يقوم شباب مصريون بحملات شعبية لمنع انشاء محطة نووية على الساحل.


فتحي الشيخ من القاهرة: نظم أهالي مدينة الضبعة الساحلية في شمال مصر، بالاضافة إلى نشطاء في مجال البيئة، حملة شعبية لوقف أنشاء المفاعل النووي في الضبعة، وهي المدينة الصغيرة التي يسكنها 70 الف نسمة، ولم تتذكرهم خطط التنمية المصرية طوال عقود، وحين تذكرتهم خطط التنمية قامت بانزع اراضيهم، لبناء المحطة النووية، لتكون هي جارة السوء، التي لا يفصلها عن بيو ت أهالي المدينة سوي طريق سريع، يقسم المدينة لنصفين، وحولت احلام ابنائها بالمستقبل إلى مجموعة من الكوابيس، يسودها الخوف من حدوث تسرب أو انفجار نووي يقضي على المدينة الصغيرة.

متظاهرون من قرية الضبعة المصرية ضد انشاء محطة نووية

فعاليات عدة، يقوم بها أهل المدينة يتقدمهم الشباب لحماية مدينتهم، وقفات احتجاجية، ولافتات، وندوات، وحملات على صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت، لحشد الرآي العام، والأسباب كثير عند أهل الضبعة لاتخاذ هذا الموقف، جبريل حداد، أحد أبناء المدينة، يبدي تعجبه من استمرار ما أطلق عليه الوهم النووي، قائلا أن هذا المشروع تبناه النظام السابق ليجمل من صورته و هو في الحقيقة مشروع بها من الفساد الكثير، بداية من انفاق نحو 150 مليون دولار على المشروع قبل بدءه، إلى مساحة 65 كيلو متر مربع المقام عليها المشروع، وهو ما يضيف عليه، سعيد الحوتي،أحد اهالي الضبعة، أن المفاعل سينتج آلاف الاطنان من النفايات خلال عمله، سوف تكون مصدر لتهديد كل اشكال الحياة وقتل مستقبل الاجيال القادمة في المدينة، وأضاف اننا لانرفض المشروع النووي في الضبعة فقط، بل نرفضه في مصر كلها، وأشار الحوتي، إلى ان اليابان بامكاناتها العلمية والتنظيمية لم تستطع منع حدوث انفجارات فوكوشيما، وتسأل، كيف نمنعها نحن، وهناك فروق كبير لصالح اليابان مقارنة بمصر، ويبدي الحوتي، تعجبه من الاقبال والتهافت على تنفيذ المشروع من قبل الوزارة والهيئات النووية في اسرع وقت، مما يثير القلق، وكأن وزير الكهرباء والطاقة الحالي يريد تنفيذ اخر امنيات النظام السابق بتدمير البلد.

تسأؤل اخر يطرحه جبريل حداد، وهو ان العديد من دول العالم تهجر المشروعات النووية بسبب خطورتها، لماذا نحن نتجه لها الان، وهو نفس التساؤل الذي تطرحه الناشطة البيئية، الدكتورة سهير منصور أحد الداعمين للحملة، وتحذر منصور من خطورة هذه المحطة في حالة حدوث أي كارثة حيث ان مدينة الضبعة تقع في الشمال الغربي لمصر، وسوف تحمل الرياح الجنوبي الشرقي،هذه الكارثة لتغطي مصر كلها في ساعات حسبما اكدت خرائط الرياح التي اعدها الخبير البيئي الدكتور خالدة عودة، الاستااذ بكلية العلوم جامعة اسيوط.

الضبعة ليست بعيدة عن الزلازل، كما يؤكد الدكتور احمد دياب، الخبير الجيولوجي، بالمعهد القومي للبحوث، مشيرا، إلى وجود اكثر من حزام زلازل في حوض البحر المتوسط احدهم في جنوب اليونان وقبرص وايطاليا، والاخر في شرق البحر المتوسط، بما يمثل خطورة على مدينة الضبعة في حالة قيام زلزال قوي، هناك أسباب اخري ترها الدكتور سهير منصور منطقية وهي وجود عدة بدائل يمكن استغلالها في مصر من مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة الكهربية،وهو ما توضحه قائلة: انه في حالة بناء محطة طاقة شمسية على مساحة تعادل مساحة بحيرة ناصر في جنوب مصر، سوف ينتج عنها طاقة تعادل الطاقة الناتجة من انتاج البترول في العالم العربي.

تصوير كريم عبدالكريم