لا يستطيع الأهل بمن فيهم المثاليين منهم أن يعوضوا الأطفال عن أصدقائهم من جيلهم أو أن يقوموا بدور الوسيط في نقل الخبرة لهم كالأصدقاء من جيلهم الأمر الذي يسري بشكل مضاعف على الأطفال المعوقين .

براغ : أكدت دراسة نفسية تشيكية بان الناس البالغين يتحدثون مع الأطفال بشكل مختلف ويمارسون اللعب معهم أيضا بشكل مختلف ، كما أن النظرة إلى العالم والخيال والعفوية لدى البالغين لا يمكن مقارنتها أبدا بالنظرة الموجودة لدى الأطفال. وأوضحت الدراسة التي أعدتها المتخصصة النفسية انيتا ستولزوفا بان الأطفال المعاقين يحتاجون إلى التواصل مع الأطفال المعافين من جيلهم لسبب جوهري وهو أنهم سيعيشون في عالم الناس quot; الأصحاء quot; ، كما أن التواصل مع الأطفال المعاقين يعتبر مهما أيضا بالنسبة للأطفال المعافين.

وأشارت إلى أن هذا التواصل بين الأطفال المعوقين والمعافين ضروري لدعم التطور الأخلاقي لهم كما يؤثر بشكل إيجابي على مواصفات شخصية الطفل ويتعلم الأطفال بفضل هذه العلاقة القيم الأساسية في الحياة كالتسامح تجاه الآخرين والتقمص العاطفي والصبر والتضامن والاهتمام بالآخرين ولهذا فمن الأهمية بمكان منذ أيام الطفولة تعليم الأطفال المعوقين العيش بين الآخرين وليس عزلهم كما يفعل بعض الأهل .
وتضيف من الضروري الإدراك بان موضوع تحسس العاهة ينشأ لدى الأطفال بشكل متأخر بالصلة مع التواصل مع المجتمع الذي لم يعتاد على التواصل مع الأطفال المعوقين وبالتالي لم يحضر نفسه لمثل هذه العلاقة مما يعني أن الأطفال لا يعانون عادة من الأمر المصابين به.

وتوضح ذلك بالإشارة إلى أن الأطفال المعوقين يبدأون مواجهة حقيقة أنهم معوقين عندما يتواجهون مع الناس المعافين الذين تصدر عنهم ردود فعل مختلفة ويشعرون بالتميز وبالمقدرة على الاندماج .

فوائد الأطفال المعافين بالنسبة للأطفال المعوقين

ترى المتخصصة التشيكية بان العلاقة بين الأطفال المعوقين والأطفال المعافين تجلب للمعوقين الكثير من الفوائد من أهمها :

ــ الدعم العام للتطور : فالأطفال المعافين يمكن أن يحثوا الأطفال المعاقين على الإقدام على العديد من النشاطات التي يحاول الأهل عادة تجنبيهم القيام بها خوفا عليهم الأمر الذي يسمح للطفل بان يجرب حدود مقدراته وبالتالي يتقدم أكثر ويتعلم أشياء جديدة .

ــ يمكن في العلاقة مع الأطفال المعافين معايشة العديد من الأحاسيس والمشاعر .

ــ تؤمن العلاقة مع الأطفال الصحيين للأطفال المعاقين الإمكانية للتحضير للحياة الواقعية لأنه من المعروف أن الأطفال المعاقين يحتاجون الأطفال المعافين لأنهم يعيشون وسيعيشون في عالم الناس الأصحاء في الأغلب كما أن التواصل مع الأطفال المعافين من جيلهم يمثل الوسط الذي يخلق نفس الأوضاع في الحياة الواقعية ويجعل الأطفال المعاقين يحضرون أنفسهم للحياة المستقبلية. ويتعلم الأطفال خلال اللعب أيضا إتقان الكثير من الأمور الهامة في الحياة مثل اللعب كيفية الطبخ والنظافة والغسل والبناء والسكن ...

ــ يتعلم الأطفال المعوقون من المعافين العيش والتأقلم مع عاهاتهم لان الأطفال لا يقيمون وزنا للمجاملات بل يتحدثون بصراحة عن القضايا التي تثير اهتمامهم ويسألون عنها وبالتالي يتعلم الطفل المعاق التحدث عن عاهته والاستجابة للأسئلة الخاصة بذلك والتكيف مع التعليقات التي تصدر.

ــ يتعلم الطفل المعاق أيضا العلاقات مع الآخرين لأن كل الأطفال يحتاجون إلى التواصل مع الأطفال من جيلهم من أجل الحياة الاجتماعية المستقبلية وفي إطار ذلك يتعلمون كيفية إقامة العلاقة الجيدة مع الآخرين والمحافظة عليها وتعلم التراجع وفرض الرأي والتعاون وتقاسم الأمنيات والكثير من الأشياء الأخرى .

ــ تعزز العلاقة مع الأطفال المعافين الثقة بالنفس لدى الأطفال المعوقين .

ــ تساهم هذه العلاقة أيضا في تطوير الاستقلالية لدى الأطفال المعوقين ففي العلاقة مع الأصدقاء يتعلم الطفل الاستقلالية والتخلص من التبعية للأهل .

ــ تطور العلاقة مع الأطفال المعافين أيضا مقدرة الخيال والتصور لدى الأطفال المعوقين وفي هذا المجال تقول الخبيرة التشيكية بان أغلب الأطفال المعوقين لا ينقصهم الخيال والتصور ولذلك فان تطوير هذه المقدرة هو مسألة هامة لأنها تمنحهم المقدرة على التصور ما الذي يتشوقون إليه وماذا يريدون . وتضيف أن الخيال هو أساس المشاعر مثله مثل الأمل والإيمان التي يمكن لها أن تؤثر على الحياة .