انتقد تقرير نشرته مجلة "فوربس" عقار "اديي" الجديد. ويقر التقرير أنه أصبح يتوفر للمرأة الآن عقار يعالج ضعف الرغبة الجنسية ولكن من المستبعد أن يضاهي مفعوله طبياً وتجارياً مفعول فياغرا أو سياليس.

إعداد عبد الاله مجيد: وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية على عقار مثير للجدل جرى تطويره لزيادة الرغبة الجنسية عند المرأة. ويؤثر العقار "أديي" المعروف عموما باسم فليبانسَرين من انتاج شركة سبراوت للصناعات الصيدلانية، في الدماغ لزيادة الطاقة الجنسية عند المرأة.

وأظهرت الاختبارات السريرية أن النساء اللواتي تناولن الحبة الوردية مرة في اليوم لمدة شهر سجلن زيادة في الممارسات الجنسية المُرْضية بلغت مرة واحدة في الشهر فيما حُدِّد خط الأساس بمرتين الى ثلاث مرات، كما لاحظ جون لاماتينا الذي يغطي أخبار صناعة الأدوية لمجلة فوربس.

وقال لاماتينا إن هذه نتيجة متواضعة كما هو واضح ولكن هناك شريحة من النساء اللواتي كان مفعول العقار أقوى معهن وقد يثبت انه نافع. وهذه البيانات هي التي اقنعت إدارة الأغذية والأدوية بالموافقة على العقار.

يذكر أن لاماتينا هو الرئيس السابق لقسم البحث والتطوير في شركة فايزر وما زال يملك أسهما في الشركة.

فياغرا وسياليس

ويتوفر للمرأة الآن عقار يعالج ضعف الرغبة الجنسية ولكن من المستبعد أن يضاهي مفعوله طبياً وتجارياً مفعول فياغرا من شركة فايزر أو سياليس من شركة ليلي، بحسب الصحافي لاماتينا مشيرا الى ان الأطباء يجب أولا ان يكونوا مقتنعين به قبل ان يوافقوا على وصفه.

وهذا لن يكون سهلا إزاء النتائج المتواضعة للعقار في غالبية الحالات. ولكنه يأتي، مثله مثل أي عقار، مقترنا بمخاطر هي في هذه الحالة الشعور بالدوار وهبوط ضغط الدم والاغماء والنعاس. وبالتالي فان اطباء كثيرين سيترددون في وصف العقار الجديد، كما يتوقع الصحافي لاماتينا في مجلة فوربس.

عقبة أخرى

وحتى إذا وصفه طبيب ما فان دفع سعر الحبوب الوردية سيكون عقبة.

وصرح مدير في شركة سبراوت لصحيفة نيويورك تايمز ان الشركة تعتزم ان تبيع العقار "أديي" بنحو 400 دولار في الشهر وهو سعر حبوب فياغرا وغيرها من العقاقير لعلاج ضعف الانتصاب عند الرجل. ولكن حبوب فياغرا وسياليس تؤخذ عند الحاجة في حين أن حبوب أديي يجب ان تؤخذ يومياً بحيث تقرب الكلفة السنوية من 5000 دولار لكل امرأة.

وقد لا تكون شركات التأمين الصحي مستعدة لتعويض المريضات هذا المبلغ عن دواء ذي فائدة متواضعة لغالبية النساء اللواتي يتناولنه. وحتى إذا غطت شركات التأمين نسبة من الكلفة هل ستكون المرأة التي تتناول أديي مستعدة لتحمل الباقي؟

هل يستحق ثمنه؟

ويتوقع الصحافي لاماتينا ان يوصف العقار أديي بكميات كبيرة في البداية ولكن بعد بضعة أشهر سيهبط الطلب حين تقرر غالبية النساء ان مفعول أديي المحدود لا يستحق الثمن ومخاطر السلامة المرتبطة به.

وقد يكون العقار نافعاً لبعض النساء ولكن أديي لن يتمكن بأي حال من تلبية احتياجات النساء اللواتي يعانين ضعف الرغبة الجنسية كما يلبيها عقار فياغرا وسياليس في مساعدة الرجال المصابين بضعف الانتصاب.

وأثار قرار الإدارة الموافقة على العقار الذي رفضته مرتين في السابق تساؤلات ليس عن العقار فيليبانسرين فحسب بل عن أخلاق إدارة الأغذية والأدوية نفسها.

ابتزاز عاطفي!

وقالت السينمائية ليز كانر التي قدمت افادة خلال جلسة الاستماع التي عقدتها إدارة الأغذية والأدوية في حزيران الماضي انها لم تشهد "ابتزازا عاطفياً" كذلك الذي رأته خلال الجلسة. واضافت بعد متابعتها النقاشات التي جرت "ان السياسة هي التي انتصرت وليس العلم".

ولاحظت كانر أيضا أن العقار نفسه الذي رفضته إدارة الأغذية والأدوية وافقت عليه الآن دون إجراء أي تغييرات في تركيبه الكيميائي. ونقل موقع ذا ديلي بيست الاخباري الأميركي عن كانر قولها "ان كل ما تغير هو الأشخاص الذين يقفون وراءه".

والأشخاص الذين يقفون وراءه هم شركة سبراوت للصناعات الصيدلانية في ولاية نورث كارولاينا التي أعلنت ان جهودها تنصب على "تحقيق اختراقات هي الأولى من نوعها في صحة المرأة الجنسية".