لطالما ارتبطت الحمية الغذائية بالامتناع عن الأكل إلا أنه ليس إلا خطأ شائع لاعتبار الطعام من أكثر محفزات الجسم على حرق الدهون فما علينا إلا اختيار الأنسب منه.
من أجل تخفيض الوزن اتبعت سيدات عبر التاريخ حميات غريبة جدا لان المهمة بالنسبة لهن انزال الوزن ، حتى ان احدى الكتب الطبية تحدثت عن الطرق التي اتبعتها السيدات في القرن السادس عشر، منها الاعتماد على المشروبات لفترة طويلة دون الاكل، ما سبب مشاكل صحية خطيرة.
والانظمة الاكثر غرابة التي عرفت وعرضت الصحة لمخاطر الاصابة بامراض ما راج عام 1860 في انكلترا فاتبع افراد الطبقة النبيلة الذين اصيبوا بالسمنة شرب الكحول، الا ان الفكرة كانت سيئة جدا وعانى الكثيرون منهم من امراض في الكبد. لكن اثبتت البحوث الطبية ان افضل ريجيم عرف في تاريخ البشر هو الذي اتبعته الطبقة الحاكمة في الأرجنتين عام 1829 وهو الاعتماد الكلي على أكل الخضروات والأعشاب والفاكهة الطازجة ومواد غذائية مصنوعة من القمح والامتناع عن أكل اللحوم والبهارات. هذا الرجيم عاد الى الواجهة اليوم وتطبقه الكثير من مراكز التجميل والحفاظ على الصحة والوزن في بلدان مثل كوستاريكا والارجنتنين والبرازيل مع اضافة اللحم اليه وانشطة جسدية. لكن لا ترد فيه عبارةquot; التخفيف من الاكلquot; بل اكل ما يحتاجه الجسم من كميات.
ويعتمد هذا الريجيم على اكل مواد غذائية مثل البطاطا والقرع وهما من المواد الغنية بالنشويات( الكاربوهيدرات). كما يطلب ملئ الصحن بالمعكرونة والارز والحبوب ولحم الدجاج والسمك، فهذه افضل طريقة من اجل مراقبة عدد الوحدات الحرارية التي يأكلها المرء. لكن بعد كل وجبة يجب الوقوف على الميزان مع لبس ملابس ضيقة، عندها يمكن ملاحظة زيادة الوزن ما يدفع الى تخفيف كمية الأكل مباشرة، وهذا نوع من توبيخ الضمير لمن يريد تخفيض وزنه. ولقد طبقت هذه الوسيلة على 3000 شخص في أحد معاهد تخفيض الوزن في الارجنتين وطلب من المشاركين اخذ وزنهم بعد كل وجبة فكانت النتائج جيدة جدا.
ويقول برنامج الريجيم يمكن للسمنة ان تسبب أمراضا خطيرة مثل الاصابة بالسكري وأمراض القلب وعضلات القلب وامراض خبيثة ايضا مثل السرطان والخرف وامراض في المعدة، لذا يجب على من يريد تخفيض وزنه ان لا يصاب بالاحباط وعدم الثقة بالنفس، بل سلوك ريجيم لا يجب ان يكون لفترة قصيرة لانه لا يفيد والابتعاد تماما عن العقاقير، والسر في انجاح الريجيم هو مراقبة ذكية لوجبات الطعام مع تمارين فيزيائية، فهي ضرورية جدا من أجل الحفاظ على الوزن الذي تم تحقيقه، كما يجب التوقف عن الأكل قبل الشعور بالشبع.
فيما يخص الأكل يمكن أكل كل ما هو خال من الدهون والشحوم والمواد الصعبة الهضم، وما يساعد على حرق ما أكل هي الرياضة، ما يعني القيام بتمارين تسمح بحرق الحراريات والشكل المثالي هو القيام يوميا ب30 دقيقة تمارين في وقت يتم اختياره وابسطها هو المشي السريع او المشي الطويل ويجب ان تكون يوميا في نفس الوقت . وحسب دراسة نشرتها الجورنال اوف أميركان ميديكال اوسوسييشين للبحوث الصحية طلب من 200 امرأة المشاركة في بحث علمي دام عاما كاملا وقسمت الى فريقين مع اكل كل مشاركة لنفس كمية الاكل. وطلب من فريق المشي بسرعات مختلفة 5 مرات أسبوعيا في الهواء الطلق لمدة نصف ساعة ومن الفريق الثاني لمدة ساعة كاملة ثم أكل الوجبات المعتادة دون رفع الكمية، فانخفض وزن المشاركات في الفريق الثاني 10 في المئة اكثر من اللواتي مشين 30 دقيقة. والفارق بسيط بالطبع لكن النتيجة جيدة وكان معدل انخفاض الوزن اكثر من 12 كلغ، وحافظت معظم المشاركات على هذا البرنامج دون ارتفاع في الوزن.
كما تؤكد الدراسة على أهمية وجبة الافطار، اذ ان تجارب كثيرة اثبتت ان الاشخاص الذين يتناولون الافطار كل صباح يحافظون عادة على وزن معتدل، واذا ما حاولوا التخفيف من وزنهم فهم ينجحون اكثر من الاشخاص الذين يخروجون من المنزل ومعدتهم خاوية. وحسب الشروحات فان الجسم يتفاعل مع ضرورة الاكل عند الاستيقاظ، ومن لا يتناول الفطور لا يشعر فقط بالجوع الكبير عند ساعة الغداء، بل ان جسمه يتفاعل مع الميتابوليزم من اجل الحفاظ على الحراريات فيه. لذا فان الفطور يوميا هو من أفضل الأشياء الذي يجب القيام بها من اجل المحافظة على الوزن. وما يلفت النظر ان هؤلاء الخبراء ينصحون بتناول افطار كبير لانه الوجبة الاكثر اهمية خلال النهار، فهي تمنع الرغبة في أكل الحلويات والنشويات خلال اليوم، ما يساعد على المحافظة على الوزن.
وذكرت الدراسة بان استهلاك الفرد في الولايات المتحدة الاميركية من الاكل قد زاد ب25 في المئة خلال الـ 40 سنة الماضية، والسبب ان حجم وجبة الطعام اصبح اكبر وانتشرت بقوة المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة التي تكون نوعيتها غير مدروسة بشكل جيد، لذا يجب تفاديها والاعتياد على الأكل في المنزل فهذا يساعد ايضا على الحفاظ على الوزن، فالمقصود هو جودة نوعية الأكل من أجل تغذية الجسد بالمواد اللازمة.
التعليقات