عبر عقد من وزارة الصحة في واشنطن بقيمة 35 مليون دولار
شركة أميركية تُصنّع أول دُفعَة من لِقاح إنفلونزا المكسيك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تمكنت شركة أميركية من إنتاج أول دفعة من اللقاح المضاد لمرض إنفلونزا المكسيك المعروف إختصارًا بـ A/H1N1 ، وذلك بعد أن حصلت أول أمس على عقد بقيمة 35 مليون دولار لتطوير لقاح جديد لمرض الإنفلونزا بإستخدام تكنولوجيا خلايا الحشرات. وقال دان آدمز، الرئيس التنفيذي لشركة العلوم البروتينية بولاية كونيكتيكت الأميركية:quot; لقد نجحنا الأسبوع الماضي في إنتاج أولى دفعاتنا من جرعات اللقاح ndash; وهي نحو مئة ألف جرعة ndash; ضد مرض إنفلونزا المكسيك، ونحن الآن مستمرون في تصنيعه quot;.
وكانت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية قد أعلنت قبل يومين عن أنها منحت شركة العلوم البروتينية عقدًا بقيمة 35 مليون دولار، وهو العقد الذي قد يُمدد لمدة خمس سنوات أخرى لتبلغ قيمته 147 مليون دولار. كما قالت وزيرة الصحة الأميركية quot;كاثلين سيبليوسquot; في بيان صحافي إن تكنولوجيا خلايا الحشرات quot; قد شهدت تطورًا خلال السنوات الأخيرة إلى الحد الذي يجعلنا نعتقد بأنها تساعد في تلبية الزيادة في الطلب على العقار الأميركي بالنسبة إلى الإنفلونزا الوبائية والموسميةquot;. وقد سبق لمنظمة الصحة العالمية أن أعلنت عن تحول مرض إنفلونزا الخنازير الذي ظهر أولا ً في المكسيك إلى وباء، وقد تسبب حتى الآن في وفاة 231 شخصًا حول العالم، كما أنه أصاب ما يزيد عن 52 ألف شخص في 100 دولة. ومع بدء انتشار السلالة الجديدة من المرض، سارع العلماء حول العالم لتطوير سلالة بذور، وهي أولى الخطوات اللازمة لتطوير أحد العقاقير إما باستخدام بيض الدجاج أو خلايا الثدييات ndash; وهي الطريقة التي تُنتج من خلالها معظم العقاقير الدوائية.
وقد حذر الباحثون في الوقت ذاته من احتمالات تحول الفيروس أثناء موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الجنوبي قبل العودة للشمال في هيئة أكثر فتكًا خلال فصل الخريف، وفي صورة نمط مماثل لهذا الفيروس الذي ظهر أثناء جائحة الإنفلونزا المميتة التي وقعت في عام 1918، وتسببت في قتل عدد يتراوح ما بين 20 إلى 50 مليون شخص في مناطق عدة حول العالم. وقد نجحت شركة العلوم البروتينية في تصنيع العقار العلاجي الجديد عن طريق إصابة خلايا اليسروع caterpillar cells بالفيروسة العصوية baculovirus الحاملة للجين المسؤول عن إنتاج بروتين هيماجلوتينين، هذا الجزيء الذي يلتصق من الخارج على سطح فيروس الإنفلونزا.
وقالت وزارة الصحة الأميركية في بيان لها: quot;عن طريق استخدامنا لتلك الطريقة، قد تصبح اللقاحات المرشحة، والمجموعات البحثية السريرية، وعملية إنتاج اللقاح ذات النطاق التجاري، متاحة بشكل أسرع عن طريق استخدام الأساليب التقليدية لإنتاج اللقاحquot;. وهنا، عاود آدمز ليؤكد على أن تلك الطريقة الجديدة لا تحتاج إلى سلالة بذور من أجل تطوير اللقاح، وأضاف: quot;في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع الحصول على سلالة بذور، قمنا بالعمل مع الشفرة الجينية للفيروس. وقد قامت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإرسال فيروس ميت لنا، وهو فيروس آمن تمامًا، ثم قمنا باستخلاص المعلومات الجينية للفيروس. ويمكننا الآن أن نقوم بتصنيع الكثير، بصورة أسرع من الطريقة التي سيتعين فيها على الأشخاص الانتظار لسلالة البذورquot;.
وواصل آدمز حديثه بالقول: quot;تتميز تكنولوجيا العلوم البروتينية أيضًا بأنها أكثر أمانًا لأن اليسروع لا تجمعه أي علاقة بالأشخاص أو بباقي الحيوانات، لذا لا توجد فرصة لخلاياهم كي تتعلم كيفية نشر الفيروسات البشريةquot;. وبموجب شروط المنحة التي تم تقديمها لشركة العلوم البروتينية، فإنه في حالة ثبوت فاعلية وأمان تكنولوجيا خلايا الحشرات الجديدة، سيتوجب على شركة minnow الصيدلانية، التي يعمل بها 50 موظفًا فقط، أن تقوم برفع قدرتها التصنيعية في الولايات المتحدة لتوفير العقار النهائي في غضون 12 أسبوع من بدء اندلاع الوباء. وسيتوجب عليها أيضًا إنتاج 50 مليون جرعة على الأقل من لقاح الإنفلونزا في غضون ستة أشهر من بداية الوباء.
وأشار آدمز أيضًا إلى أن الأمر لا يجب أن يتحول لمشكلة، لأن تصنيع اللقاح باستخدام خلايا الحشرات من الممكن أن يتزايد بشكل سريع وسهل لأنه لا يتطلب المصانع المتخصصة نفسها واللازمة لإنتاج اللقاح باستخدام البيض أو خلايا الثدييات. وأضاف :quot; يمكننا تصنيع مرافق الإنتاج التي تصنع الأجسام المضادة الأحادية، التي تمثل فئة كبيرة من المنتجات مع قدرة تصنيع هائلة حول العالم. وقد يصبح العقار الجديد المضاد لإنفلونزا المكسيك الذي قامت بتصنيعه شركة العلوم البروتينية متاحا ً على الفور ، إذا ما قامت وكالة الغذاء والدواء FDA بإصدار إذن باستخدامه في حالات الطوارئ، كما سبق لها وأن فعلت مع عقار إنفلونزا الطيور الذي طورته شركة آدمز.
وعلى صعيد متصل، قالت شركة نوفارتيس السويسرية لصناعة الأدوية، التي منحتها الحكومة الأميركية 289 مليون دولار للمساعدة في تطوير عقار مضاد لفيروس A/H1N1 ، أنها كانت على وشك البدء منذ ما يقرب من أسبوعين في التجارب ما قبل السريرية - وتجارب في المختبر وعلى الحيوانات - على أول دفعة تنتجها من عقار إنفلونزا المكسيك الجديد. كما قالت شركة سانوفي- باستور الفرنسية أنها تأمل في أن تحصل على جرعات للقاح إنفلونزا المكسيك الذي يكون جاهزا ً للتجارب الطبية في غضون أسابيع، بينما قالت شركة أديمون التايوانية أنها تتوقع إكمال تجاربها الطبية على لقاح إنفلونزا A/H1N1 خلال شهر أيلول / سبتمبر المقبل.
التعليقات