أظهر استطلاع حكومي أميركي أن مراهقي اليوم والراشدين الشباب أقل نشاطا في مجال الجنس من الأجيال القليلة التي سبقتهم منذ ستينات القرن الماضي، وهذا ما حفز على بروز نظريات عديدة تحاول تفسير هذه الظاهرة. فبعض الخبراء عزوا ذلك إلى أن هذا الجيل قد يكون أكثر حذرا من سابقيه وأكثر دراية بالأمراض الجنسية المعدية. أو ربما يكون التشديد على التقشف خلال العقد الماضي ذا تأثير ما على الشباب. أو لعلهم مشغولون فقط.

قالت آبي كينغ من مدينة كيندسايل في ولاية الينوي لمراسل مجلة quot;تايمquot; إن الجنس لا مكان له في حياتها اليومية، فهي في سن السابعة عشرة سباحة منافسة وتبدأ حياتها الساعة الخامسة صباحا وتذهب الى الفراش الساعة العاشرة والنصف مساء، بعد السباحة والمدرسة ورفع الأثقال والجري ثم القيام بسباحة إضافية والواجب المنزلي والعمل التطوعي لتدريب الكلاب المخصصة لخدمة المعاقين.
واستندت الدراسة التي نشرت الخميس الماضي على مقابلات جرت مع 5300 شاب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة. وأظهرت أن نسبة أولئك الذين قالوا إنهم لم يمارسوا أبدا أي نوع من الجنس سواء كان فميا أو مهبليا أو إستيا خلال العقد الماضي قد ارتفع من 22% إلى 28%.

وعلق بيل البرت رئيس برنامج quot;الحملة الوطنية لمنع حمل المراهقات وغير المخطط لهquot; قائلا إن quot;الكثير من الآباء والراشدين ينظرون إلى المراهقين والجنس باعتبارهما عنصرين غير قابلين للتمييز. فهم يظنون أن الأمور سيئة وتسير نحو الأسوأquot;. لكن زيادة عدد الممتنعين عن الجنس بين المراهقين والشباب الصغار لا يشكل سوى نسبة متواضعة حسبما تقول عالمة الصحة انيانا تشاندرا من quot;مركز السيطرة على الأمراض ومنعهاquot;، مع ذلك فهي مهمة.

ويبدو أن التربية الجنسية الشاملة بضمنها الامتناع عن الجنس وتعليم مهارات استخدام موانع الحمل والجنس الأكثر سلامة، لم تختف خلال سنوات الرئيس السابق بوش، حسبما قالت اليزابيث شرودر المديرة التنفيذية quot;أنسرquot; المنظمة الوطنية للتربية الجنسية في جامعة روتغيرس.
وأضافت: quot;نحن ضاعفنا من جهودنا وهذا ما ترك تأثيرا على هذه الإحصائياتquot;.

وقال طالب الثانوية سام دركون، 17 سنة، والساكن في مدينة برينستون بولاية نيوجيرسي مؤكدا هذا الرأي: quot;أظن أن التربية الجنسية قد أزالت تلك الفكرة القائلة بأنك شخص لا يغلب. فهناك دائما ذلك الخوف من احتمال وقوع أمر مغلوط مما يؤول إلى نتائج تخرب مستقبلك بالكاملquot;.