يشكل قطاع السياحة الدينية في العراق رافدا مهما للاقتصاد في أيام عاشوراء ، اذ تستقطب المدن المقدسة في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) و النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) والكاظمية في بغداد الزوار من مختلف انحاء العالم ، اضافة الى زوار الداخل الذين يتدفقون بالآلاف الى هذه المدن ، مما يتيح نشاطا تجاريا واقتصاديا واسعا يسهم في رفد الاقتصاد بالعملة الصعبة.


يقول سعد الشمري الذي يعمل في مجال السياحية الدينية ان فترة عاشوراء تعد فترة ذهبية ، لكي يستمتع الزائر بأجواء الطقوس الدينية التي يندر ان يراها السائح في أي مكان آخر في العالم .
فإضافة الى مواكب العزاء التي تقدم للزائر فعاليات يختلط فيها التراث والفولكلور ، بالأجواء الروحانية ، فان الزائر يمكنه زيارة أهم المساجد والأماكن المقدسة ، وأكبرها مرقد الامام علي وابنيه الحسين والعباس ، حيث تعج هذه المراقد بالزائرين طوال العام ، لكن اعداد الزائرين تبلغ بالآلاف في عاشوراء مما يتيح للسائح مشاركة جموع الناس طقوسهم الدينية التي تظل مستمرة طوال الليل والنهار .

المواقع التاريخية
إضافة الى ذلك فان هناك فرصة لزيارة المواقع التاريخية التي شهدت الكثير من حوادث التاريخ الاسلامي ، فهناك ايضا بيت الامام علي في الكوفة النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) حيث تكتسب زيارته اهمية استثنائية في عاشوراء . كما ان هناك الكثير من المواقع الأخرى والتي ترتبط بشخصيات اسلامية ومواقع معارك . ويدخل العراق يوميا نحو ثلاثة آلاف زائر من إيران والبحرين والكويت ودول أخرى. ويعتمد بصورة كبيرة على السياحية الدينية بعد أن ضعفت السياحة الأثرية. يقول الخبير السياحي سعد حسن ان النظر الى هذه الجماهير المليونية التي تقصد المدن المقدسة ، يعطيك فكرة عن الفائدة التي يمكن ان يجنيها البلد من تطوير السياحة الدينية . ويتوقع حسن ان تكون السياحة الدينية في العراق الرافد الثاني للاقتصاد بعد النفط ، لاسيما وان الالاف من السائحين الاجانب يزورون هذه الاماكن المقدسة لاسيما في ايام عاشوراء.
ويتابع : الزوار العرب والأجانب يقصدون هذه الاماكن المقدسة طوال العام ، ولا يكاد يخلو يوم من اكتضاض الشوارع بالسائحين .
.
مقام الامام علي
ويحجّ النجف حيث مقام الامام علي وبيته أكثر من مليوني شخص سنويا ، أغلبهم من عرب الخليح واللبنانيين والإيرانيين ومسلمين من أوروبا وأميركا . ويحدث نفس الامر بالنسبة لمدينة كربلاء والكاظمية في بغداد . ويعول حسن على زخم المناسبات الدينية وزيارة المقامات المقدسة ويقول ان البعض ينظر الى الامر من وجهة نظر دينية تتعلق بالعبادات فقط ، لكن الواقع انه الى جانب ذلك فان ما يحدث هو عبارة عن فعاليات إقتصادية تسهم في رفد الاقتصاد والاستفادة من العائدات لتطوير المدن نفسها ، داعيا الى استثمار ( عاشوراء ) في مجال تعزيز السياحة الدينية وتحسين الخدمات وتطوير المدن والمرافق العامة.
يقول أحمد حسين من البحرين : أزور الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء مرة في العام ، وأرى ان هناك إقبالا متزايدا من قبل الناس على زيارة هذه الأماكن .
ويضيف : على رغم ان هناك بعض الغلاء مقارنة بالسنوات السابقة الا انه ليس غلاءا فاحشا .
ويتابع : أغلى ما في هذه المناطق هو السكن والنقل والاتصالات .
ويعتقد حسين انه على رغم ذلك فمازال العراق وجهته المفضلة ، فهو يزور العراق لممارسة الطقوس الدينية أيضا ومن ثم السياحة حيث يزور الكثير من المناطق والآثار التاريخية. وعلى مد النظر تنتشر المقامات الإسلامية التي هي مقصد الكثير من المسلمين ، كما لا تخلو الكثير من المدن الصغيرة والقرى من هذه المقامات . ويقول كريم الحسيني الذي ينظم مواكب عاشوراء في مدينة النجف ان هذه الفعاليات مقصد الألوف لاسيما وان فترة عاشوراء تشهد تقديم التسهيلات للمشاركين والزوار على حد سواء حيث تتوفر الخدمات المجانية من بينها توزيع الاطعمة والأدوية من قبل المواكب الدينية و المآتم المنتشرة على الطرقات.

أجواء استثنائية
رؤوف الطائي وهو مسؤول مكتب سفر وسياحة يؤكد ان فترة عاشوراء تمثل فرصة ذهبية للسائح لكي يشاهد ويتمتع و يؤدي فرائض دينية في أجواء استثنائية تحدث مرة واحدة في السنة. ويضيف: في هذه الفترة تتوفر كافة الخدمات اللازمة لتأمين إقامة الزوار وتوفير السكن والمطاعم تحسين خدمات المواصلات اضافة الى الحراسة الامنية المشددة. ويؤكد عماد علي ، المرشد في إحدى وكالات السفر بين العراق ودول الجوار في حديثه عن السياحة الدينية أن الشركة التي يعمل بها تأمن رحلات جماعية منظمة لزيارة الأماكن المقدسة والحصول على تأشيرات الإقامة وتأمين المواصلات الحديثة والخدمات للسواح.