يلجأ الكثيرون الى تناول حبوب التنحيف، لإنقاص وزنهم بشكل سريع، دون التحقق والبحث عن مخاطر هذه الحبوب التي ساهمت نتائجها السريعة بابعاد الناس عن الحمية الغذائية والصحية. وما يجهله البعض أنها تقتل.

إيلاف - متابعة: لا تقتصر تسمية "عصر السرعة"، على التطور والتقدم التكنولوجي فقط، بل بات يطال مختلف نواحي حياتنا، حتى عندما نريد إنقاص وزننا، لم نعد نلجأ الى الحمية الغذائية الطبيعية والصحية، بل حلت محلها "حبوب التنحيف" السريعة، التي تبعد الانسان عن عناء الحمية والصبر والوقت الذي تتطلبه.
ولكن حبوب التنحيف السحرية التي تفقد الانسان كيلوغرامات كثيرة في فترة زمنية قياسية، ليست حلا صحيا، ولها أضرار كبيرة قد تكون مميتة في بعض الأحيان.
والجدل الذي تثيره حبوب التنحيف لا يقتصر فقط على الناس، ولكن وصل الى المتخصصين في التغذية حسب ما تقول الأخصائية بيان أحمد التي تضيف "ما يجب التنبّه إليه هو أن ليس كلّ شيء طبيعيا يعني بالضرورة أنّه صحيّ".
وذكرت أخصائية التغذية في حديث الى "العربي الجديد" أن أنواع الحبوب متنوعة منها قاطع الشهية، تعمل على زيادة افرازات هرمونات الشبع في الجسم، وأخرى تعمل على حرق الدهون وترفع الميتابوليسم metabolism. وهناك أنواع أخرى تعمل على زيادة إدرار البول. بالطبع منها ما لا يمتصّ الدهون، وهناك أدوية مصنوعة من الأعشاب الطبيعية وهي تؤدّي أيضاً إلى خسارة الوزن.
&
أضرار الحبوب
ولكن الى جانب النواحي الايجابية، لهذه الحبوب أضرار لا يعيها الجميع، خاصة أنها لا تظهر في مدة قصيرة بل على المدى الطويل، وبعض هذه الحبوب يعطي نتيجة تبهر اللاجئ اليها، فلا يهتم بالبحث عن اضرارها، بل يكتفي بتناولها وخسارة بين 8 و10 كغ في شهر واحد احيانا. ولكن ما هو مجهول لدى الكثيرين هو ان تناول هذه الحبوب لفترة طويلة قد يؤدّي إلى الوفاة. إذ أثبتت دراسات كثيرة زيادة معدّل الوفيات في أوساط من يتناولون حبوب التنحيف.&
&
وتضيف بيان: "من أبرز أضرار هذه الحبوب أنّها تخلق عدم توازن في الجهاز العصبي. فتسبّب حالات الاكتئاب والصداع والقلق. كما ترفع الضغط وتسرّع دقّات القلب، وتؤدي إلى اضطراب في معدّلات الأيض، ونقص في الفيتامينات المهمّة للجسم". لأنّ هذه الحبوب تمتصّها، مثل فيتامينات "أ"، و"د"، و"ج".&
والملفت أن اضرار هذه الحبوب لا تقتصر على النفسي او الجسدي، بل تشمل الناحيتين، ومن المؤكّد أنّها تضرّ الكلى وتُسبّب، على المدى البعيد، القصور الكلوي. كما أنّها واحدة من مسبّبات مرض السرطان على المدى الطويل، بسبب احتوائها على مادة الكروم وغيرها من المواد المسرطنة. وهناك بعض أدوية التنحيف التي يصفها الطبيب وتكون لها أضرار جانبية، لكن أخفّ من غيرها، وتكون مذكورة على العلبة.&

موجة الشراء
ما يجب أخذه&في&الاعتبار عندما نتحدث عن حبوب التنحيف، هو أن جسد كل منا يختلف عن غيره، فلكل انسان مشاكله الصحية، وطريقة يتفاعل بها جسمه مع الأدوية والأمراض بطريقة مختلفة، لذا من المفضل ان يترافق تناول هذه الأدوية مع وصفة طبية، الا أن انتشار انواع عديدة منها على الانترنت، جعل الناس يتوافدون الى شرائها وتناولها بطريقة عشوائية. وقد يكون سعرها المغري دافعا اساسيا الى شرائها عبر الانترنت. ولكنها تسبب الوفاة او الدخول في غيبوبة احيانا.
تشرح اختصاصية التغذية أنّ "حبوب التنحيف ليست مصنوعة لكلّ شخص بحسب جسده، بل تعطى للجميع دون الأخذ&في الاعتبار مشاكل كلّ منّا الصحية، ودون مرافقتها بممارسة الرياضة واتّباع نمط غذاء صحيّ".&
وتختم: "هناك حبوب تنحيف معترف بها، تخفّف امتصاص الدهون، وهي زينيكال XENICAL. ويُمكن استخدامها في الحالات القصوى والضرورية فقط. يمكن تناول حبّة منها واحدة ولفترة قصيرة، لكن يجب تناولها مع فيتامينات، وغير ذلك فكلّ الحبوب خطيرة.
&