تسعى السلطات الأميركية الى منع الاعلانات المقنعة المصممة لتشبه المضامين غير الإعلانية المنشورة على المواقع الالكترونية من تضليل المستهلكين عبر إخفاء طبيعتها التجارية.
ونشرت اللجنة الفدرالية الأميركية للتجارة (اف تي سي) المكلفة حماية المستهلكين، هذا الاسبوع خطوطا عريضة في هذا المجال ونصائح موجهة للشركات خصوصا مع تفاصيل بشأن كيفية التعريف عن هذا النوع من الاعلانات وشروطها.

وأشارت اللجنة الى ان "معرفة المستهلكين ان مادة ما هي إعلانية من شأنه ان يؤثر على قراراهم بالتفاعل معها والمصداقية التي يولونها للمعلومات الواردة فيها".
من هنا يتعين على كل الاعلانات "أن تكون قابلة للتعريف لدى المستهلكين على أنها مواد إعلانية".

وقد تكون الحدود الفاصلة في هذا المجال غامضة بعدما أصبحت الاعلانات المقنعة شعبية خلال السنوات الأخيرة على مواقع الانترنت. وهي معدة لتفادي إزعاج المستخدمين إذ تبدو أقل تطفلا عليهم لكنها بذلك قد تشبه المضامين العادية لأن الفروق قد تكون مبهمة.

وبالنسبة للجنة الفدرالية للتجارة، "السمة الرئيسة هي الشفافية. يجب على أي إعلان أو رسالة ترويجية ألا يدفع المستهلكين الى الاعتقاد او الايحاء ضمنا بأنه أمر آخر غير الاعلان".
وفي حال عدم وضوح الطبيعة التجارية للمادة، يتعين إضافة تحذير "واضح وظاهر". وفي هذا الاطار اوضحت لجنة "اف تي سي" أن هذا التحذير يجب أن يوضع الى الجزء الذي يجذب النظر في الاعلان ويتعين أن يكون مرئيا أيا كان الجهاز الذي يستخدمه متصفح الانترنت حتى على الشاشات الصغيرة للهواتف الذكية. وأوضحت "اف تي سي" هذه التدابير عبر ضربها عددا من الأمثلة الملموسة.

فبالتالي نشر إعلان مع صورة لأحذية رياضية يعلوها شعار تجاري مع رابط للاطلاع على معلومات اضافية بشأن هذه السلعة، عبر موقع متخصص في الأخبار المالية ينشر عادة المقالات "الحقيقية" بشكل مغاير تماما لن يكون في حاجة لارفاقه بتحذير نظرا الى الطبيعة الاعلانية الواضحة لهذا المضمون. في المقابل، اذا ما عمدت ماركة الأحذية نفسها الى تمويل منشور عبر مجلة الكترونية مخصصة لمحبي الرشاقة مع عنوان "تجهيزات الركض: تفادوا هذه الأخطاء" ومقال ينصح بشراء هذا النوع من الاحذية لتفادي الاصابات، فإن القارئ قد يخال أنه يقرأ مضمونا غير إعلاني كغيره من محتويات الموقع العادية، لذا يتعين إرفاق المنشور بتحذير ينبه القراء الى الطبيعة الإعلانية للمادة المنشورة.

وبعيدا عن المواقع الاخبارية، اهتمت لجنة "اف تي سي" ايضا بالعالم الواقعي لألعاب الفيديو عبر الانترنت. ففي حال ظهور لافتات إعلانية في العالم الافتراضي للشخصيات الموجودة في العاب الفيديو مع منشورات ترمي الى الترويج لمزايا منتجات موجودة في الواقع، لا يطرح الأمر أي مشكلة بحسب اللجنة لأن اللاعب قادر بسهولة على التعرف على الطبيعة الإعلانية لهذه المواد.

كما أن اللجنة لم تبد أي اعتراض على امكان وضع ماركة اعلانا لمنتجها مثلا عبر إلباس شخصيات في العاب الفيديو أزياء تحمل شعارها كما يحصل في افلام السينما. لكن من غير الوارد في المقابل اقتراح مجموعة من الأكسسوارات الافتراضية على اللاعبين لاستخدامها في الالعاب واضافة منتج حقيقي داخل هذه الأكسسوارات مع رابط الى موقع خارجي ترويجي لهذا المنتج.
وأشارت لجنة "اف تي سي" الى ان المبدأ العام يقوم على أنه "كلما كان الاعلان المقنع شبيها بشكله وموضوعه بمضمون الموقع، كانت الحاجة أكبر لوضع تحذير بهدف تجنيب المستهلكين التعرض للغش".