من المهمات التي يأخذها مشفى القلب على ضفة نهر الايزار في مدينة ميونيخ على عاتقه التوسع في البحوث من اجل إنقاذ مرضى القلب والسكتات الدماغية، وهذا ما توصل اليه بالفعل قبل أكثر من عام، حيث وجد وسيلة من أجل انقاذ من يتعرض لسكتة دماغية بسببب انسداد أهم الشرايين التي تزود الدماغ بالدم، وذلك بوضع شبكة معدنية على شكل أنبوب في شريان الاورطي في العنق ويتواجد الى جانب الرقبة بالقرب من الأذن.

من المعروف أنالجلطة الدموية في الدماغ قد تصيب كل شخص، وهي نقطة من خلايا الدم متخثرة تمر في الشريان الاورطي وتتابع طريقها الى الدماغ. وهناك تتوقف عن السير وتسد الأوعية الدموية في الرأس، ما يؤدي الى سكتة دماغية تسبب بالتالي شللا في الاطراف والفقدان لقدرة الكلام حتى انها تكون في بعض الاحيان مميتة. ويعالج الأطباء هذه الحالة بالعقاقير من أجل مواجهة انعكاساتها والحد منها، لكن ذلك لا ينجح مع كل المرضى، لذا انصب البحث في السنوات الماضية على العثور لسبيل لمواجهة هذه الحالة وبعد تجربة الشبكة المعدنية على الحيوانات كللت كلها بالنجاح تطبق اليوم على المرضى وتعتبر بمثابة حماية فائقة الأهمية للشريان الأورطي.
والعلاج يكون عن طريق انبوب مرن من الصلب بغرسات صغيرة جدا يشبه الشبكة، يمكن لخلايا الدم العادي ان تمر عبره الى الدماغ بسهولة، ووظيفته منع وصول الى خلايا دم متخثرة الى الدماغ. ويزرع هذا الانبوب عند تفرع الشريان تحت الاذن تقريبا الذي يواصل امتداده الى الدماغ والى الاذن والوجه، وعملية ادخال الانبوب المعدني او الشبكة المعدنية بسيطة وشبيهة بعملية القسطرة العادية للقلب. اذ يدفع به الطبيب المختص بواسطة أنبوب القسطرة الى ان يصل الى النقطة التي يتفرع بها الشريان الاورطي. وفي الوقت الذي يبقى فيه الشريان الدماغي الايسر حرا يعمل الطبيب على إيصال الانبوب الى داخل الشريان الآخر وهو شريان الوجه الايمن.وخلال الدورة الدموية الى الرأس تعلق قطرات الدم المتخثر في الشبكة وتحوّل الى شريان الوجه، حيث تسبب نقاطا حمراء من الدم تحت الجلد، وهذه اضرار بسيطة جدا مقارنة مع الاضرار التي كانت ستسبب بها لو وجدت الطريق سالك الى الدماغ.