تشتهر محافظة جنوب سيناء في مصر بالعديد من عيون المياه الكبريتية التي تستخدم كمزار سياحي علاجي على مستوى العالم.


فتحي الشيخ من القاهرة:
هرب نبي الله موسى بقومه من الفرعون عبر جزيرة سيناء، واشتد بهم العطش، ليستسقي quot;موسيquot; لقومه وتنفجر اثني عشر عين، في منطقة كانت من اكثر مناطق سيناء قحولة، لتتحول هذه المنطقة منذ هذا التاريخ وحتي الآن، إلى أغني مناطق بعيون المياه، وهي جنوب سيناء الواقعة على خليج السويس من ناحية الغرب وخليج

العقبة من ناحية الشرق، حيث تتعدد عيون المياه منها ما يستخدم للشرب ومنها الكبريتية الطبيعية الاستشفائية، منها ما اكتشف قبل نحو 5000 عام تقريبا وتصل الحرارة بها إلى 75درجة مئوية، مثل عيون موسي وعين وادي تراقي وعيون فرعون ومجموعات كثيرة من العيون المنفردة مثل عين وادي وردان التي تصل درجة حرارة المياه بها إلى 200 درجة مئوية.

عرفت المنطقة منذ عهد المصريين القدماء والنبي موسى، يقصدها السياح، حيث تتمتع المنطقة بسواحلها الرملية، ومياهها الهادئة. وبها أيضا العديد من عيون المياه المعدنية المتميزة والفريدة كما يؤكد الدكتور محمد وحيد الخبير البيئي، وهو ما يوضحه بقوله: هناك عيون موسى التي تتميز مياهها العذبة بتوافر بعض الأملاح المعدنية التي لها صفات علاجية خاصة، كأملاح الصوديوم والماغنسيوم التي تلعب دوراً كبيراً في علاج أمراض الكلى والجهاز البولي. وذاعت شهرة عيون موسى التاريخية منذ العصور القديمة، لارتباطها بقصة نبي الله موسي من ناحية، ومن ناحية أخرى لاستخدمها كمنطقة للحجر الصحي في العصور الوسطي، للحجاج القادمين من الأراضي الحجازية قبل الدخول إلى السويس والقاهرة، وتتمع عيون موسي بمياه كبريتية بها معادن مختلفة، أهمها الصوديوم والماغنسيوم، وتصل درجة حرارتها إلىrlm;37rlm; درجة مئوية على مدار العام مشيرا إلى إن عنصر الصوديوم يساعد على سرعة التئام الجروحrlm;،rlm; كما أن الماغنسيوم يساعد خلايا الجلد على استعادة لونها الطبيعي وله تأثير قوي في علاج الأمراض الجلدية المختلفة كالبهاق والصدفية والزوائد الجلدية.


وهناك حمامات فرعون المميزة حيث تتدفق مياه الحمام الغنية بالكبريت والفسفور من خمس عيون تصب في حمام على شكل حوض محاط بمبنى، وهي مياه غير صالحة للشرب لارتفاع نسبة الكبريت بها وتتدفق المياه من كهف يمتد داخل الجبل لـ 25 متر وتكون درجة حرارة المياه 75 درجة مئوية، ويمكن الاستفادة منها في علاج الامراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وخشونة الركبة وآلام العمو دالفقريrlm;،rlm; كما تحظي جنوب يناء بعين اخري للمياه الكبريتية الدافئة تقع علي بعدrlm;20rlm; كم من مدينة رأس سدر بالقرب من منطقة وادي غرندل ويمكن الاستفادة منها في علاج آلام المعدة والقولون وعسر الهضم وقرحة المعدة والبطن من خلال تناول كميات منهاrlm;.rlm;


ويضيف أحمد دردير، أحد أبناء المنطقة عين اخرى في وادي وردان بمنطقة راس سدر يكاد لا يعرفها سوي أبناء المنطقة وتصل درجة الحرارة المياه فيها إلى 200 درجة مئوية، وتندفع من باطن الأرض في حالة فوران وبخار الماء المحمل برائحة الكبريت ينتشر في الهواء، وتجري المياه بعد خروجها في قناة حفرتها لنفسها طولها 100متر حتى تستقر في منخفض عمقه حوالي 2 متر ومساحته لا تقل عن 150 متر2، وتتراوح كمية المياه التي تخرج من العين بـ 20 متر مكعب من المياه يومياً.

تأثير العلاج بالمياه الكبريتية يوصحه لإيلاف، الدكتور محمد عبد القوي أحد العاملين بمركز للعلاج بالمياه الكبريتية بمنطقة حلوان قائلا: quot;الحمامات الكبريتية الحرارية مناسبة تماماً لعلاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية والجلديةquot;. وذلك لعدة أسباب أهمها تأثير دفء المياه، الذي يزداد بفعل كبريت الهيدروجين، مشيرا إلى إن الاستحمام بمياه العيون الكبريتية يعمل على استرخاء العضلات وتصبح الأنسجة في الجسم أكثر مرونة وتتسع الأوعية الدموية وتزيد نبضات القلب وعملية التمثيل الغذائي (الأيض)، هذا بجانب، ان هذه المياه تستخدم في علاج أمراض أمراض تآكل المفاصل والعمود الفقري وبينها مشكلات الانزلاق الغضروفي (الديسك) والتهاب الفقرات الروماتويدي وأمراض الالتهابات الروماتزمية وآلام العضلات، بالاضافة إلى ذلك يتم أستخدامها بنجاح في علاج الإكزيما والالتهاب الجلدي العصبي، ويشير عبد القوي إلى اختلاف كل عين عن الاخري في المحتوي الموجود بها من المعادن، وبالتالي كل عين يمكن أن تستخدم في علاج امراض تختلف عن الأخرى.