صلاح سليمان من ميونيخ: انتهت فعاليات معرض quot; انتر سولار 2011 quot; المخصص لصناعات الطاقة الشمسية الذي أقيم علي ارض المعارض بمدينة ميونيخ في الفترة من 8 الي 11 يونيو،يعتبر المعرض هو الأكبر من نوعه الذي يهتم بعروض كل التقنيات الحديثة في مجال صناعات الطاقة الكهروضوئية والطاقة الحرارية الشمسية في كل أنحاء العالم.
علي مساحة قدرها 168.000 متر مكعب تجمع اكثر من 2280 شركة من كل انحاء العالم يمثلون 47 دولة قدموا عروضاً مذهلة تنوعت بين 15 صالة كبيرة اتسعت لحوالي 75 الف زائر تجولوا فيها مستمتعين بعالم المستقبل وكل جديد وحديث في مجال الطاقة الشمسية.

معرض ميونخ للطاقة

ان التجول بين هذا الكم الكبير من المعروضات يشعر المرء وكأنه يعيش في المستقبل،فتطور التقنيات التي تعتمد علي الطاقة الشمسية هائل وكبير ويمتد الي كل القطعات التي تدخل حياة الإنسان، يأتي كل هذا في وقت يرحب به الجميع بالإقبال علي استهلاك الطاقة الشمسية عاما بعد عام من اجل الحصول علي طاقة نظيفة،ومن اجل الحفاظ علي البيئة، وهذه حقيقة تؤكدها تقارير المعرض التي أشارت الي أن نسبة الزيادة في معروضات هذا العام بلغت حوالي 21% زيادة عن العام الماضي 2010.

الأسطح الزرقاء

ألواح الطاقة الشمسية زرقاء اللون هي في كل أجنحة المعرض، تتراوح في أحجامها وأشكالها بل وفي اسعارها، ان هذا الكم الكبير من الشركات التي تنتجها يظهر الي اي مدي ستصبح هذه الصناعة واحدة من اهم الصناعات الحديثة التي تتنافس الشركات علي انتاجها بقوة، فلم يعد هناك ادني شك في ان اسطح المنازل الأوروبية التي ظلت لسنوات طويلة حمراء اللون بسبب القرميد الأحمر الذي يغطي اسطحها تتحول الان الي اللون الأزرق بسبب تثبيت ألواح خلايا الشمس الزرقاء علي اسطحها والتي تنتج الطاقة الكافية لكل وحدة علي حدة.
في المعرض أيضاً هناك أهتمام كبير بسيارات المستقبل التي سوف تسير بالطاقة الشمسية،فالمعرض يحتوي علي عروض مختلفة ومتنوعة من سيارات الطاقة الشمسية المستقبلية فسيارات المستقبل التي ستسير بالطاقة النظيفة هي مزودة في الأصل بخلايا الطاقة الشمسية علي أسطحها،أوستتزود بالطاقة من محطات الطاقة الشمسية التي ستقوم بشحن السيارات الكهربائية بالطاقة اللازمة المستخلصة من أشعة الشمس.

لايخطئ الزائر هذا التنوع الكبير والمتطور من الخلايا الشمسية حتي ان حلم توليد الكهرباء في الصحراء القاحلة اصبح حقيقة واقعة..وهي بداية نواة جادة لإقامة مجتمعات عمرانية تستخدم تلك الطاقة في استجلاب المياه الجوفية،وتزويد المباني بأجهزة التكييف التي تقي من حرارة الصحراء، بل وأكثر من ذلك كله سوف يصبح بإمكان الشخص العادي من استخدام الطاقة الشمسية لتزويد ادواته الخاصة بالطاقة مثل اللاب توب او ماكينة الحلاقة والموبيل واللمبات الصغيرة وأجهزة تشغيل الموسيقي.

تفوق الماني في انتاج الطاقة النظيفة

الإتجار بأشعة الشمس بات صناعة ألمانية رائدة، تدر أرباحا خيالية وتحقق أرقام صادرات قياسية، عن ذلك يقول يقول المهندس ماركوس ايلزيسر مدير احدي الشركات المشاركة في المعرض ان حالة التألق التي يشهدها السوق الالماني في مجال الطاقة تسير بخطي سريعة للغاية، فألمانيا تقوم بتطوير هذه الصناعة بشكل متسارع للغاية، ويقول كارستن كورنيج، المدير التنفيذي لاتحاد شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا..إن الطاقة الشمسية ستساهم هذا العام بنسبة 3% من إجمالي أنواع الطاقة في ألمانيا وأنه من المنتظر أن ترتفع هذه النسبة إلى 10% بحلول عام 2020.
من جهة أخري لا تخطئ العين هذا التفوق الألماني في أروقة المعرض المختلفة، فخبراء صناعات الطاقة الشمسية يقدرون حجم مبيعات القطاع الأخضر مستقبلا في ألمانيا بنسبة قد تصل الي بليون يورو وذلك بحلول عام 2030، ووفق المهندس ايلزيسر،فان ألمانيا في غضون الأربع سنوات القادمة ستزيد استثماراتها في مجال الطاقة الشمسية بنسبة تصل الي 10 مليار يورو، وقد نجحت في السنتين الماضيتين في توفير 10 الاف فرصة عمل في هذا القطاع الذي يعمل به حتي الآن 80 ألف شخص وينتظره المزيد.

الصين منافس قوي لألمانيا

احد اكبر المنافسين لألمانيا في هذا المجال هي الصين، فقد جاءت مشاركتها في معرض هذا العام بـ524 جناح عرض، وهذا يعتبر في حد ذاته قوة ضاربة في مجال تصنيع الطاقة الشمسية، ويعتبر في نفس الوقت تحذير للشركات الألمانية بأن عليها الإبتكار والتجديد لتبقي في المقدمة خاصة وان هناك عروضا كثيرة ومغرية من الشركات الصينية لشراء الشركات الالمانية الصغيرة التي فيها وفرة كبيرة في السوق اللمانية في الوقت الحالي. غير أن كورنيج الرئيس التنفيذي لاتحاد شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا يرى أن تحقيق قطاع الطاقة الشمسية

دول الخليج مهتمة بطاقة المستقبل

دخلت دول الخليج الغنية مثل قطر ودولة الإمارات هذا السوق منذ فترة طويلة إما عن طريق الإستثمار في شركات عالمية او عن طريق جذب الإستثمارات الي اراضيها، فعلي سبيل هناك اتفاق بين دولة قطر وبين شركة quot;سولار وورلد quot; الألمانية التي تعتبر أكبر شركة ألمانية عاملة في مجال الطاقة الشمسية في ألمانيا ويصل عدد عمالها الي 1300 عامل، كما أن لها وجودا كبيرا مهما علي الساحة العالمية في مجال الطاقة الشمسية، فهي تقوم بإنتاج كل ما يتعلق بصناعات الطاقة الشمسية،وتنتج كافة مستلزمات محطات الطاقة الشمسية. وتقدر قيمتها الحالية في أسواق البورصة الألمانية بحوالي 3 مليار يورو، بمقتضي هذا الإتفاق تم تأسيس شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية لإنتاج 3600 طن سنويا من مادةquot; البولي سيلكون quot;المستخدمة في صناعات الطاقة الشمسية والمقدر دخولها حيز الإنتاج بحلول عام 2012، وسوف يتم تصدير هذا المنتج الي كل أنحاء العالم، وستصبح بذلك اول شركة في الشرق الأوسط تعمل في هذا المجال.