكبريتية من اجل صنع عقاقير طبية وهناك اقبال كبير عليها من الزوار.

وفي الوقت الذي تشدد فيه جمعيات حماية البيئة والانسان على وجوب اجلاء السكان من منطقة البركان، توجه وفود الى العاصمة سان خوسيه من اجل طلب دعم الحكومة كي يواصلوا الحياة بالقرب من الجار الجبار.

ويبلغ ارتفاع بركان بواس 2780 متر ويصل قطره الى 1500 متر وعمقه الى قرابة 350 مترا، الى جانبه بحيرة مياه ساخنة حرارتها تتعدى ال70 درجة لكن تتراجع الحرارة حوالها لتصل الى 12 درجة، ويستغل السكان كحمامات صحية.