حذرت دراسة جديدة من ان معدلات الاصابة بمرض السكري في العالم ارتفعت بمقدار النصف تقريبا خلال العقدين الماضيين وخاصة بعد تفشي البدانة وما تسببه من مشاكل صحية في البلدان النامية.


ينتشر مرض السكري في البلدان الغنية منذ عقود لأسباب في مقدمتها زيادة معدلات البدانة ولكن بلدانا نامية بدأت تنضم اليها في الآونة الأخيرة بتسجيل زيادة كبيرة في معدلات الاصابة بالسكري في بلدان مثل الصين والهند والمكسيك.

وقالت الدراسة التي نُشرت في مجلة لانسيت الطبية البريطانية ان انتشار مرض السكري ازداد بنسبة 45 في المئة عالميا خلال الفترة الممتدة من 1990 الى 2013. وان الزيادة كلها تقريبا كانت في معدلات الاصابة بالنوع الثاني من مرض السكري الذي يرتبط عادة بالبدانة وهو النوع الأكثر انتشارا.
&
ولاحظت الدراسة حدوث تغير كبير في بلدان العالم النامي بتراجع الأمراض التي تنتقل عدواها مثل الملاريا والتدرن الرئوي تراجعا حادا وانتشار امراض مزمنة مثل السرطان والسكري. ويرتبط هذا الاتجاه بتحسن الأوضاع الاقتصادية وارتفاع متوسط العمر الذي يعيشه الانسان في البلدان النامية اليوم ولكنه يضع حكوماتها في مواجهة تحد كبير يتمثل في إيجاد طرق جديدة وكثيرا ما تكون باهظة الكلفة لمعالجة هذه الأمراض.

وأُجريت الدراسة التي تعتبر الأوسع عالميا حتى الآن بتحليل أكثر من 35 الف مصدر للبيانات من 188 بلدا.&وتوصلت الدراسة الى ان الصين أسهمت بقسط كبير في انتشار مرض السكري في العالم. اذ ارتفع معدل الاصابة بالمرض فيها بنسبة 56 في المئة تقريبا خلال الفترة التي تغطيها الدراسة. ولكن الصين ليست البلد الذي سجل أعلى زيادة في انتشار المرض. ففي الولايات المتحدة ارتفع معدل الاصابة خلال هذه الفترة بنسبة 71 في المئة وفي العربية السعودية بنسبة 60 في المئة. وتصدرت العربية السعودية هذه البلدان من حيث المعدل الاجمالي لانتشار المرض بتسجيل 17817 اصابة لكل 100 الف شخص في عام 2013 ، وهو رقم يزيد مرتين على عدد الاصابات في الصين حيث سجلت 6480 اصابة لكل 100 الف شخص. وكان معدل الاصابات في الولايات المتحدة يساوي تقريبا معدله في الصين.&