تشكل حقول الصبار وسيلة تبريد في الصحراء المغربية إضافة لمنافعها الاقتصادية.
أحمد عباس من الصحراء المغربية: للطبيعية آلية عمل شاملة ومنظمة، من بينها خاصية التوازن البيئي التي تحمي الحياة من مخاطر الاختلال الطبيعي، وتساعد الإنسان على الإستفادة من مميزاتها، ومن المؤسف تجاهل هذه الخاصية الذاتية للطبيعة وعدم التعايش معها، في هذا الحال ينشأ الصدام ملقياً تبعات وخيمة مثل مشكلة طبقة الأوزون وشحة المياه والتصحر.
يشعر المرء بتلطيف الجو وبرودة الهواء على الرغم من المناخ الصحراوي القاسي، عندما يقترب من حقول الصبار الشاسعة في منطقة quot;تدركيتquot; الواقعة ضمن الحدود الجغرافية لجماعة quot;راس اومليل، بالصحراء المغربية. تمتد مساحات الصبار الشاسعة في حقول تغطي الوديان والكثبان الرملية، على هيئة مناطق خضراء طبيعية، تعطي للمنطقة شخصية واحة طبيعية كبيرة. يقول السيد حمادي بو صلعة فاعل جمعوي ومهتم بقضايا البيئة : quot; ينوجد الصبار في 700 نوع في الطبيعة، منها 4 نوع في منطقة quot;تدركيتquot;، وتعتبر حقول الصبار عامل مهم في التوازن البيئي، وثمة محاولات جادة للاستفادة من الصبار صناعياً، باستخلاص الشامبو والدهونquot;.
ينمو الصبار في مستعمرات كثيفة متعايشاً مع نبتة quot; الدغموسquot;، يبدو هذا التعايش مصيرياً لا مفر منه لكليهما. اذ تقول الخبرة المحلية ان الصبار لا يعيش من دون النبتة هذه. في تجربة مشتركة مع المكسيك التي تشتهر بالصبار بأنواع كثيرة، استضافت عمالة إقليم quot;طنطانquot; بعض الخبراء الزراعيين المكسيكيين في العام 2003، الذين قدّموا ورشات عمل زراعية حول كيفية الاستفادة من الصبار في الطبيعة وفي التصنيع. مثلاً، عمل سلطات غذائية من الصبار، ودهون للتدليك، كما قامت وزارة الفلاحة المغربية في حملة لزراعة وتكثير الصبار وللأسف لم تنجح بسبب عدم معرفة خاصية زراعة الصبار وتجاهل الساكنة لهذه النبتة وانتهاك الماشية لهذه الحقول. توفّر حقول الصبار غطاء بيئياً في خاصية الحزام الأخضر. يقول السيد اسلامة ماء العينين الهامل، الكاتب العام في بلديةquot;طنطانquot;. ان الصحراويين يثمنون نبتة الصبار مرتبطين بها اجتماعياً وروحياً، إذ تقام المهرجانات السنوية وسط حقول الصبار في فصل الصيف، فتجتمع العوائل، وتزداد أواصر الصداقة المشهورة أصلاً في التقاليد الصحراوية، ويعتبر الصبار محميّة طبيعية ذات فوائد جمّة على تلطيف المناخ الصحراوي القاسي، كما له منفعة اقتصادية كبيرة، ما يساعد في تنشيط السوق المحلي، وفي خلق فرص عمل. وفعلاً، أرتفع سعر الصبار بعد معرفة فوائده من قبل الشركات العالمية. يجب العمل معاً محلياً ودولياً على تسويق الصبار بشكل صناعي يعود بالفائدة على الساكنةquot;. يستخلص العسل الممتاز من أزهار نبتة quot;الدغموسquot; الصحراوية، والتي تعيش قرب الصبار في وحدة بيئية رائعة، في مثال للتوازن الطبيعي، وهو عسل ذو فوائد صحية كثيرة. وتقديراً للصبار، يقوم الصحراويون بتسيّج مستعمرات الصبار منعاً للماشيىة التي تسبب تدميره. كما تعيش السناجب هناك، وطيور الحجل، وبعض الحيوانات والطيور البرية المهدّدة بالانقراض نتيجة الصيد الجائر.
أحمد عبّاس من quot;تدركيتquot; بالصحراء المغربية
التعليقات