عندما قررت laquo;مايكروسوفتraquo; النزول الى معمعة الكمبيوتر اللوحي في أكبر تحدياتها الحديثة لآيباد laquo;أبلraquo;، كانت السرية أحد أهم أسلحتها خاصة بالنظر الى التسريبات التي ظل خصمها يعاني منها. لكن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وُصفت بأنها غير عادية على أقل تقدير.


عندما بدأت laquo;مايكروسوفتraquo; تطوير كمبيوترها اللوحي Surfacelaquo;سيرفيسraquo;، ضربت حوله نوعا من السرية تطلب بدوره قدرا من الحماية الأمنية لا يتوقع المرء مثيله الا في محيط مفاعل نووي. وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فقد كان المصممون والمهندسون الأساسيون وراء المشروع يسكنون ويعملون في مخبأ حصين تحت الأرض حتى لا ترى عين ما هم فاعلون. وعندما اقتضى العمل زيادة عددهم بحيث ضاق بهم المخبأ، خصصت للوافدين الجدد أماكن جديدة للعمل والسكن محصنة فوق الأرض، ولكن ذات أبواب ونوافذ محكمة الإغلاق ولا تسمح حتى بعبور الضوء أو الهواء.
وكانت هذه الأبواب نفسها لا تفتح إلا لشخص واحد في كل مرة. وحتى عندما يمر هذا الشخص عبر الباب، فقد كان يتعين عليه الانتظار الى حين إغلاقه بالكامل وراءه قبل أن يتسنى له التقدم الى laquo;حاجزraquo; آخر ليس هو الأخير بالضرورة. ويوضح هذا كله المدى الذي بلغته مايكروسوفت في جهودها لتحقيق الحلم الذي ظل يراود مؤسسها بيل غيتس 20 عاما ولإنجاح انقلابها على صاحب العرش laquo;آيبادraquo;. ويمكن القول إن مايكروسوفت تعلمت الدرس من منافستها العظمى laquo;أبلraquo;.
ويذكر في هذا الصدد أن عددا من اختراعات هذه الأخيرة شابته ثغرات أمنية شبه قاتلة خاصة لجهة النظر الى التكتم الكامل الذي كانت تحيط به مشاريعها. فكم من مرة خلّف فيها مهندسوها تصاميمهم الأساسية وراءهم في المطاعم والمقاهي فخرجت الى العلن قبل موعدها. ففي 2010 نشر موقع gizmodo.comlaquo;غيزمودو دوت كومraquo; صورا عدة للنموذج الأساسي للآي فون بعدما تركها وراءه مهندس في أحد مطاعم سان فرانسيسكو. وأدى هذا الأمر الى ردة فعل غاضبة من laquo;أبلraquo; رفعت خلالها شكوى رسمية الى الشرطة وطالبت بإعادة التصاميم والصور اليها تحت تهديد التحرك القضائي.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي أشاع مهندس في أبل الذعر في أروقة الشركة عندما ترك تصميما للجيل الجديد من آي فون نفسه في مطعم مكسيكي في سيليكون فالي (laquo;وادي السيليكونraquo; وهي المنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، وسميت كذلك لأنها صارت مهد الثورة التكنولوجية الحديثة). وبعد حين طفت هذه التصاميم وبيعت عبر موقع laquo;كريغ ليستraquo; الإلكتروني الإعلاني بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار.
ووفقا لموقع techradar.comlaquo;تيك رادار دوت كومraquo; الإلكتروني الذي أورد نبأ الاحتياطات الأمنية غير العادية التي اتخذتها مايكروسوفت بخصوس laquo;سيرفيسraquo;، فقد أحاطت هذه الشركة العملاقة مهندسيها علما بأنهم لن ينجزوا مشروع laquo;سيرفيسraquo; في ورشة العمل المعتادة التي تسميها The Garagelaquo;الكراجraquo;. ويذكر أن هذه تحوي سائر الأدوات اللازمة لأي جهة تريد تصنيفها وسط الرواد في عالم التكنولوجيا الحديثة بما فيها الطابعات ثلاثية الأبعاد. وبدلا من laquo;الكراجraquo;، شيدت لمهندسيها ذلك المخبأ تحت الأرضي المشار اليه. فظل كل شيء بطيات الكتمان، بما في ذلك مقاسات اللوح الجديد وأسعار طرازاته، حتى لحظة الإطلاق نفسها.
ونقل laquo;تيك رادارraquo;عن ستيفي باتيش، المهندس في مايكروسوفت، قوله إنه ورفاقه صمموا عددا كبيرا من النماذج الأولية للوح، وصرفوا جهدا خاصا للصوت الذي تحدثه مفاصل مسنده الخلفي لحظة إغلاقه. فقد كان يهمهم أن يكون هذا الصوت نسخة مصغرة من ذلك الذي يحدثه باب سيارة رياضية غالية وهو يغلق. والغرض من هذا هو إحداث الانطباع لصاحب اللوح بالثقة التامة في الجودة العالية لما اشتراه.