اذا كان الحديث عن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي على قدر من الأهمية لتحقيق الشفاء من المرض فان طرق الوقاية ذات أهمية أكبر لتجنب الاصابة به قدر المستطاع.


برلين: لا يستطيع أي إنسان في العالم حماية نفسه من الاصابة بمرض السرطان، بغض النظر عن الحياة الصحية التي يعيشها او الغذاء الذي يتناوله. فكل شخص معرض للاصابة بهذا المرض الخبيث. مع ذلك يقول تقرير لوزارة الصحة الاتحادية ان بامكان كل انسان خفض نسبة مخاطر الاصابة به، وهذه الخطوة ليست صعبة وبالاخص فيما يتعلق بسرطان الثدي الذي يعتبر من الاصابات التي يمكن الشفاء منها اذا ما اتبعت النساء الخطوات المهمة لذلك. وحسبت التقرير من الخطوات السهلة التي يمكن القيام بها دون تكاليف عالية هي ممارسة الرياضة لمدة ست ساعات أسبوعيا، فهذا يمكن ان يخفض خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 23 في المائة وهذه الحماية لا علاقة لها بالعمر.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور براين شبارغو من جامعة ميونيخ ان نسبة الهورمونات الانثوية تختلف باختلاف مراحل العمر، لكن لدى اللواتي يمارسن الرياضة فان نسبة الاوستروجين لديهن تكون عالية مقارنة مع النسبة لدى اللواتي لا يمارسن الرياضة، وهذا ينعكس على الفئة الاولى فتكون الاصابات بسرطان الثدي أقل. والفئة الاكثر احتمالا للاصابة هن النساء اللواتي تجاوزن الأربعين من العمر واللواتي لم ينجبن ولم يرضعن أطفالهن ومن توجد في عائلتها سوابق إصابة بسرطان الثدي، لكن لا يعني هذا ان مثل هؤلاء النساء سيصبن بالمرض حتما او ان غيرهن غير معرضات له.
والملفت كما ورد في التقرير ان النساء اللواتي تبدأ لديهن العادة الشهرية في سن مبكرة، اي في سن 12 فان اصابتهن بسرطان الثدي أقل، وكل إمرأة تنجب أولادا كثر تكون اقل عرضة لهذا المرض بعد سن الأربعين. اذ ان خلال فترة الحمل ينتج جسمها نوعا من الهرمونات يعيق السرطان من أحداث تغيير في خلايا الثدي. كما تلعب فترة انقطاع الطمث مبكرا دورا مهما، فعند انقطاعه في سن الـ 45 تكون الحماية من سرطان الثدي أكبر، كما تتوفر الحماية للمرأة التي ترضع أطفالها.
وتصاب اليابانيات أقل خمس مرات بسرطان الثدي مقارنة مع النساء في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ويكمن ذلك في أنواع الغذاء في المطبخ الياباني، فهو يعتمد على مواد مغذية جدا منها حبوب الصويا التي تحتوي على مادة فيتو اوستروجان، وهو هرمون الاستروجين نباتي وله تأثير على نظم الجهاز التي تحتاج الى نسبة عالية من هرمون الاستروجين فترفعها وعلى أنسجة غدد الثدي، ولايعمل هذا الاستروجين النباتي على لجم الخلايا الخبيثة فقط بل والأوعية الدموية أيضا.

طرق فحص الثدي منزليا


لكن مقابل هذه الايضاحات والمعلومات وفر التقرير صورا عن كيفية تفحص النساء للثديين شهريا من أجل اكتشاف الورم مبكرا ويسمى ذلك الفحص الذاتي ويتم كالتالي:
1- الوقوف أمام المرآة ووضع اليدين حول الخاصرة والنظر الى الثديين لتحديد ما اذا كان هناك تغيير في حجم الثدي او محطيه او وجود نتوءات في الجلد.
2- وضع اليدين فوق الرأس مع الاستدارة من جانب الى آخر وملاحظة أي تغيير طرأ على اي منهما منذ اخر مرة تم فحصهما. ولفحص حلمة الثدي يجب عصرها بلطف للتأكد من عدم خروج أية افرازات غير طبيعية منها.
3- الاستلقاء على السرير والاسترخاء على الظهر ووضع وسادة تحت الكتف الايمن لتسهيل الفحص، ووضع اليد اليمنى تحت الرأس واستعمال اليد اليسرى لفحص الثدي الأيمن. ضم الأصابع والضغط على الثدي بوسط الأصابع لا بأطرافها بشكل دائري للتأكد من عدم وجود تدرنات أو أورام أو كتل صلبة. والفحص يكون بالبدء باعلى الصدر ناحية الابط باتجاه حلمة الثدي ومن أعلى منتصف الصدر تدريجيا باتجاه الحلمة، ثم متابعة الفحص من أسفل منتصف الصدر ومن ناحية الضلع أسفل الثدي الى الاعلى باتجاه الابط ما يمكّن من اكتمال دائرة كاملة، بعدها فحص المنطقة المحيطة بالحلمة.
4- ارخاء الذراع لفحص الثدي من الأسفل الى الاعلى ومن طرف الصدر الى الداخل، ووضع اليد تحت الابط لفحصه والتأكد من عدم وجود كتل فيه.
5- ولفحص الثدي الايسر يجب وضع وسادة تحت الكتف الايسر ووضع اليد اليسرى تحت الرأس واستعمال اليد اليمنى للفحص كما جرى مع الثدي الأيمن.
6- في الحمام، يمكن فحص الثدي باستخدام الماء والصابون لتسهيل حركة اليد والتأكد من عدم وجود أية كتل فيه.
وفي حال اكتشاف او تلمس أي كتلة مهما كانت صغيرة الحجم فلا يجب اهمالها بل التوجه مباشرة الى الطبيب. والنساء اللواتي يُعتبرن اكثر عرضة من غيرهن عليهن اجراء كشف طبي إشعاعي للثديين مرة كل سنة او كل سنتين.