يقول تقرير صادر عن لجنة الامم المتحدة لخدمات النطاق العريض، إنّ 57% من سكان العالم غير متصلين بشبكة الإنترنت ولا يستفيدون من خدماتها الجمّة، في حين يصل الأمر حدّ التشبّع في بلدان أخرى غنية.
إيلاف - متابعة: نشرت لجنة "النطاق العريض"& التابعة للأمم المتحدة، تقريرها حول الانترنت للعام 2015، وجاء فيه أنّ 4 مليارات نسمة ليسوا متصلين بالشبكة العنكبوتية.
ويقول التقرير إنّ نمو "النطاق العريض" يشهد تباطؤا شديدا، ولا يبدو أنّ أهداف الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للإتصالات سوف تتحقّق على المدى الذي تم تحديده سابقا.
ويُتوقع أن يتباطأ معدل نمو مستخدمي الإنترنت إلى 8.1% خلال العام الحالي، منخفضًا من 8.6% في عام 2014. وكانت معدلات النمو عالية من فئة رقمين لسنوات، وذلك حتى عام 2012. وقال التقرير: “لقد وصلنا إلى نقطة تحول في نمو شبكة الإنترنت”.
وقالت اللجنة، التي أنشئت في عام 2010 من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو”، أنه من غير المرجح أن يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت الأربعة مليارات قبل عام 2020.
نصف سكان العالم لا يبحرون
وبحسب التقرير الذي اطلعت "إيلاف" على نسخة منه، يصل النفاذ إلى شبكة الإنترنت إلى "مستوى التشبع" في الدول الغنية، لكنه، لا يتقدم بسرعة كافية لصالح المليارات من الناس الذين يعيشون في العالم النامي.
حمّل التقرير كاملا من هنا |
وصدر التقرير اليوم الاثنين، قبيل انعقاد "قمة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك" والاجتماع الموازي لها للجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة في 26 سبتمبر.
يقول التقرير إن 57% من سكان العالم لا يزالون غير موصولين وغير قادرين على الإستفادة من الفوائد
الإقتصادية والإجتماعية المتعددة التي يمكن أن تقدمها الإنترنت.
وعلى الرغم من أن& 90% من سكان الدول الغنية يستخدمون الانترنت، إلا أن سكان الدول الأفقر غير قادرين على ذلك، والأسوأ من هذا أن نمو انتشار الانترنت أصبح متباطئاً، فأكثر من نصف سكان العالم لم يدخلوا بعد الشبكة.
تباطؤ في الاستخدام
وتباطأ النمو في استخدام الانترنت هذا العام إلى 8.1% مقارنة بالعام الماضي 8.6%، وهذان الرقمان أبطأ من الفترة التي سبقت 2012 حيث كانت المعدلات لا تقل عن 10%.
وفي بداية العقد الحالي، وضعت كل من منظمة اليونيسكو والإتحاد الدولي للإتصالات، هدفاً لتحقيقه يقضي بتجاوز عدد مستخدمي الانترنت الـ 4 مليارات مستخدم، لكن على الأرجح لن نصل لهذا الرقم قبل نهاية العقد أي عام 2020.
ولايزال 57% من سكان العالم أو أكثر من 4 مليارات مستخدم لا يتصلون بالانترنت نهائياً، والمثير للاهتمام أن النمو في عدد مشتركي فايسبوك قد تجاوز النمو في عدد مشتركي الانترنت، وهذا ما يشير اليه التقرير.
ويتوقع أن يصل عدد مستخدمي الانترنت بنهاية هذا العام إلى 3.2 مليارات شخص، وهو ما يُعدّ ارتفاعا بمعدل متباطئ عن رقم العام الماضي 2.9 مليار شخص ويمثل حالياً 43.4% من عدد سكان العالم والرقم لايزال بعيداً عن هدف 60% من سكان العالم الذي وضعته الامم المتحدة.
فوارق شديدة
وفي ما يخص الانترنت عبر الهواتف المحمولة، فإن 121 دولة حول العالم وصلت إلى حالة التشبع وتعمل الآن على دعم شبكات الجيل الرابع والدفع نحو منصات الدفع أكثر. وبلغ عدد مشتركي الهواتف المحمولة أكثر من 7 مليارات مشترك.
وقال الاتحاد الدولي للاتصالات إنه سيكون هناك أكثر من 7 مليارات اشتراك عبر أجهزة الهواتف النقالة، وأشار التقرير إلى أن 78 في المئة من هؤلاء في الولايات المتحدة وأوروبا ويستخدمون حاليا شبكات "البرود باند" (الموجة العريضة)، و69% في بقية العالم يتمتعون بتغطية شبكات 3G، ولكن 29% فقط من سكان المناطق الريفية تصلهم الخدمة.
أشار التقرير إلى أن 78 في المئة من هؤلاء في الولايات المتحدة وأوروبا ويستخدمون حاليا شبكات "البرود باند"، وتتخلف أفريقيا عن بقية العالم بوجود 17.4 في المئة فقط من تغطية شبكات "البرود باند" للهواتف النقالة، ويقول التقرير أنه بحلول نهاية هذا العام سيمتلك 80 من أصحاب المنازل في البلدان المتطورة و34 في المئة في البلدان النامية مدخلا للانترنت.
وتركز الدراسة على نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال 15 عاما، وتشير إلى أنه في عام 2000 لم يكن هناك سوى 400 مليون مستخدم في عموم العالم، أي ثمن العدد الحالي.
وقال إبراهيما سانو، مدير مكتب التنمية في الاتحاد الدولي للاتصالات في وقت سابق: "خلال الـ 15 عاما الماضية، حققت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تنمية عالمية بطريقة غير مسبوقة"، وأضاف أن "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ستلعب دورا أكثر أهمية في أجندة التنمية ما بعد 2015 وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة المستقبلية، حيث يتجه العالم بشكل متسارع ومطرد نحو المجتمع الرقمي".
ضرورة سدّ الفجوة
إلى ذلك،&ألقى الدكتور عبد العزيز المزيني كلمة منظمة "اليونسكو"، نيابة عن مديرتها العامة إيرينا بوكوفا، وجاء فيها: "إن برنامج 2030 يسلّم بقدرة التكنولوجيا الجديدة على التعجيل بالتقدم البشري وسد الفجوة الرقمية وتطوير مجتمعات المعرفة - يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لدعم الدول في بلوغ هذه الأهداف، ولا سيما الدول النامية.
أضافت بوكوفا: "يتطلب هذا الأمر أن تبذل الحكومات وجميع الأطراف الفاعلة جهودا أقوى لضمان النفاذ والاستعمال والقدرة على تحمل التكاليف".
وحسب ما ورد في التقرير، فإن ما تنادي به لجنة "النطاق العريض" في ما يتعلق بأهمية النطاق العريض، أدى إلى نمو عدد البلدان التي لديها خطة وطنية بشأن النطاق العريض من 102 في 2010 عندما بدأت اللجنة عملها، إلى 148 بلدا اليوم.
يشار إلى أنّ تقرير حالة النطاق العريض لعام 2015 هو التقرير السنوي الرابع للجنة بشأن التوصيلية. ويصدر هذا التقرير كل سنة وهو التقرير الوحيد الذي يتضمن التصنيفات على أساس كل بلد على حدة استنادا الى&إمكانية النفاذ والقدرة على تحمل التكاليف لما يزيد عن&160 بلدا عبر العالم.
التعليقات