يركز الصالون العالمي للهاتف الذكي المقام في برشلونة هذا العام، ليس على الهواتف الذكية، بل على تكنولوجيا مصاحبة مثل تكنولوجيا الواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء.


برشلونة: افتتح الصالون في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) الجاري، وكشفت فيه شركة سامسونغ عن هاتفها الجديد غالاكسي ايس 7 (Galaxy S7) وايس 7 ايدج (S7 edge).

وطرحت شركات اخرى ابتداءً بـ"ايل جي" LG وانتهاء بهواوي Huawei مرورًا بـ "زيد تي اي" (ZTE) منتجاتها الجديدة ايضًا، عدا شركة آبل التي ستطرح ايفون 7 في ايلول (سبتمبر) المقبل، علمًا أن ايفون طرحت اول هاتف ذكي في العالم وكان ذلك في عام 2007.
&
وأظهرت أرقام حديثة أن السوق العالمي للهواتف الذكية تراجع في نهاية عام 2015 الى مستواه في عام 2008 كما سجلت اضخم شركتين في هذا المجال في العالم، وهما سامسونغ وآبل، حالة كساد في المبيعات او تقدمًا ضئيلاً للغاية.

وتتوقع دراسة اجرتها مؤسسة غارتنر للبحوث والاستشارات تراجعاً في المبيعات خلال عام 2016 قد يصل الى 2.5% وهو أمر يحدث للمرة الاولى.

المستقبل لغيره

رغم هذه التوقعات لن يختفي الهاتف الذكي بسرعة فائقة، فنصف سكان العالم الذين يزيد عددهم على 7 مليارات شخص، يملكون هذه الهواتف، وهو ما يخلق نوعًا من الامل في استمرار المبيعات علمًا أن المستهلكين عادة ما يشترون هاتفًا ذكيًا جديدًا كل عامين تقريبًا غير ان المشكلة تكمن في ان شركات منافسة صينية تقوم بانتاج هواتف ذكية باسعار اقل من تلك التي تطرحها الشركات العالمية الاخرى، وهو ما يدفع المنتجين الكبار الى التفكير في وسيلة أخرى عدا الهواتف الذكية تحقق لهم الارباح وتبقيهم في مجال التنافس الدولي.
&
ولذا، بدأت هذه الشركات تركز اهتمامها على كل شيء يمكن ربطه بالانترنت، فمثلاً طرحت شركة سامسونغ الى جانب هاتفها الجديد ايس 7 ما اسمته "التجربة غالاكسي"، وهي عبارة عن كاميرا قادرة على التقاط صور بـ 360 درجة كما طرحت خوذة جديدة للواقع الافتراضي وساعة مربوطة بالانترنت.
&
شركة ايل جي طرحت ما اسمته بـ"رفاق" هاتفها الاخير جي 5 (G5) وهي كاميرا قادرة ايضًا على التقاط صور تغطي 360 درجة، كما طرحت خوذة للواقع الافتراضي اضافة الى كاميرا مراقبة آلية في شكل كرة.

كل شيء ممكن دون الهاتف الذكي

التوجه نحو العزوف عن الهواتف الذكية بدا واضحًا لدى الشباب، إذ ذكرت دراسة صدرت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي أن عدداً كبيراً من الشباب يفكرون في التخلي عن هواتفهم أو التقليل من استعمالها من الآن حتى عام 2021، لاسيما بسبب القدرة على استخدام التطبيقات التكنولوجية الحديثة في كل شيء يحيط بهم تقريبًا وليس في الهواتف فقط.

افضل مثال على ذلك هي السيارة الذكية المربوطة بالانترنت، وفيها هاتف مركب داخلها، وهي مزودة ايضا بتقنية تلقي الاوامر الصوتية، ولذا يمكن للسائق الاستماع الى موسيقاه واغانيه المفضلة، وحتى الاتصال وارسال رسائل قصيرة دون ان يلمس هاتفه.

التحكم بالصوت

هذه التقنية ستدخل في كل المنتجات المخصصة للمنزل، إذ كشفت شركة امازون عن اسطوانة ايكو Echo وهي جهاز يتم تنظيمه على التعرف على أصوات جميع افراد العائلة وتنفيذ الأوامر المختلفة مثل سماع اغنية معينة أو اعطاء آخر الاخبار أو الحالة الجوية، ويمكن ان يجيب إن سئل كم الساعة الآن ويمكنه ايضًا تسجيل المواعيد والتذكير بها اضافة الى سماع الاوامر اينما كان المتحدث داخل المنزل حتى لو كانت موسيقى تعزف حول الاسطوانة.

امكانيات هذه الاسطوانة متعددة يزيد عددها على المائة.

غير ان مساعدي آبل (سيري Siri) وغوغل (ناو Now) وميكروسوفت (كورتانا Cortan) لن يقلوا شأنًا عن اسطوانة امازون لانهم سيتحكمون بعمل كل الاغراض والاجهزة المنزلية المربوطة بالانترنت مثل مفاتيح الضوء والستائر، وحتى منظم درجة الحرارة.

وطبعًا تتم كل هذه الامور دون الحاجة الى استخدام الهاتف الذكي الذي نعرفه حاليًا.

يضاف الى ذلك ما يجري تطويره حاليًا، والمسمى بانترنت الاشياء، حيث تتمكن الثلاجة مثلا من تذكيرك بضرورة شراء لبن لأن الموجود قد انتهى او أن تخبرك غسالة الملابس انها تحتاج مسحوقًا أو سائل غسيل جديدًا، لأن الموجود انتهى ايضًا.

كل هذه التطورات والتحديثات تؤكد انتفاء الحاجة الى الهاتف الذكي، لأن كل شيء سيرتبط بالانترنت مثل سوار يمكن أن يحسب عدد الخطوات التي تخطوها أو نظارات مربوطة بالانترنت تصور رحلتك وانت داخل سيارتك أو على دراجتك.

ومع ذلك يتوقع خبراء الا يختفي الهاتف الذكي تماماً بل أن يتحول الى شاشة جيب أو نافذة محمولة قد تستخدمها لمشاهدة فيلم أو شريط فيديو أو قراءة الاخبار والتقاط صور.