بيروت، وكالات: فيما كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يبدي إطمئنانه quot;لاستمرار أجواء الإنفتاح والإتصالات بين الأفرقاء كان quot;حزب اللهquot; على لسان الوزير محمد فنيش يحذر من أن quot;الحديث عن تخفيض سقف المشاركة يعني إدخال البلد في أزمةquot;، جازمًا بأن أي حكومة quot;لا يمكنها أن تبصر النور إلا على أساس الشراكةquot;.

وعلى بعد يومين من إنطلاق الإستشارات النيابية الملزمة، برز موقف لرئيس تكتل quot;لبنان أولاًquot; النائب سعد الحريري رد فيه على التصريحات التي تؤكد أنها لا تريد أن تسميه رئيسًا مكلفًا لتشكيل الحكومة قائلاً: quot;أنا لم أطلب شيئًا من أحد، ومن لا يريد تسميتي فهذا شأنه.. أنا لا أستجدي الأفرقاء السياسيين لتسميتي، فهناك قناعات في البلد، ومن هو مقتنع بأن يكون سعد الحريري رئيسًا مكلفًا عليه أن يعبر عن قناعاته، ومن ليس مقتنعًا فهذا شأنه وخياره، وكذلك فإن خياري أنا في المفاوضات سيكون مختلفًا جدًا في المستقبلquot;.

وشدد الحريري على أن اعتذاره عن تشكيل الحكومة لن يغيّر شيئًا في المبادئ التي يؤمن بها وقال: quot;سأبقى سعد الحريري نفسه، لأنه ما يهمني ليس منصب رئاسة الوزراء، بل أن نحترم جميعًا اتفاق الطائف سواء كنت أنا رئيسًا للحكومة أم كان غيريquot;، مشددًا على أن quot;الحقوق الدستورية لدى كل من رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة هي حقوق للرئاسات الثلاث، ولا يحق لأحد أن يتلاعب بها، أو أن يفرض رأيه على الآخر، فلا يحق لي أن أفرض أمرًا معينًا على الرئاسة الثانية كما أنه لا يحق لأحد أن يفرض على الرئاسة الثالثة أمرًا ليس من صلاحياته، لأن البلاد لا تبنى هكذا بل على احترام الدستور وتطبيقه كما هو، وهذا هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا إلى بر الآمانquot;.

من جانب أخر،نقلت صحيفة quot;النهارquot; المقربة من فريق 14 آذار عن أوساط في الأكثرية تأكيدها أن مداخلة رئيس تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النائب ميشال عون عبر قناة quot;الجزيرةquot; بالأمس تدل على أمرين: الأول إرضاء دولة قطر، والثاني التعبير عن الهلع من المحكمة الدوليةquot;.

ورأت هذه الأوساط أنه quot;وفق المعاهدة اللبنانية - الأممية، جرى تزويد لجنة التحقيق الدولية كل المعطيات المتصلة بجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وسائر شهداء ثورة الإستقلال، وهذا ما تسبب بحرج لأطراف داخليين وإقليميين الأمر الذي عبّر عنه عون على طريقتهquot;.

البطريرك صفير: لا خلاص للبنان إلا بوحدة جميع أبنائه

من جانبه، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير أن quot;جمع السياسيين وتوحيد مواقفهم أمر صعب في لبنان، فيما الضرورة الوطنية تقضي بتجاوز مصالحهم الفئوية والخاصة والإلتفات إلى المصلحة الوطنية العليا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان والمنطقةquot;. وأضاف: quot; لسنا بحاجة إلى التذكير بحقيقة ثابتة راسخة وهي أن لا خلاص للبنان إلا بوحدة جميع أبنائه، وباجتماع قياداته بعيداً عن كل تجاذب فئوي ضيقquot;، وأضاف أنه quot;متى تمكن اللبنانيون من تأكيد هذه الحقيقة سلكوا طريق الإنقاذ الحقيقيquot;.

ورأى رئيس quot;حزب الكتائبquot; الرئيس امين الجميل أن لبنان يتعرض منذ العام 1969 ولغاية اليوم الى عمليات تعطيل مستمرة للمؤسسات بهدف ضرب نظامه الديمقراطي وتكوينته الفريدة مؤكدا quot;ان مطالبتنا اليوم بحكومة قادرة وفاعلة تندرج في اطار نضال quot;الكتائبquot; الطويل من اجل لبنان سيد حر ومستقلquot;.

وتطرق الجميل الى الموضوع الحكومي فتساءل: quot;بأي منطق يريدون اقناعنا انه من اجل شخص أي كان موقعه أو من اجل حقيبة ايا كانت اهميتها يتعلق بلد بأسره بحبال الهواء ويتعطل النظام والدستور والمؤسسات؟quot;، معتبرا quot;ان لب المشكلة وسبب تعطيل المؤسسات هو النية في ضرب النظام الديموقراطي في لبنانquot;.

جنبلاط: لا أمانع بأسلحة إيرانية يزود لبنان بها

بدوره رأى رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط أن quot;وحدة لبنان في خطر وعلينا حمايته من أي إعتداء إسرائيلي محتملquot;، مشددًا في حديث إلى quot;برس تي.في.quot; الإيراني على ضرورة التمسك بالإتفاق على حكومة الوحدة الوطنية. وإذ أعرب عن اعتقاده بأن quot;رئيس تكتل quot;لبنان أولاquot; النائب سعد الحريري لا يزال ملتزماً بصيغة 15+10+5quot;، دعا جنبلاط إلى quot;التنازل من قبل الطرفين لأن من مصلحة الجميع تشكيل حكومة وحدة وطنيةquot;.

ورأى جنبلاط في حديث إلى quot;برس تي فيquot; الايراني، أن quot;الأوضاع في البلاد دقيقة جداً ويجب أن نكون متحدين ونؤلف حكومة وحدة وطنية، لمواجهة التحديات المقبلة وأبرزها التهديدات الإسرائيلية المحتملة في أي وقتquot;، مؤكداً أن quot;لبنان يحتاج إلى حوار عربي-إيراني لأننا لسنا جزيرة معزولةquot;.وردًا على سؤال قال جنبلاط: quot;لا أمانع في الحصول على أسلحة من إيران لأن الأميركيين لا يريدون تزويد لبنان بها خوفاً على إسرائيلquot;.

وكانت قناة quot;المنارquot; التلفزيونية التابعة لـquot;حزب اللهquot; أوردت في نشرتها المسائية امس ان النائب جنبلاط quot;سيفعّل اتصالاتهquot;، وquot;سيطلب قريباً جداً موعداً للقاء السيد (حسن) نصر الله (الأمين العام للحزب) الذي تحدثت معلومات عن امكان عقد لقاء بينه وبين النائب الحريري ايضاًquot;.

فنيش: لا يمكن أن تبصر حكومة النور إلا على أساس الشراكة

في المقابل، رأى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش أن quot;الذين يتحدثون عن حكومة من لون واحد باتوا لا يقرأون المعادلات السياسية جيدا، وهم يسقطون أمنياتهم على الواقعquot;، مشددًا على أنه quot;لا يمكن أن تمر حكومة وتبصر النور في لبنان في ظل التوازنات والمعادلات القائمة إلا على أساس الشراكة بين مكونات القوى السياسية والتوازنات السياسية والطائفية والمذهبيةquot;.

وأضاف فنيش: quot;لم نكن نتمنى أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه لأننا أبدينا كل استعداد وكل مرونة وكان يمكن حتى بعد طرح التشكيلة التي قدمت - مع اعتراضنا على الشكل - أن يكون هناك اخذ ورد للوصول إلى تسوية وحلول، لكن يبدو أن هناك حسابات لم تمكن الرئيس المكلف من أن يمضي قدما في الحوار للوصول إلى تسويةquot;.

وإذ لفت إلى أنه quot;من حق الرئيس المكلف أن يعتذر وهذا جزء من الممارسة الدستورية، وعند الاعتذار نعود إلى الاستشارات لاختيار رئيس مكلف جديدquot;، أضاف: quot;نحن كمعارضة منذ تجاوزنا الأزمة الماضية، نحن منفتحون على الحوار ونقبل بكل ايجابية للتعاون مع الفرقاء لأننا نؤمن بأن هذا البلد لا يحكم بعقلية أحادية ولا بلون واحد ولا بنهج السيطرة والتسلط والاستفراد بالسلطة بالتوافقquot; ، محذرًا أن quot;الحديث عن تخفيض سقف المشاركة هو إدخال البلد في أزمةquot;.

في غضون ذلك، وفيما سربت مصادر quot;عين التينةquot; موقفًا لافتًا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري مفاده أن quot;تسمية كتلة التنمية والتحرير لأي رئيس مكلف مرهون بالتزامه تشكيل حكومة وحدة وطنيةquot;، دعا النائب علي بزي الى quot;الصيام عن كل ما من شأنه أن يثير الخلافات والتجاذبات التي تثير الحساسيات بين اللبنانين، لمواجهة الأخطار المتأتية من العدو الإسرائيلي، عبر تدعيم أواصر الوحدة الوطنية الداخليةquot;.