أقرت ألمانيا قانون التبرع بالأعضاء حيث يحدد الشخص موقفه من الخطوة عبر بطاقة تظهرموافقته أو عدم موافقته على التبرع بأعضائه في حال الموت.


يبدو ان الفضيحة التي كشفت في الاشهر الماضية وتتعلق بتفضيل اطباء وجراحين في مستشفيات في غوتنغين وريغنسبورغ وميونيخ مرضى بحاجة الى اعضاء للزرع عن غيرهم مقابل مبالغ طائلة عجلت في اقرار الحكومة الالمانية قانون بطاقة التبرع بالأعضاء، وذلك بهدف تنظيم عملية التبرع لتكون بعيدة عن كل تزوير أو تلاعب. فالفضحية كشفت ان أرباح الأطباء كانت عالية جدا، فهم كانوا يزورون لوائح الانتظار ويضعون في المقدمة مرضى على استعداد للدفع.

ومع قرار الحكومة بدأ فورا العمل بقانون التبرع بالاعضاء الى المحتاجين اليها من اجل زرعها، وكل صندوق ضمان صحي مطلوب منه اليوم إرسال بطاقات الى المشتركين لديه كي يحدد كل واحد منهم ما اذا لديه الرغبة في التبرع باعضائه لمن يحتاجها عند وفاته او الامتناع عن ذلك. ما يعني ان قرار المتبرع يجب ان يكون شخصيا وغير الزامي، وليس كما هي الحال في اسبانيا، حيث يدعو قانونها الى اعتبار كل شخص يتوفى اوتوماتيكيا متبرعا باعضائه الا اذا كان قد تقدم سابقا بطلب يرفض ذلك.

وأصبح هذا القانون ملحا أكثر من أي وقت مضى، فمند مطلع هذا العام تراجع عدد المتبرعين بأعضائهم حتى بعد وفاتهم، ما دفع ببعض أفراد العائلات لتقديم أعضائهم من أجل انقاذ اقرب الناس اليها كما فعل وزير الخارجية الاسبق فالتر شتاينماير الذي تبرع بكليته من اجل انقاذ زوجته التي كانت مهددة بالموت بعد ان تعطل عمل الكليتين لديها. وفي الشهر الماضي سجلت اسماء 60 شخصا فقط من اجل التبرع مع ان العدد كان في السابق أكثر من مائة متبرع شهريا، ويعتقد بان فضحية الأطباء الذين كانوا يزورون قوائم الانتظار هي السبب في ذلك، فحسب ارقام وزارة الصحة يموت في ألمانيا سنويا أكثر من 12 ألف مريض لعدم حصولهم على عضو متبرع.

ولقد أرفقت صناديق الضمان الصحي مع بطاقة التبرع أسباب وجوب إملاء البطاقة منها ان الاحصائيات دلت على ان كل ثمان ساعات يموت شخص في المانيا يمكن انقاذه لو تبرع احد باعضائه عند وفاته، وهذا سبب كي يفكر كل شخص باهمية اتخاذ قرار. عدا عن ذلك يوجد الكثير من الذين يرغبون بالتبرع، لكن عند وفاتهم نتيجة حادثة لا تتوفر لدى المستشفى أي إمكانية قانونية لنزع الأعضاء لان ذلك محظورا قانونيا، والى حين العثور على أحد من أفراد عائلة المتوفى لاخذ الاذن يمر وقت طويل تصبح معه بعض الاعضاء غير صالحة للزرع، لكن البطاقة الآن ستنظم هذه العملية. كما وان وجود بطاقة التبرع توفر على افراد عائلة المتوفى الكثير من الآلام النفسية والا فعليهم اتخاذ قرار صعب جدا. اضافة الى ذلك هناك متبرعون يخشون من سوء تصرف الأطباء بأعضائهم عند وفاتهم نتيجة حادث سير او غيره، خاصة بعد التقارير التي تحدثت عن تزوير في التقارير الطبية بعد الوفاة المفاجئة نتيجة الحوادث ونزع الأعضاء دون مشورة الاهل ما جعل الشك يدخل نفوسهم.