قامتquot;إيلافquot; بزيارة إلى منطقة شترال في شمال باكستان. وهي كانت مملكة إقطاعية. وبالتالي كانت لها أوضاع خاصة. كما أن تلك المنطقة تأوي بقايا جيش الإسكندر المقدوني والذين يسميهم العالم الآن شعب (كيلاش). كما يحلو للبعض تسميتهم (الشعب الأبيض). وفي سلسلة من أربع حلقات، تحاول إيلاف أن تتجول بقرائها في منطقة شترال. وإليكم الحلقة الأولى:

نبذة عن تاريخ منطقة دير شترال
كانت مئات من الممالك الإقطاعية في شبه القارة الهندية عندما كانت بريطانيا تحكمها. وكانت تلك الممالك تحظى باستقلال ذاتي داخلي، بينما كانت بريطانيا تقيم معهم علاقات متنوعة وتستغل بعضها ضد بعض، في حين كانت تقدم تلك الممالك جباية تأكيدا للحفاظ على استقلالها الذاتي إضافة إلى الحصول على ميزات تميزها من الممالك المثيلة لها. كما أن الحكومة البريطانية في الهند تعين سفراء لها في كبرى الممالك الشخصية. وكانت مصلحة الحكومة البريطانية تشكل أساس العلاقات بين الحكومة المركزية والممالك الشخصية. وبناء عليه فإن كل مملكة إقطاعية كانت تلتزم بمساعدة الحكومة المركزية البريطانية ضد كل عدو لها. وأي مخالفة للاتفاقيات من قبل تلك الممالك تستوجب عقوبات قد تصل إلى إقالة الرئيس الإقطاعي وضم مملكتها إلى نطاق الحكومة البريطانية.
وكانت مملكة شترال ودير من ضمن تلك الممالك، في حين خيرت بريطانيا تلك الممالك وقت تقسيم شبه القارة الهندية إلى باكستان والهند بين ثلاثة أمور: الانضمام إلى الهند أو باكستان أو الحفاظ على استقلالها؛ بيد أنها لم تتمكن من اللجوء إلى الخيار الثالث رغم رغبة بعضها في الاستقلال، إذ أن بعضها انضمت إلى الدولتين الفتيتين برغبتها والبعض الآخر استولت عليها الهند عنوة. كما أن باكستان ألغت نظام الممالك الإقطاعية عام 1969م.
وأنشئت مملكة دير في عام 1863 وكان (غلام خان بابا) أول حاكم لها؛ إلا أنه لا يعرف عهد مملكته. وقد تم ضم تلك المملكة إلى باكستان عام 1969 في عهد حاكمها الأخير (محمد شاه خسرو خان). وكانت مساحة تلك المملكة 5282 كلم مربع. وهي الآن تشكل محافظتي دير العليا والسفلى، بينما توجد المقبرة الملكية في (دير) في حالة يرثى لها. ويقال إن الأسرة المالكة لدير كانت معروفة بإجراءاتها القسرية ضد شعبها ومن بين تلك الإجراءات منع تلوين أي منزل بصبغ أبيض أو ارتداء ملابس بيضاء.
وكانت مملكة شترال تتكون من 14850 كلم مربع وأنشئت عام 1585 ثم عام 1634- 1712م. وهي تقع بين منطقة كلكت وأفغانستان. وأصبحت محمية بريطانية عام 1885م. وأعلنت الخضوع أمام باكستان عام 1948، في حين تم إلغاء نظام الممالك الإقطاعية عام 1969 قانونيا وعام 1971 عمليا. وبذلك انتهى النظام الملكي في شترال بعد أن دام لنحو أربعة قرون من الزمن.
وتنتمي الأسرة المالكة لشترال إلى (بابا أيوب) الذي كان تلميذا لـ (كمال شاه شمس الدين تبريزي) وتزوج بنت (شاه رئيس) الذي كان يحكم شترال آنذاك، في حين يقال إن شاه رئيس كان من بقايا أسرة الإسكندر المقدوني الذي فتح تلك المناطق. وقد شهدت مملكة شترال حروبا أهلية لوقت طويل بعد وفاة شاه رئيس. ويسود غموض على تاريخ شترال لفترة طويلة. ويسمى حاكم شترال (مهتار) وهو لقب متميز بين ألقاب الحكام . كما أن شترال خاضت معارك مع قوات كشمير وأفغانستان أيضا لأنها كانت تقع بين كلكت التي تخضع لحكم كشمير وأفغانستان. وقد وقفت إلى جانب التاج البريطاني خلال الحرب الأفغانية الثالثة عام 1919 ضد أفغانستان حيث قامت بنشر قواتها على الحدود الأفغانية مع إرسال أربعة من الأمراء معها؛ لأنها أعلنت خضوعها رسميا للتاج البريطاني عام 1911.