أعلن فريق دولي من العلماء توصلهم الى حبة "ذكية" قالوا أنها أكبر اختراق طبي خلال السنوات الثلاثين الماضية. وأشار العلماء الى ان الحبة التي ستكون متاحة في بريطانيا خلال أشهر ، تطيل حياة مرضى السرطان عدة سنوات وتقلل خطر الوفاة بأشد اشكال سرطان الجلد فتكا بنسبة 63 في المئة.

أظهرت الاختبارات ان الحبة الذكيةتنقذ مرضى مصابين بسرطان الخلايا الصبغية أو quot;الميلانوما الجلديةquot; ، الذي يميت عادة بعد ثمانية أشهر على تشخيص الاصابة إلا في حالات قليلة. ولكن المرضى الذين تناولوا الحبة الذكية في اطار الاختبار عاشوا سنوات ، وفي حالة واحدة على الأقل ما زال المصاب حيا بعد خمس سنوات ويبدو انه تعافى أيضا. وتحسنت حالة بعض المرضى في غضون 72 ساعة.

وكانت النتائج مشجعة حتى ان الباحثين شعروا ملزمين أخلاقيا بإعطاء الحبة الجديدة التي تسمى فَميورافنيب vemurafinib الى جميع المرضى وليس المشمولين بالاختبار وحدهم.
وقال رئيس فريق الباحثين البروفيسور ريتشارد ماريس من معهد ابحاث السرطان في بريطانيا ان هذا أكبر اختراق في علاج سرطان الخلايا الصبغية أو الميلانوما الجلدية منذ أكثر من 30 عاما.

وأكد الدكتور جيمس لاركن الذي قاد فريق البحث في بريطانيا ان نتائج الاختبار تمثل بلا أدنى شك انعاطفة في علاج المرض.
واعتبر الباحث الاميركي الذي شارك في الاختبار ان الحبة الجديدة quot;خطوة ضخمةquot; في علاج المرض.

وبخلاف العلاج الكيمياوي التقليدي الذي يقتل الخلايا السليمة أيضا فان العقار فميورافنيب لا يستهدف إلا الخلايا السرطانية. وبالتالي تكون الآثار الجانبية أقل بكثير ، مثل سقوط الشعر والغثيان اللذين يرتبطان عادة بالعلاج الكيمياوي.

وأُجري الاختبار على 675 مريضا مصابين بسرطان الجلد الذي لا يمكن علاجه بجراحه. وأُخضع نصفهم للعلاج الكيمياوي وأُعطي النصف الآخر حبة فميورافنيب واحدة كل يوم. وبعد ثلاثة أشهر هبطت احتمالات الوفاة من جراء المرض بنسبة 63 في المئة بين المرضى الذين تناولوا الحبة الجديدة وظهرت بوادر تحسن بين 48 في المئة منهم.

ويُعد سرطان الخلايا الصبغية أو الميلانوما الجلدية ثاني اشكال السرطان انتشارا بين البالغين الشباب في بريطانيا. وتضاعف عدد الاصابات به 4 مرات خلال ربع القرن الماضي. ويُشخَّص المرض لدى 10 آلاف شخص سنويا يتوفى منهم 2000 مصاب.