يعاني البحر الميت من مخاطر كبيرة وسط شكوك حول إمكانية انقاذه |
يتعرض البحر الميت لما يشبه quot;حالة وفاةquot; سريعة للغاية، ويواجه خطر الاندثار خلال الفترة القادمة وسط اشكاليات في أي حلول قد تطرح لإنقاذه، في وقت يتراجع فيه منسوب المياه بشكل كبير للغاية.
في وقت اشتهر فيه البحر الميت باحتوائه على مستويات عالية من الأملاح، حيث توجد فيه نسب تزيد بثماني مرات عن النسب الموجودة في المحيطات. ونتيجة وجود شاطئه عند أدنى نقطة على سطح الكرة الأرضية ( 1388 قدما تحت مستوى سطح البحر) وعدم وجود منفذ، كست المعادن قاع البحر نتيجة لتبخر المياه هناك على مدار آلاف السنين. ما جعل المياه العذبة المتدفقة إلى هناك تتحول بشكل فوري إلى مياه مميتة.
لكن لم يعد يتدفق مثل هذا الكم الكبير من المياه العذبة هذه الأيام، وهذا هو السبب وراء إصابة البحر بحالة من الجفاف، بمعدل يزيد عن 3 أقدام عمودية ( متر ) كل عام ndash; وهو المعدل الذي قد يترجم على المنحدر التدريجي للشاطئ الغربي إلى 65 قدما ( 20 مترا ) من قاع البحر المكشوف. وأوضحت مجلة التايم الأميركية في هذا الصدد أن معظم الأضرار التي لحقت بالبحر قد حدثت في النصف قرن الماضي، حين وجهت معظم المياه التي كانت تصل من قبل البحر الميت إلى المزارع والصنابير.
وقالت المجلة كذلك إن نهر الأردن بات اليوم خوراً سقيماً، يرثي لحاله السياح المصابون بخيبة أمل. وقالت ميرا إدلشتاين، من جمعية أصدقاء الأرض في منطقة الشرق الأوسط quot; لقد تبدّلت الأمور، بعد أن بدأنا تحويل المياه من بحر الجليل. وفي وقت عادةً ما كان يدر فيه نهر الأردن 1.3 مليار قدم مكعب ( 37 مليون متر مكعب ) من المياه سنوياً، بات يدر اليوم 50 مليون قدم مكعب، أي 2% مما كان في الماضيquot;.
ولفتت المجلة في الإطار عينه كذلك إلى القدر الكبير من مياه البحر الذي بات يخصص للقطاع الصناعي، وهو ما عَمِل على تسريع وتيرة تراجع منسوب المياه في البحر. وفي الطرف الجنوبي من البحر، تقوم شركة quot;أشغال البحر الميتquot; بترشيح كميات كبيرة من سماد البوتاس من مياه البحر عن طريق ضخ المياه عبر قناة إلى برك تبخير ضخمة فيما كان يعتبر الحوض الجنوبي للبحر. وأعادت الشركة الإسرائيلية قدراً من المياه مرة أخرى، لكنها ممتزجة بعملية مشابهة على الجانب الأردني، وهو ما أسفر عن حدوث خسارة تامة لبحيرة تشهد حالة فعلية من التقلص.
وقالت المجلة الأميركية إن البحر الميت يتعرض الآن لحالة وفاة مذهلة، حيث تتكون فجوات صخرية ضخمة، وتنهار قشرة الأرض في وقت تتبع فيه ينابيع المياه العذبة هبوط شاطئ البحر المنحسر. وعندما تواجه المياه العذبة صخورا جوفية مصنوعة من الملح، فإنها تحللها، وتترك القشرة معرضة للانهيار، تحت وزنها.
وهي العملية نفسها التي تقتل الواحات المترفة. ونقلت التايم هنا عن أرييل كيديم، معلم في مدرسة ميدانية في عين جدي في إسرائيل، قوله :quot; بدأت تختفي الآن الواحات الكبرىquot;. ثم تحدثت المجلة عن ذلك المشروع الذي سبق وأن تم اقتراحه وهو المتعلق بشق قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت لن تقل كلفتها عن 17 مليار دولار. لكنه قوبل بالرفض بعدما قيل إن تلك القناة تهدد بإخراج البيئة الطبيعية للبحر الميت عن توازنها. بيد أن المملكة الأردنية لا تزال تراه مشروعاً جيداً، إن تم تشييد محطة لتحلية المياه على تلك القناة المزمع إنشاؤها، وبالتالي تزويد منطقة العاصمة بمياه الشرب التي تحتاج إليها بشكل ماس ( وتتكلف الكثير من الأموال ).
وعاودت إدلشتاين تقول إن نهر الأردن هو القناة الحقيقية المؤدية للبحر الميت. وأكدت التايم من جهتها ضمن هذا السياق أن إحياء ذلك النهر، الذي تعرض لحالة من الاغتيال ( على حد قول إدلشتاين ) يحتاج إلى تعاون من كل البلدان التي تستنزفه حالياً، ومن بينهم اثنان في حالة حرب من الناحية الفنية، هما إسرائيل وسوريا.
ويعد هذا التعاون شرطاً مسبقاً أيضاً لكي يتم تحويل البحر الميت إلى موقع تراث عالمي من جانب منظمة اليونسكو. وقد حذرت المجلة من احتمالية غرق ستة فنادق بحلول عام 2030، إلا إذا وافقت شركة quot;أشغال البحر الميتquot; الإسرائيلية على جرف طبقات الملح المتراكمة هناك. ومع أنها قالت إنها سوف تفعل ذلك، إلا أنها تتفاوض الآن مع الحكومة الإسرائيلية والفنادق بشأن الجهة التي سيتعين عليها تحمل فاتورة قيمتها مليار ونصف دولار ( وهي قيمة أرباحها تقريباً على مدار عام ).
التعليقات