نيروبي: ضرب الجفاف الشديد المتفاقم بسبب الفقر والصراع ما لا يقل عن أربعة بلدان في عام 2011، وهي جيبوتي وإثيوبيا وكينيا و الصومال، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الناس.

فقد اضطر آلاف الأشخاص في الصومال وإثيوبيا عام 2011 للمغامرة في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى اليمن، بينما توجه العديد من المنكوبين بهذين البلدين إلى جنوب أفريقيا، حيث واجهوا الاعتقال والإبعاد والاحتجاز.

ومن بين العديد من الابتكارات التي لجأ إليها المجتمع الإنساني لمواجهة الأوضاع في البلدان المنكوبة، شهدت الاستجابة الإنسانية في البلدان المتضررة من الجفاف في منطقة القرن الأفريقي تزايد استخدام التحويلات النقدية.

وبينما اكتسب حجم أزمة الجفاف اهتماماً دولياً، تعالت بعض الأصوات المتذمرة من عدم الاكتراث بالتحذيرات المسبقة والتعلم من المجاعات السابقة عبر محاولة تعزيز القدرات على مواجهة الصدمات المناخية التي لا مفر منها.

الصومال

عانى الصومال من جفاف صعب بشكل خاص، وأعلنت الأمم المتحدة عن انتشار المجاعة في بعض المناطق في جنوب ووسط البلاد. وأجبر الجفاف وانعدام الأمن مئات الآلاف على الفرار إلى دولة كينيا المجاورة، مما أدى إلى تضخم عدد النازحين في مجمع مخيمات داداب للاجئين المزدحم، والذي يعتبره الكثير من المقيمين فيه بمثابة quot;الوطنquot; الذي قضوا فيه معظم حياتهم.

وفي الوقت نفسه، تعرضت جهود الإغاثة داخل الصومال إلى مخاطر من جراء حظر حركة الشباب المتمردة لأنشطة عدة منظمات إنسانية، فضلاً عن عمليات النهب المتكررة لمراكز التوزيع، وكذلك التدخل العسكري لكينيا الذي كان يهدف إلى تحييد المتمردين. كما فرضت التشريعات الأمريكية الخاصة بمكافحة الإرهاب عقبات أعاقت عمل منظمات الإغاثة.

وفي أعقاب زيارة للعاصمة الصومالية مقديشو في 9 ديسمبر، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: quot;قامت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بعمل متميز على الجبهة الإنسانية، وأنقذت جهودها الجماعية الآلاف من الأرواح منذ إعلان المجاعة في شهر يوليو، ولكن الوضع لا يزال حرجاً ولا سيما في وسط وجنوب الصومال، حيث يتعرض أربعة ملايين شخص لأزمة إنسانية؛ ويواجه 250,000 منهم خطر المجاعةquot;.

وفي نهاية عام 2011، تقطعت السبل بالمحتاجين في الصومال بسبب الأمطار، وأدى تزايد انعدام الأمن في شمال كينيا إلى شن الشرطة لحملة قمعية ضد اللاجئين الصوماليين في تلك المنطقة.

كينيا

بدأ العام بدعوات للعمل من أجل تخفيف آثار الجفاف المتكرر وسط تحذيرات من أن نفوق الماشية في شمال كينيا يمكن أن يزيد بسبب تفاقم الجفاف. وعندما تفاقم الجفاف أكثر في وقت لاحق من هذا العام، تضامن المزارعون والمواطنون الكينيون العاديون معاً من أجل جمع الأموال للجياع في حملة لم يسبق لها مثيل، أطلق عليها إسم quot;كينيون من أجل كينياquot;.

وكان للجفاف تأثير الضربة القاضية على أسعار المواد الغذائية في المناطق الحضرية الفقيرة مما أدى إلى تصعيد الصراع في بعض المناطق الرعوية.

كما شهد شهر أكتوبر الماضي فيضانات أدت إلى نزوح الآلاف من الناس وقطع الطرق المؤدية إلى أجزاء من البلاد بسبب انهيار الجسور وعدم صلاحية الطرق للتنقل. وفي نهاية العام، بلغ عدد المتضررين من الفيضانات أكثر من 100,000 شخص، وتسببت الفيضانات في تقويض فرص تعافي الأمن الغذائي.

إثيوبيا

في نهاية عام 2011، تقطعت السبل بالآلاف من الفئات الضعيفة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، وكان غالبيتهم قد تضرر في وقت سابق من الجفاف (صورة أرشيفية)

شهدت بداية عام 2011 نقصاً في المواد الغذائية نتيجة لقلة الأمطار في منطقة أوروميا والأقاليم الصومالية، مما دفع الحكومة وشركاءها الدوليين لتوجيه نداء للتبرع بمساعدات إغاثة تبلغ قيمتها 226,5 مليون دولار لنحو ثلاثة ملايين شخص. وبدأت المساعدات الغذائية وغير الغذائية في الوصول في شهر مايو.

كما تم إطلاق برنامج التحويلات النقدية في شهر سبتمبر للمساعدة في الوصول إلى بعض الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر في تيغري، وهي إحدى أكثر المناطق تعرضاً لانعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا. ويهدف المخطط الأولي إلى تحويل النقود إلى الأشخاص الأقل قدرة على كسب المال.

جيبوتي

كان عدم الاستعداد الكافي للتعامل مع الجفاف من بين القضايا التي أبرزها الرئيس إسماعيل عمر غيله في مقابلة مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 27 يناير الماضي قال فيها أن quot;المشكلة في منطقتنا هي أننا لا نخطط بشكل صحيح لمواجهة ما نعرف أنه قادم. قبل أربعة أشهر، كان لدينا الكثير من المطر. وبعد أربعة أشهر، نموت من الجوع ونقص المياهquot;.

من جهته، قدم صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ 3,2 مليون دولار في شهر أغسطس لمنظمات الأمم المتحدة بهدف المساعدة في تجنب أزمة حادة بسبب الجفاف.

كما أن الجفاف والفقر دفعا بالآلاف من الأشخاص إلى المغامرة وخوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى اليمن. وحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل ما لا يقل عن 60,000 مهاجر إلى اليمن خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2011، أي ضعف العدد الذي كان قد وصل خلال نفس الفترة من عام 2010.