يتزايد انتشار صالونات التجميل الخاصة بالرجال في الغابون يوما بعد يوم، نظرا للإقبال الذي تشهده هذه المحلات. وتتنوع الخدمات التي تقدمها من تصفيف الشعر وتقليم الأظافر والاعتناء ببشرة الوجه.


يبدي الرجال في الغابون اهتماما متزايدا بمظهرهم، في توجه اجتماعي جديد أنعش صالونات التجميل وأدى إلى ظهور مراكز تجميل خاصة بالذكور. ويقر يونس توبادي، الذي اعتاد أن يقصد شهريا صالون تجميل للرجال في ليبرفيل، بأنه يحب الاعتناء بنفسه، مثل غيره من أبناء البلد المحدودي الدخل والميسورين على حد سواء. وهو يقول إن "النظافة ضرورية لجذب النساء اللواتي يعجبن بالرجل النظيف والجميل والأنيق".

عناية مع الحفاظ على الرجولة

وتقوم متخصصة في التجميل بتنظيف أظافره، لكنه يصر على التأكيد أنه لن يطلي أظافره كالنساء، بل أنه يريد تجميل نفسه "مع المحافظة على الرجولة". واعتاد الشاب الثلاثيني أن يقصد صالون "ماسكولان" الواقع في حي راق من ليبرفيل والمخصص للرجال، في خطوة تؤشر على بدء تغير العقليات في البلاد.

وتؤكد إليان مبولو مديرة الصالون، الذي فتح أبوابه قبل ثلاث سنوات والذي يلقى إقبالا متزايدا، أن "العناية بجمال الرجال لم تعد من المحرمات ... وكانوا كلهم يأتون في البداية من أجل تصفيف شعرهم، ولا يتوانى الكثيرون اليوم عن الاعتناء بأظافرهم أو ببشرة الوجه".

الشاب باغي دفع 20 ألف فرنك أفريقي (30 يورو) لإنعاش نضارة بشرته. ويقول الشاب العشريني الممد على منشفة والمسحوق يغطي وجهه "إنه وقت استرخاء".
ومن زبائن الصالون الآخرين، جوناس وهو مسؤول حكومي رفيع المستوى، يؤكد أنه ينفق مئتي يورو في الشهر الواحد لاقتناء منتجات للعناية بالبشرة ومستحضرات تجميل، كاشفا "إنها من العادات السائدة هنا، فالناس يولون أهمية كبيرة للتفاصيل الصغيرة ... ونحن نعيش في عالم حديث".

وتزداد صالونات التجميل في العاصمة، وحتى تلك التي كانت حكرا على النساء في الماضي باتت اليوم تفتح أبوابها للرجال. وتنتشر هذه الظاهرة بين الطبقات الميسورة، لكنها لا تقتصر عليها بل أنها تجد في الطبقة الوسطى الناشئة في البلاد بيئة لها، وأيضا في صفوف الطبقات الفقيرة.

مظاهر الثراء في العاصمة

يقدر عدد أفراد الطبقة الوسطى في الغابون بنحو 37 %، وفقا لتقرير صادر عن البنك الأفريقي للتنمية. وباتت مظاهر الثراء تطبع ملامح الحياة في العاصمة، من الهواتف الحديثة جدا إلى السيارات الرباعية الدفع الفاخرة. لكن هذه المظاهر لا تعكس بالضرورة واقعا حقيقيا، بل قد تخفي واقعا مناقضا قاسيا. ويقول أحد سكان العاصمة ويدعى برونو "بعض الأشخاص يبدون بأبهى حلة، وينتعلون أحذية جميلة، لكنهم في الحقيقة يعيشون في أكواخ لا يصلها الماء ولا الكهرباء". ويضيف "الغابونيون يحبون التباهي كثيرا".

صالونات تجميل للرجال في الأحياء الشعبية

تبلغ كلفة العناية بالأظافر في حي ريو الشعبي في العاصمة ثلاثة يوروهات، وهي لا تجري في صالون فاخر، بل في الشارع وسط الضجيج والزحمة. وأحد زبائن صالونات الشارع هذه ليسلي، وهو طالب يقصدها& رة كل 15 يوما. ويقول "أجد ذلك أمرا عاديا، فهي مسألة نظافة، حين أمشي في الشارع لا أحب أن يرى الناس قدمي وسختين". ويضيف "بعض الرجال ليس لديهم زوجات أو صديقات يقلمن لهم الأظافر، ولذا يأتون إلى هنا".

تحت إحدى المظلات، تعرض شابة على زبائنها الذكور وضع أظافر اصطناعية بلون الفضة. وتقول هذه الشابة التي أتت إلى الغابون من الكونغو قبل 13 عاما "ما زال تقليم الأظافر وتزيينها للرجال أمرا نادرا هنا، لكن في الكونغو، الرجال هم أكثر من يفعلون ذلك".