التخلص من الغازات السامة عادة تتسبب باختناقات للقريبين منها

توصل باحثون مصريون من تحضير مركب صديق للبيئة لايتسبب أي أضرار للجهاز التنفسي عند ازالته للغازات السامة.

فتحي الشيخ من القاهرة: نجح فريق بحثي مصري بمعهد بحوث البترول بالقاهرة، في تحضير مركب جديد صديق للبيئة يقوم بإزالة غاز كبريتيد الهيدروجين السام أثناء استخراج زيت البترول الخام، والذي يمثل خطر على صحة العاملين في هذه الصناعة، وكذلك على البيئة المحيطة، وتمت تجربة المركب، وأكدت النتائج التطبيقية والتقارير الفنية نجاحه في عمليات كسح الغازات السامة أثناء استخراجه البترول من الآبار في مصر.

ويصف رئيس الفريق البحثي الدكتور صلاح خليل رئيس مركز التطوير بالمعهد المنتج بانه يتماشي مع المركبات الامينية الجديدة، التي تستخدم في هذا المجال، مشيرا إلى ان عملية إزالة غاز كبريتيد الهيدروجين، كانت تتم باستخدام مركبات عضوية خطيرة ضارة بصحة العاملين بصناعة البترول عند استنشاقهم له، حيث تصيب الجهاز التنفسي بأضرار والتهابات مدمرة بالاضافة إلى التأثير السلبي لتلك المركبات على البيئة.

وأوضح خليل أنه بدأ مع مجموعته البحثية بالمعهد في انتاج هذا المركب الهام بكفاءة أعلى من المنتجات المثيلة المستوردة، وبنصف سعرها، كما أن شركات البترول المشتركة المنتجة للبترول في مصر تستخدمه حاليا بعد اثبات كفائته، بديلاً عن المنتج الأجنبي المستورد لتحقق وفراً في النقد الأجنبي يقدر بآلاف الدولارات، ويجري حاليا تسويقه في بعض الدول العربية المنتجة للبترول، وأضاف خليل، انهم تقدموا بطلب لتسجيل براءة الاختراع بعد ثبوت نجاح المنتج في مجال كسح كبريتيد الهيدروجين من الزيت الخام اثناء استخراجه وبعد تجربته لمدة اربع سنوات.

ويعد التخلص من كبريتيد الهيدروجين خطوة هامة في مكافحة التلوث كما يؤكد الدكتور احمد سميح خبير السموم بالمركز القومي للبحوث بمصر قائلا: غاز كبريتيد الهيدروجين من ملوثات الهواء الشديدة مثل اول اكسيد الكربون، فانه عند تركيز نصف في المائة يتسبب في شلل عضلات الرئة والقلب علاوة على سمية مخلوط غازات أكاسيد الكبريت وبعض المواد الأخري، ايضا هو يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويسبب خمول في الجسم والتفكير كما أنه يهيّج الأغشية المخاطية، ويضيف سميح ان الكبريتات هي المركبات الأكثر ثباتاً للمركبات الكبريتية في البيئات الموجود بها عينات المياه الجوفية،وبالتالي تتسبب في تلوث المياه الجوفية.