إسلام آباد: رفضت المحكمة العليا في باكستان الاستئناف الذي قدمه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، وامرته بالمثول امامها الاثنين لتوجيه التهمة اليه رسميا بعدم تنفيذ قراراتها. واذا ما ادين يواجه جيلاني حكما بالسجن يصل الى ستة اشهر وامكانية اعتباره غير مؤهلا ليشغل منصبه في قضية تسبب عدم استقرار سياسي في البلاد ويمكن ان تؤدي الى تنظيم انتخابات في غضون اشهر.

وتصر المحكمة العليا على مثول جيلاني امامها بتهمة مخالفة قراراتها لرفضه منذ عامين تحريك دعوى قضائية في سويسرا ضد الرئيس آصف علي زرداري بتهمة اختلاس اموال. واعلن رئيس المحكمة العليا القاضي افتكار محمد شاودري الجمعة ان quot;طلب الاستئناف مرفوضquot;.

وكان زراداري وزوجته الراحلة بنازير بوتو قد اشتبه باستخدامهما حسابات مصرفية سويسرية لتبييض حوالي 12 مليون دولار تم الحصول عليها كرشاوى مزعومة دفعتها شركات تسعى وراء عقود في باكستان منذ التسعينات. وقال شاودري الجمعة ان المحكمة يمكن ان تسقط فقط الاستدعاء بحق جيلاني اذا ما اطاع اوامرها بالكتابة الى السلطات السويسرية طالبا منها اعادة فتح القضية.

وقال القاضي مجددا انه يريد جوابا صريحا حول ما اذا كان رئيس الوزراء سيكتب الطلب، وتوجه الى محاميه بالقول quot;نحن على استعداد لاعطائك عشرة دقائق للتحدث الى رئيس الوزراء عبر الهاتف واعلامنا بالنتيجةquot;. واجاب المحامي اعتزاز احسان بانه quot;لا يملك تفويضا للقيام بذلكquot;. وتابع احسان في حديث مع الصحافيين خارج المحكمة بان رئيس الوزراء سيمثل امام المحكمة يوم الاثنين.

وكانت سويسرا قد طوت القضية عام 2008 عندما اصبح زرداري رئيسا لباكستان، وقال احد المدعين العامين في سويسرا انه من المستحيل اعادة فتح القضية طالما هو مستمر كرئيس للدولة ويتمتع بالحصانة.
ويصر جيلاني على ان زرداري يتمتع بالحصانة الكاملة.

ويتهم اعضاء في الحكومة الباكستانية القضاة بتجاوز صلاحياتهم وبمحاولة اسقاط الرئيس ورئيس الوزراء قبل سنة على انتهاء ولاية هذه الادارة التي ستكون الاولى التي تكمل ولاية انتخابية. وقال شاودري امام المحكمة quot;لا احد يريد زعزعة الاستقرار ونحن نمارس ضبط النفسquot;. ثم وجه كلامه الى المحامي احسان quot;اخبر رئيس الوزراء ان هذا ليس من مصلحة البلادquot;.

وكانت المحكمة العليا قد تجاوزت في ديسمبر 2009 عفوا لمدة عامين ادى الى تجميد الادعاءات بحق زرداري وسياسيين اخرين. ومثل جيلاني شخصيا امام المحكمة العليا في 19 كانون الثاني/يناير مبررا رفضه اطاعة امر المحكمة بان زرداري يتمتع بالحصانة.

ويقول خبراء قانونيون انه يمكن لجيلاني تجنب الاتهام عبر تقديم استئناف مقبول او عبر الاعتذار او تقديم تعهد بالكتابة الى السلطات السويسرية.

وسبق ان امضى الرئيس الذي تحيط به شبهات الفساد الى درجة انه يطلق عليه اسم quot;رجل العشرة بالمئةquot; احد عشر عاما في السجن بتهم تتراوح بين الفساد وجرائم القتل، الا انه لم تصدر بحقه اية ادانة بينما يقول انصاره ان التهم وراءها دوافع سياسيا. وتقول صحيفة quot;ذا نيوزquot; التي تصدر بالانكليزية والتي تنتقد الحكومة بشدة ان الادانة تبدو معدة مسبقا في عملية قد quot;تطال رئيس الوزراء جيلاني من اجل محاكمتهquot;.