ميرفت ابو جامع من غزة: اللعب والالتحاق بالمدرسة وارتياد البحر والملاهي، احلام صغيرة تبدو عادية وواقعية لطفلة بعمر نور الزبدة من شمال قطاع غزة، ولكنها شبة مستحيلة لطفلة غزاوية تعيش معاناة نور ذات الثمانية أعوام. ام مهند الزبدة والدة نور تقول :quot; لا نستطيع تحقيق احلام نور، هذا الامر لا يتعلق بعدم امتلاكنا للمال، وان كنا نعيش بضيق الحال، وانما تفهم المجتمع لوضع طفلة بحجم نور التي يبلغ وزنها 85 كيلو جرام وهو اضعاف اضعاف وزن أقرانها، وتضيف :quot; تحلم نور ان تدخل بالمدرسة كل محاولاتنا باءت بالفشل، اذ اننا قمنا بتسجيلها في كافة مدارس قطاع غزة، الحكومية فلم تقبل بها اي مدرسة، لشكلها الذي يثير السخرية من ناحية ونظرات الشفقة والعطف من ناحية اخرى. وتزيد بالم :quot; كان يطلب منا في كل مرة ان نوقع تعهد لادارة المدرسة بان نتحمل كافة المسؤولية اذا اصيبت ابنتنا نور بسوء، احدى المدارس عندما علمت بحالة نور قبلت بتسجيلها، الا انه لحساسية ابنتي الكبيرة وبشكل غير طبيعي تركت المدرسة خوفا من تعرضها لاهانات وسخرية الطلاب والطالبات، سجلناها بمدرسة للمعاقين ولكنها تركتها لانها لم تستطع التأقلم هناك quot;.
ويعمل والد نور كمؤذن باحد المساجد نظير مبلغ زهيد لا يتعدى 500 شيكل شهرياquot; 120quot; دولار quot;وهو بالكاد يفي باحتياجات 10 افراد بالاسرة ، لولا اهل الخير من الامارات الذين تولوا الصرف على علاجها قبل 8 اعوام، الا ان الأزمة الاقتصادية اثرت على دخل هؤلاء فتوقفوا قبل 3 أشهر عن مساعدتها .
وتبدو الطفلة نور مع السمنة اكبر من عمرها باعوام كثيرة وبمعاناتها تتحدث كشيخ حفر الزمن فيه اوجاع كبيرة quot; نفسي العب مثل الاطفال ويكون لي صديقات كثيرات وادخل المدرسةquot; ، تمسح وجهها بحزن طفولي :quot; حرموني من المدرسة ومن اللعب نفسي انحفوكون جميلة quot; ،
قصة نور بحسب ما ترويها والدتها، quot; حتى عام وثلاثة اشهر من ولادتها كانت طبيعية، ولا تعاني من اي مشاكل او امراض ولها العديد من الصورة وهي صغيرة تؤكد ذلك .
وتضيف :quot; بعد ولادتها قيصريا عانت من نهجة في صدرها، ذهبنا بها إلى مستشفى في غزة كانوا يعطوها علاج اسمه quot;الكرتزونquot; في الوريد، وتوقفوا عن ذلك فجأة بعد عامها الاول ، بعدها اخذ جسمها ينتفخ بشكل غير طبيعي quot;.
وتواصل :quot; عندما أجرت لها الفحوصات، لم يعرفوا أسباب المرض حتى الآن , سافرنا فيها في الحرب على مستشفى اسرائيلي quot; اسمه quot; تل شوميرquot;هناك استخدموا معها نظام رجيم قاسي رغم تحذري لهم من أن نقص الطعام سيؤدي إلى انخفاض الدم, وبالفعل لم ينقص من وزنها الا نصف كيلو ،واصبح دمها نسبته 7 فقط،
وأجرينا الفحوصات في المستشفى وجلسنا هناك لمدة ثلاثة أسابيع ننتظر الفحوصات لكننا لم تحصل على فحص الجينات الوراثية، أجرينا قبل ذلك ولكن طعنت فيه مستشفى النصر وقالت تنظر الام الى طفلتها التي تراقب حديثا باهتمام وتضيف :quot; أجرينا لها فحص الجينات الوراثية في غزة، ورفضت المستشفى بغزة ان تربط مرضها بذلك قائلة، لو كان العيب في الجينات الوراثية لم تكن نور بهذا الذكاءquot;.
بقلب يائس تكمل والدتها الخمسينية:quot; نعيش في دوامة لا نعرف حل لمرضها ، فوزنها يزداد يوما بعد يوم، رغم ان أكلها طبيعي وهو عبارة عن خبز أسود وسلطات فقط، ولا يوجد لديها شراهة في الأكل.
نور مستعدة لان تمتنع عن الطعام حتى ينقص وزنها، هكذا أقسمت للأطباء الاسرائيليين، الا ان مرضها يحول دون تحقيق حلمها تقول والدتها :quot; عملت طفلتي روجيم لمدة شهرين لكنها لم تستفيد , وحين عدنا من (إسرائيل) أخذت تصرخ وتبكي لا أريد أن أعود لغزة إلا وأنا ضعيفة مثل البنات بسنيquot;.
الطفلة نور حين حرمتها السمنة من المدرسة والشارع والصديقات، فانها تعوض ذلك بان تتعلم الحروف والارقام بالمنزل وتقضي وقتها برسم الورود والحياة الجميلة التي تعاملها لشكلها بكل قسوة quot;.
الخروج الى الشارع ومواجهة الناس يشكلان تحديا كبيرا امام طفلة بحساسية نور فهي مرة تنعت بدبة أومعاقة او منغولية ،وتقول والدتها quot;: كلما نزلت نور للشارع فانها تلقفها نظرات الشفقة او السخرية من الاطفال في سنها والكثيرمنهم ينعتونها بقول يا quot;دبهquot; مما يثير حزنها ويتعب نفسيتها ويجعل من عزلتها وسيلة لتحاشي الاصطدام بنظرات الناس القاسية .
تنظر والدتها الى طفلتها وهي تداعب عرائسها وتقول :quot; عندما ذهبنا لنسجلها في إحدى مدارس الوكالة شاهدت الأطفال يلعبون في المخيم وكانت ترغب بأن تذهب لتلعب معهم لكن لسوء الحظ لم يرغبوا في تسجيلها, حتى إذا نزلت من بيتها تخشى أن يشتمها الأطفال وتتعب نفسياً.
في كل يوم يزداد وزن نور يشكل خطورة عليها، فهي تتنفس بصعوبة ، ولا تستطيع الجلوس على الارض وتنام على 3 وسائد ،فضلا عن انها لا تجد مقاسات من الملابس لحجمها الكبير وتحتفظ بصديقة واحدة.
وبحسب والدة نور فان علاجها ليس مستحيلا، وان كان يحتاج الى مبالغ مالية كبيرة، معربة عن املها في ان يتبنى اهل الخير في فلسطين والدول العربية اجراء عملية لها كما تشاهد على قناة MBC ،وتضيف :quot; كثير من الحالات مثلها ،استطاعوا أن يتجاوزا هذه المشكلة ويعودوا إلى وزنهم الطبيعي، ابنتي ذكية أجرينا لها اختبار ذكاء ووصل ذكاؤها إلى نسبة 75%quot;.
- آخر تحديث :
التعليقات