سلطت موجة الكومبيوترات اللوحية التي أُطلقت في الأشهر الماضية ضوء كاشفا على انقسام الشركات المتنافسة في قطاع التكنولوجيا الى معسكرين يتسابقان على استثمار السوق المتنامية حيث تعتمد أبل ومايكروسوفت استراتيجية متماثلة في مواجهة غوغل وأمزون اللتين تنفذان استراتيجية مضادة.


تشير تقديرات الى ان شركة أمزون لن تحقق ارباحا تُذكر أو انها لن تحقق أي أرباح من مبيعات لوحيها كندل فاير اتش دي في حين ان أذ11بل ومايكروسوفت ستحققان معدلات ربح عالية من لوحييهما آيباد ميني وسيرفس. كما تبين التحليلات ان مبيعات اللوحي نيكسوس 7 من غوغل لن تحقق ارباحا يُعتد بها من مبيعاته. وتقول شركة آي اتش اس آي سبلاي المختصة بدراسة الأجهزة المحمولة ان امزون وغوغل تهدفان الى تحقيق الربح حين تكون لوحياتهما بأيدي المستخدمين فعلا عن طريق الخدمات التي تقدمها شركاتهما الفرعية.

وستبيع أمزون كندل فاير اتش دي بسعر يقرب من كلفة المواد والتصنيع متوقعة ان تأتيها الأرباح من بيع الكتب الرقمية والأفلام والموسيقى والبضائع المادية.
وقال المحلل اندرو راسوايلر من شركة آي اتش اس آي سبلاي ان الفكرة من هذه الاستراتيجية تتمثل في تصنيع منتوج بسعر زهيد ثم استدراج الكثير من المستهلكين الى استخدام محتوى أمزون ومخزنها الالكتروني في اجهزتهم.

وتنتهج غوغل استراتيجية مماثلة في تسويق لوحيات نيكسوس رغم أنها تسعى الى تحقيق أرباحها بتوجيه حركة الانترنت نحو محرك بحثها بدلا من بيع بضائع رقمية أو مادية.
في هذه الأثناء تحاول شركتا أبل ومايكروسوفت تحقيق أرباحهما من بيع الأجهزة نفسها.

وتتبع مايكروسوفت التي أطلقت لوحيها الأول سيرفس مؤخرا ، المسار الذي تتخذه أبل ساعية الى تحقيق أرباحها من الجهاز نفسه وتشجيع أصحابه على اعتماد خدماتها. وتطبق أبل في تسويق آيباد ميني الاستراتيجية نفسها التي اتبعتها في ترويج لوحياتها الأكبر وهواتفها الذكية.

ولكن المنافسة الشديدة من مكونات صلبة أرخص بدأت تمارس أثرها. وتبين الأرقام الأخيرة تراجع هيمنة أبل على سوق اللوحيات في الأشهر الأخيرة حيث هبطت حصتها من ثلثي السوق في الربع الثاني من العام الى نصف السوق في الربع الثالث. وسجلت سوق اللوحيات بصفة عامة نموا بلغ نحو 50 في المئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.