قامتquot;إيلافquot; بزيارة إلى منطقة شترال في شمال باكستان. وهي كانت مملكة إقطاعية. وبالتالي كانت لها أوضاع خاصة. كما أن تلك المنطقة تأوي بقايا جيش الإسكندر المقدوني والذين يسميهم العالم الآن شعب (كيلاش). كما يحلو للبعض تسميتهم (الشعب الأبيض). وفي سلسلة من أربع حلقات، تحاول إيلاف أن تتجول بقرائها في منطقة شترال. وإليكم الحلقة الثانية:

نبذة عن تاريخ منطقة دير وشترال
تولى مهتار محمد شجاع الملك حكم شترال بين فترة 1885- 1936م وكان أول مهتار يخرج من مملكته. حيث قام بزيارة لعدد من المدن في شبه القارة الهندية إضافة إلى أداء مناسك الحج. وقد أجرى لقاء مع الملك عبد العزيز بن سعود أيضا. وخلفه محمد ناصر الملك عام 1936 فدام حكمه حتى عام 1943. وكان أول مهتار لشترال يحصل على العلوم الحديثة. كما كان شاعرا وأديبا. وتولى الحكم بعده شقيقه مظفر الملك فتوفي عام 1948. وقد وقف إلى جانب باكستان عام 1947 لدى تقسيم شبه القارة الهندية وأرسل قواته إلى كلكت لمحاربة قوات (مهاراجا كشمير). وخلفه سيف الرحمن في الحكم عام 1948؛ إلا أن الحكومة الباكستانية أجلته من مملكته لفترة 6 سنوات مع تعيين لجنة إدارية تتكون من مسؤولين باكستانيين وشتراليين لإدارة حكم مملكته بعد نشوء خلافات معه. ولقي سيف الرحمن حتفه في حادثة لتحطم طائرة عام 1954 وهو في طريقه إلى مملكته لاستعادة زمام الحكم.
فعينت الحكومة الباكستانية ابنه سيف الملك مهتارا لشترال وهو لم يتجاوز أربع سنوات من عمره. فأدارت لجنة حكم شترال حتى عام 1966 حيث بلغ سيف الملك عمر تولي العرش؛ إلا أن حكمه لم يدم طويلا حيث ألغت الحكومة الباكستانية نظام الممالك الإقطاعية عام 1969. وتم تعيين سيف الملك في الخارجية الباكستانية حيث مثل بلاده في عدد من الدول. وتوفي في 18 أكتوبر عام 2011 عن عمر يناهز 61 عاما وخلف ابنين وبنتا، في حين تم تتويج نجله الأكبر (فاتح الملك ناصر) مهتارا رمزيا لشترال بعد يومين من وفاة والده في قلعة شترال، علما أنه من مواليد عام 1983.
ولا تفوت الإشارة إلى أن منطقة شترال منطقة زراعية وكانت الزراعة ولا زالت تشكل العمود الفقري لاقتصادها. وكانت الأسرة المالكة تفرض عشرا على جميع المحاصيل الزراعية والمكسرات. ويستعيد محمد جعفر وهو مواطن من بلدة أيون التابعة لشترال ذكريات تلك الفترة ويقول إن الأسرة المالكة كانت فاسدة جدا لا يهمها أي شأن للشعب، بينما كان يجبى العُشر من جميع القرى والبلدات عن طريق مقاولين يتم تعيينهم بمزاد علني. وبعد ذلك يقوم كل مقاول بتعيين رجاله في كل مكان ولم يكن المواطن يتمكن من نقل أي محاصيل زراعية من البيادر من دون حضور ممثل مقاول العشر. وهو يأخذ ما يشاء، مضيفا أن المقاولين كانوا يظلمون الناس كثيرا لكن لم يكن أحد يتمكن من رفع أي شكوى ضدهم. وأكد جعفر أنه كان يتم توزيع تلك المحاصيل على أفراد الأسرة المالكة حسب حصصهم ويوضع ما تبقى منه في المستودعات ويباع للمواطنين بأسعار مضاعفة، بينما كان المواطن يضطر بعض الأحيان لنقل ميرة أهله من دير العليا حاملا على ظهره والأمراء الشتراليون يعيشون في قصورهم بين القينات والخمور.
من جهة أخرى استضاف المواطن عزيز أحمد صحيفة (إيلاف) في قريته (كلكتاك) التابعة لشترال. وجال بها في أرجاء القرية الجميلة المطلة على نهر شترال وأراها مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية التي استولت عليها الأسرة المالكة جراء وفاة بعض المواطنين بدون أن يخلفوا وريثا ذكرا وفق قوانين مملكة شترال.

الحلقة الأولى:

http://www.elaph.com/Web/LifeStyle/2012/8/752796.html?entry=travel