يتسبب نقص الوعي الصحي في العراق بالفتك بالحيوانات في العراق.

وسيم باسم من بغداد: لا يعبأ كثيرون في العراق للخطر المحدق بالبيئة بسبب أكياس النايلون، ولهذا تراهم غير مهتمين بإتباع الأساليب الصحيحة للتخلص منها بغية إعادة تدويرها.

ولعل خير مثال على الخطر المحدق من جراء رمي الأكياس في العراء، هو موت الكثير من الحيوانات والطيور بسبب تناولها.

وبحسب مربي الماشية كريم شنتاف من كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد)، تموت سنويا أعداد كبيرة من الأبقار والماشية بسبب تناول القمامة البلاستيكية.
ويورد شنتاف حادثة موت بقرة له هذا العام بسبب تناولها أكياس النايلون حيث وجدت في معدتها كتلة من اكياس النايلون التي كانت السبب في تدهور صحتها مما اضطره الى ذبحها بسرعة.

في العراء والشوارع والمزارع

وفي اغلب أسواق العراق يستهلك يوميا الآلاف من أكياس النايلون التي تجد طريقها في الغالب في العراء والشوارع والمزارع بعد انتهاء استخدامها.

وعلى جانب اغلب الطرق في العراق يلاحظ المرء أعدادا هائلة من تلك الأكياس التي تتحرك مع الرياح اذا لم تصطدم بفروع الأشجار أو شجيرات المزارع أو ارصفه الشوارع حيث تتجمع عندها.

ومما يزيد من مخاطر تلك الأكياس ان اغلب الناس تستسهل استخدامها بشكل كبير، لرخص ثمنها إضافة إلى أنها عملية في حالات التبضع في الأسواق، وتعدد وظائفها في البيت وخارجه.

ويقول الطبيب البيطري توفيق احمد من بغداد ان هذه الأكياس التي تتلاقفها الرياح بين الأحياء والمزارع، تسبب في هلاك الحيوانات والطيور.


وتنتج معامل البلاستك في العراق سنويا ملايين من هذه الأكياس، لكنها لا تجد طريقها الى إعادة التدوير الا بنسبة لا تزيد عن الواحد بالمائة.

ومن الأضرار الكبيرة التي تسببها تلك الأكياس، هو تجمعها في الأنهر، كما تجد طريقا لها الى مجاري المياه والصرف الصحي والحدائق والساحات العامة.

أكياس في جوف الحيوانات

ويقول القصاب احمد سعيد ان زملاءه يعثرون في الكثير من الأحيان على مواد بلاستيكية لاسيما أكياس النايلون إضافة إلى قطع غريبة أخرى في جوف الكثير من الحيوانات لاسيما الماشية والأبقار والماعز.

ويتحدث تاجر الأغنام رعد مطشر عن موت عدة رؤوس ماشية العام الماضي بسبب التهامها لأكياس البلاستيك وانسداد قنواتها الهضمية.

ويشير الطبيب البيطري رحيم الاسدي الى ان الامر الأخطر ان هذه الحيوانات الميتة تتحلل بينما تبقى الأكياس التي في جوفها في العراء، حيث لا تتحلل الا بعد مضي المئات من السنين كما يقول العلماء.

ويؤدي عدم تحلل أكياس النايلون الى مخاطر جمة للبيئة سعت اغلب دول العالم الى محاولة التخلص منها عبر استبدالها بأكياس بيولوجية تتحلل بمرور الزمن.

ويبيع أمين سعيد ( صاحب متجر )، المئات من اكياس النايلون يوميا، كما انه عجز عن اقناع الناس بضرورة عدم رميها في العراء حول متجره. ويتابع : غالبا ما تستخدم هذه الأكياس لمرة واحدة، ثم ترمى في العراء. او تخلط مع أنواع أخرى من القمامة.

وبحسب عادل كامل، الخبير البيئي في بلدية بابل فان المشكلة لن تحلها الأجندة الحكومية مهما أوتيت من وسائل وان الأمر يحتاج الى مساعدة المواطنين للعمل على إنجاح المشاريع الخاصة بالتخلص من القمامة واعادة التدوير.

وبينما كانت الأكياس تقتصر وظيفتها على التسوق في اغلب الحيان منذ سنين، لكنها اليوم اكثر ارتباطا بالحياة اليومية من السابق.
وتقول سهام حسام ( مدرسة ) ان اكياس النايلون اليوم حاجة ملحة في كل شؤون البيت، مثل حفظ المواد الغذائية في الثلاجات وحفظ الخبز، والفواكه والخضار.

أكاسيد وسموم

وعلى الطريق الممتد جنوب بغداد باتجاه الديوانية لا تكاد تخلو شجيرات من أكياس دفعتها الريح باتجاهها. وينطبق الأمر على أسيجة الطرق والأعمدة والمزارع.

وبحسب المهندس الكيماوي رؤوف حسين فان حبيببات البولي إتيلين ذات الأصل النفطي تعد المادة الرئيسة لإنتاج أكياس النايلون، و تتفاعل الحبيببات مع السلع الغذائية لتنتج أكاسيد وسموم.

والحق التطور العالمي أضرارا كبيرة بالبيئة بسبب نتائجه العرضية، ومن ذلك أكياس النايلون التي حلت محل أكياس الورق التي كانت أكثر رفقا بالبيئة.

وفي باطن الأرض تسبب مخلفات الأكياس تلوث المياه الجوفية، حيث تتغلغل مع مياه الأمطار، الى جوف الأرض.

ويدعو بموجب ذلك حسين أما العودة إلى أكياس الورق آو استخدام أكياس نايلون قابلة للتحلل.

ويقول الطبيب كاظم شاكر ان تأثير أكياس النايلون لا يتعلق بالبيئة الخارجية فحسب بل في داخل جسم الإنسان حين يتفاعل الطعام مع (البولي إتيلين) مسببا السرطان.

وتحرق البلديات في العراق سنويا آلاف الأطنان من القمامة الحاوية على المواد البلاستيكة بينها الأكياس.

لكن هذا ليس حلا - بحسب حسين - حيث يقول ان الحرق يتمخض عنه الكثير من المخلفات الضارة بالبيئة وصحة الانسان على حد سوا، بينها غازات سامة ومواد مسرطنة مثل مادة الديوكسين.