كشفت دراسة حديثةأن حجم المخلفات النباتية والحيوانية بمصريصل إلى 35 مليون طن، معظمها لا يتم تدويرها وتتسبب في مشاكل بيئية وصحية.

فتحي الشيخ من القاهرة: كشقت دراسة حديثة صادرة في مصر عن استغلال المخلفات في مصر، أن حجم المخلفات الزراعية بنوعيها النياتي والحيواني التي لا يتم تدويرها يصل إلى 21 مليون طن سنوياوتؤدي إلى جانب اضرارها البيئية والحيوانية إلى اهدار 4.6 مليار جنيه سنويا، وجاء بالدراسة، ان اكثر من نصف المخلفات النباتية لا يتم الاستفادة منها، وان ربع المخلفات الحيوانية فقط الذي يتم الاستفادة منها.

واوضحت الدراسة التي اعدها المركز القومي للتخطيط في مصر، أن حجم المخلفات الزراعية فى مصر التي تضر البيئة تصل إلى 35 مليون طن سنويا، منها حوالي 23 مليون طن مخلفات نباتية، يستفاد من حوالي 11 مليون طن منها ويفقد 12 مليون طن، ويصل حجم المخلفات الحيوانية 12 مليون طن سنويا يستفاد من حوالي 3 ملايين طن منها، ويفقد 9 ملايين طن، أي إن الفاقد من المخلفات الزراعية بنوعيها يصل إلي 21 مليون طن سنويا لا يتم التخلص منها بطريقة آمنة، مما يؤدي إلي تلوث البيئة الزراعية وإلي أضرار صحية للمواطنين وإلى إهدار مبلغ قد يصل إلي حوالي 4.6 مليار جنيه سنويا إذا تم تدوير هذه المخلفات.

وأشارت الدكتورة ولاء إسماعيل المشرفة على الدراسة، إلى قيام الدراسة على حصر المخلفات النباتية مثل حطب القطن وقش الأرز وحطب الذرة الرفيعة وعروش بنجر السكر وعروش الطماطم وغيرها من المخلفات النباتية، بالإضافة إلي المخلفات الحيوانية الناتجة عن الحيوانات المزرعية، وأن ما يتم تدويره لا يتجاوز 12% فقط من هذه الكمية بنيما يتم التخلص من ملايين الأطنان الأخرى إما بحرقها أو بإلقائها في الترع والمصارف، في حين انه يمكن الاستفادة من تدوير المخلفات الزراعية بطريقة صحيحة في إنتاج غذاء للإنسان متمثل في عيش الغراب، علف للحيوانات، إنتاج السيلاج، البيوجاز، السماد العضوي، تصنيع لب الورق، والخشب الحبيبي سواء من المخلفات النباتية أو الحيوانية والسمكية.

تدوير المخلفات هو مصدر للثروة كما يؤكد الدكتور بهجت محمود أستاذ تدوير المخلفات في معهد البحوث الزراعية في مصر، والذي تحدث عن أن المخلفات عبارة عن ثروة مهملة يجب التخطيط لاستغلالها بشكل لائق مشيرا إلى ان حجم الاستثمار في تدوير المخلفات في دولة مثل الولايات المتحدة يصل إلى 28% من حجم الاستثمار الصناعي وفي دولةمثل المانيا يصل إلى 35%، في حين ان الاستثمار الاجمالي في تدوير المخلفات بجميع الدول العربية يبلغ 20 دليون دولار فقط.

وأضاف بهجت هذه الثروة المهدرة انعكس حالها في مصر لتصبح كارثة بيئية شديدة، وذلك بسبب التخلص منها، حيث يمثل قش الأرز والقمح مصاصة القصب وحطب الذرة والقطن النسبة الأكبر في هذه المخلفات،وهذه المخلفات يتم التخلص منها عادة عن طريق الحرق بما يشكل تهديد شديد للبيئة، في حين انه يمكن استغلال هذه المخلفات لعلاج العديد من المشاكل في مصر، حيث يستخدم في انتاج الاسمدة، الاعلاف، الطاقة، ومواد البناء.